العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الثقافي

المنتدى الثقافي المنتدى مخصص للكتاب والقصة والشعر والنثر

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية نسايم
نسايم
شيعي حسيني
رقم العضوية : 18676
الإنتساب : Apr 2008
المشاركات : 7,218
بمعدل : 1.19 يوميا

نسايم غير متصل

 عرض البوم صور نسايم

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي رواية (فجعت قلبي) للكاتبة منى المرشود
قديم بتاريخ : 22-02-2009 الساعة : 02:36 AM



- جالك عريس



امتقع وجهيي و تغيرت ملامحي ، بعد لحظة ، سألت أمي :
- من ؟؟
- ولد عمة أبوك ، بسام ...

انصدمت ، بس ما تفاجأت ، أمّه لمحت أكثر من مرة قبل . كنت بصراحة متوقعة يجي يوم رسميا .
بس ما كنت أتمناه ...

- متى جوا ؟

- عارفة أنها كلمتني قبل تلميح ، أمس دخلت في الموضوع رسمي . الولد استقر بعمله و صار جاهز

صمتُّ صمْت طويل ، حتى النقاش بالموضوع ما يثير أي ذرة اهتمام فيني ، من يصدق هذا حال عروس تنخطب ؟

- بما أنك عارفة عنه كل شي ... ما يحتاج أقول أكثر

- بس أنا أحتاج أفكر ...

- فكري ، ما رح تلقي أحسن منه ، و رقعة الثوب منه و فيه



تجاهلت الموضوع أول يوم ، و بعد ما ردت الوالدة فتحته يوم ثاني ، و كلمني الوالد بعد ... بديت أحس
بالجدية ... يا تمر ، الموضوع جدي ، صحصحي ...

غصباً علي ، لا جيت أفكر ، مو صورته هو اللي تجي ببالي ، لا ... صورة حبيبي الهاجر ... آه يا عسل
للآن مرت شهور على زواجه ... ما ادري من اين جت هذه الدموع ؟ ما ابي اعيد فتح الجرح انسي يا تمر خلاص
انسي

ما نمت ذيك ليلة ، و ظليت سهرانه للصباح ، و اللي طلعت به من تفكيري الطويل ، فكرة وحدة بس ....


***



- معقول ؟؟ ما .... أصدق عيوني ....

-صدّق ... قمر قدّامك الحين ....

كانت أطرافي كلها ترتجف ، و قلبي يركض ، ما توقعت أني أظل حيّة ... كان هو ... آه ... ما تغير فيه
شي ... نفس الصورة و نفس الصوت ... نفس النظرات ... نفس الشعور اللي يعتريني لاشفته قدامي ... ما كأن الزمن فرق بيننا و لا لحظة وحدة ...


- فيه شي ، بغيت أقل لك عليه ، و أمشي ...

- تفضلي ؟ آمري ...؟ خير ...؟؟؟


مرت دقايق ... و انا جامدة بمكاني ، لا عرفت اجلس و لا أتكلم ، الرجّال عنده عمل ، و أنا ... ؟؟
هو ... بعد كان مرتبك ... و حس بتوتر الجو ، حاول يلطفه شوي و سألني عن الدراسة ...


-كيف الدراسة معك ؟

- الحمد لله

- الله يوفقك ، و تتخرجي بامتياز ان شاء الله

- إذا ... إذا واصلت ...

- ليه ؟ لا يكون ببالك تتركيها ؟ بعد كل هالسنين ؟؟؟

- حسب الظروف ...

توجس ، تغيرت نبرة صوته ، و قال :
-فيه شي ... جديد ...؟؟



وقف قلبي عند هذا السؤال ، بدون شعور ، رفعت وجهي صوبه و ظليت احدّق بنظراتي في عينه ، بدأ صدري
تنكتم أنفاسه و تتلخبط ... ما وعيت ، الا و الدموع تنجرف من عيني بغزارة ...

-قمره ....؟؟


ما ادري كيف طلعت الكلمة مني ... قلت فجاة :
- بسام خطبني ..



هل كان تخيل مني و الا بالفعل ... شفت الذهول يظهر فجاة على وجهه ، و تتغير ملامحه ، ما ادري كيف
قدرت أشوفها وسط دموعي ... أظنه تفاجأ ... و استنكر ...

- بسام ، ما غيره ؟؟؟
- .... نعم ....

-بعد صمت قصير

-لكن ... بسام ما يناسب مستواك الدراسي ...




هزيت راسي : لا

باسلوب المغلوب على أمره ... و مسحت دموعي باستسلام ...

-و ... ايش رايك ... وافقتِ ؟

- بعد ، ما قررت

- قمره ... لا تتسرعي ...

- إش تفرق ؟ بسام أو غيره ...

- على الأقل ، اختاري رجّال يناسب مستوى ثقافتك ... أحسن لك و له ...

