العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الإجتماعي

المنتدى الإجتماعي المنتدى مخصص للأمور الإجتماعية

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية السید الامینی
السید الامینی
عضو فضي
رقم العضوية : 31113
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 1,792
بمعدل : 0.31 يوميا

السید الامینی غير متصل

 عرض البوم صور السید الامینی

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الإجتماعي
افتراضي نساء خلدهن التاريخ
قديم بتاريخ : 24-02-2009 الساعة : 11:03 PM


السلام عليكم

آسية، زوجة فرعون، اسوة الإيمان (المؤمنات)



لقد قدم القرآن الكريم آسية باعتبارها الانموذج الكامل في مجال الإيمان. وبلغ ايمانها وعبادتها لله عز وجل درجة من العمق كان حرياً به أن يخلد مع هذا الكتاب طوال القرون والاعصار ليبقى حياً الى الابد. وكانت آسية الانموذج الكامل للمؤمنات وقدمها القرآن الكريم كأنموذج للرجال والنساء المؤمنات.

(وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرآة فرعون) التحريم / 11.

من اجل اكتشاف القيمة الإيمانية لهذه المرأة ندرس مكانتها:

آسية وهي زوجة فرعون وملكة مصر ومن بني اسرائيل وكانت من أعيان مصر. وكانت تعيش في قصر فرعون في قمة العز والاحترام وقد اتيحت لها كافة امكانات الرخاء وتجملات الحياة وكان يقدم لها كل ما تريد وما تشتهي. وكانت تستطيع أن تتمتع في حياتها بالذهب والحلي والمجوهرات والبذخ والعيش الملكي الهانئ لتكون غافلة عن الله عز وجل والقيم الإنسانية.

وكان زوجها فرعون مصر لم يبسط قوته وسطوته وتعسفه على أرض مصر ومستعمراتها فقط بل ونشر ذلك في ما يحيط قصره وكانت زوجة فرعون على علم جيد بقوة زوجها وجبروته.

كانت تعيش في الأجواء المرعبة في قصر فرعون قرابة 30 عاماً لكن تلك الأجواء المثيرة للوساوس وتلك القوة المرعبة لم تفلح من جعلها في مسار فرعون المناهض لله بل كان العكس من ذلك كانت تعبد الله الأحد وتمارس عبادته عز وجل في الخفاء.

وفي الظروف التي كان جميع الناس الخاضعين لسلطة فرعون يركعون امام فرعون