- النصيب نصيب ... ما به شي ينعاب ...

- هذه حياتك ...... أنتِ حرة .....



طالعت فيه بشكل غريب ... و استغرب نظراتي ، و بعدها قلت :
- أتزوجه ؟ ...


تفاجأ من السؤال ، و بدا و كأنه يحاول يتمالك نفسه ، او كذا أنا تخيلت ، و قال :
-اذا تشوفيه يناسب لك ، وهو رجّال للحق جيد ، فـ ... على بركة الله ...



على بركة الله .... كلمة غرزت خنجر بصدري و صحت
- بس أنا أحبك أنت ...


طلعت الكلمة بلا شعور ، بلا وعي ، ما اكتشفت أني قلتها إلا بعد ما اهتز و انتفض قدّامي ،
و شاح بوجهه عني و بدت يديه تتحرك باضراب على وجهه ، تنقبض بشدة ... انتظرت منه ردة الفعل
التالية ... و جت أقسى من الطعنة الأولى ...


- قمر ... لا تهذري مشاعرك على رجال متزوج و خالص ...


حسيت بصفعة قوية على وجهي ، و فقت منها ... أنا وش جابني هنا ... أنا إيش سويت ...
وقفت بسرعة ، و جريت صوب الباب اداري دموعي بيديني ... كنت اسمعه و هو يناديني

- قمر لحظة ... لحظة يا تمر ...أرجوك ..

تمنيت ذيك اللحظة أني أقدر اطير ... أختفي ... أتبخر ...

مشيت و مشيت على غير هدى ، وصلت البيت ، حذفت جسمي على سريري ، و صرخت بوجه الوسادة ، بصرخة
مكبوتة :
- أكرهك يا عسل ، أكرهك أكرهك أكرهك ....


بعدها بساعة وحدة ، كنت عند أمي أقول لها :
- خللي العريس يجي الليلة .....

.................................................

" لا تكابر "

طرقت الباب ، و دخلت . شفت (سلطان) واقف عند النافذة ما ادري وش يراقب ؟
سلّمت عليه و ما رد علي .
رفعت صوتي :

- إحـم إحـم ! أقـول : العوافي يا طويل العمر !


انتبه لي ، و رد علي دون يلتفت صوبي

- هلا ياسر ...


من نبرة صوته ، حسيت أنه به شي . سألت :
- خير ...؟ كأنك تعبان أو متضايق ؟


ما رد علي ، و هذا اللي أكّد لي أن به شي . قلت يمكن ما يبي يقول لي ، اجل ندخل في موضوع الشغل .

- بغيت نراجع البنود للمرة الأخيرة قبل الاجتماع .

-الحين يا ياسر ؟ ما له داعي .

- عجب ! أنت اللي قايل لي أمس !


- خلاص ياسر . احضر الاجتماع وحدك و بالنيابة عني ، و الا أقول ، أجله الى بكرة .


تفاجأت ! أمس كنا حضّرنا كل شي ، و هذه أول مرة يقول لي فيها أجّل ! الرجّال مو طبيعي . كان واضح عليه
أنه ضايق الصدر ... رديت سألته مرة ثانية :



- فيه شي سلطان ؟ ما انت طبيعي . قل لي يا أخوي . توني مخليك عال العال قبل ساعة ! وش صار ؟؟؟


- ما فيه شي يا ياسر ، ما ودي أحضر اجتماع الحين .


- أنا مو تايه عنك يا سلطان ! مو تونا نعرف بعض . قل لي يمكن ترتاح ؟ أنا قريبك و صديقك و زميلك
في الدراسة و العمل و أقرب الناس لك . و الا ( الأحباب ) نسوك الأصحاب ؟؟؟


فجأة ، إلا و وجه الرجّال منعفس علي ، و ضرب بإيده على النافذة و زين ما كسرها . كأن الجملة اللي
قلتها صابت الهدف بالضبط .

سكت عنه لحظة ، أعرف سلطان ، مو من النوع اللي يعصّب بسهوله ، و مو أي شي يقدر يأثر عليه.
(أشياء معينة) ممكن تخليه بهذه الحالة ....


- قمر ...


قلت الاسم ، ودي اختبر ردة الفعل ، و ما اخطيت الهدف . بس سمعني لف راسه فجاة صوبي و خزني بنظرة
اعرفها زين . قدرت اشوف بعيونه كلام كثير مكبوت ... و قدرت أشوف يدينه و هي ينقبض بقوّه و عصبية
كأنه يحاول يمسك نفسه عن الانهيار ... لكنه ، ما قدر ...


على الكنبه اللي كانت جنبه ، ارتمى بانهيار ، و رفع راسه و غمض عينه و أخذ نفس طويل ... و طلع
بتنهيده مريرة ...


سمحت لنفسي ، بعدما تراخت اعصابه المشدودة شوي ، اني أسأل :
- وش جد ؟


ما تردد كثير ، و نطق و قال :

- كانت هنا .


اندهشت ! و سألته باستغراب :
-متى ؟؟؟


- قبل ما أنت تجي بشوي .


- و ... ايش صار ؟


- جت ... تقل لي ... فيه واحد خطبها .


مرّت لحظة صمت ، هالمرّة ما سألت ، هو قال بفسه :

- بسّام قريبها ، اللي تعرفه .


- آه ، بسّام . و الله و النعم فيه .


- رجّال طيب و أخلاقه ممتازة ، و يستاهل كل خير .... بس ...
... ما يستاهلها ...

يمكن قال الجملة دون يحس ؟ حبيت اتأكّد ، و كرّرت :
-ما يستاهلها ؟؟؟


- لا ما يستاهلها . قمرة ... بنت جامعية و ثقافتها عالية ، بسّام ... انسان بسيط ... ما فيه
تناسب بينهم . ما تستاهل واحد مثله ، و لا هو يستاهلها ...


- من يستاهلها أجل ؟؟؟


طلع هذا السؤال عفويا من لساني ، و ما ظنّيته رح يجاوب ، لكنه قال :


- واحد ... عالي الثقافة و المركز الاجتماعي ، ذكي ... واسع المدارك ، واسع التفكير ... يقدر يفهمها...
انسان عنده طموح ... عنده شخصية أقوى و أرقى ...


- مثلي يعني ؟


قلتها بمزحة ، بس شكلها طلعت غلط ! لأن صاحبنا رماني بنظرة توعّد و تهديد ! حبيت ألطّف الجو ، بس
الظاهر عكّرته بزيادة ، قلت :


- فيني كل الصفات اللي قلت عليها ! و انت تعرفني زين ! وش رايك ؟ ما أصلح ؟


و الله كان قصدي مزح ، بس سلطان و هو بوضعه الحالي ، ما بلعها ، صاح بوجهي :


- ياسر خلنا من سخافاتك ذي الساعة ، مو ناقصك أنت بعد .


بصراحة الكلمة جرحتني . هذا جزاي اللي أحاول أخفف عنه . قلت بجدية :


- وش فيني أنا ما يعجبك ؟


- أنت آخر واحد ممكن أسمح أنه يكون زوج لقمر .



هذه عاد كانت قوية و ما تحمّلتها ، كأنه يهزّئني الرجّال ؟؟؟ ما سكتّ عنه :


- و انت وش دخلك ؟ تسمح و الا ما تسمح ؟؟؟


ما عرف يجاوب ، ما عنده أصلا جواب . و لا له حق يتدخل . انتهزت فرصة صمته و قلت :


- هذه حياتها الخاصة و هي حرة تتزوج اللي تبيه . و اظن بسّام خوش آدمي ، و قلبه طيّب و لا به
غرور ، و أكيد رح يسعدها و الله يهنيهم مع بعض .


- ياسر ، ممكن ترجع مكتبك ؟


كأنها طردة ؟ مو صح هذه طردة ؟ انتوا فهمتوها طردة ؟؟؟ .. ما تزحزحت من مكاني ، كأنّي ما استوعبت
الجملة ، رد يقول و هو يضغط على كلامه :


- يــاســر أقـول مـمـكـن تـرجـع مـكـتـبـك ؟؟؟
و أجل الاجتماع إلى بكرة . مـمـكـن ؟



ناظرته لحظة ، و بعدها عطيته ظهري ، و مشيت . بس كان فيني كلمة غاصّة ببلعومي ما قدرت إلا أطلّعها.
فتحت الباب ، و قبل ما أطلع وقفت لحظة ، و لفيت صوبه ، و قلت :



- عارف إش مشكلتك يا سلطان ؟


إنك الى الآن مازلت معتقد أن قمر لك . مو قادر تتقبل أنها تصير لغيرك . مشكلتك يا سلطان ، أنك
تحبها و ما انت راضي تعترف لنفسك . لا تكابر ...


- ياسر ...!!!


- لا تكابر ...

و طلعت ، و سكّرت الباب .


توقيع : نسايم

يا باب الحوائــج حاجتي يمكــ
عليك اقسم بضلع الطاهرة امــكـ


إلهي أسئلك العفو والعافية

عافية الدنيا والأخرة
من مواضيع : نسايم 0 رائحة القهوة
0 فلكي يصف إمكانية رؤية قمرين بـ«كذبة أغسطس»
0 سحابة «سـوداء» أخفت برج سـاعة مكـة
0 بالورد والياسمين نرحب بالأخ العزيز الرادود علي حامد الكاظمي
0 الشاعر واثق العيساوي والملا باسم الكربلائي في قصيدة ماجينه
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 06:33 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية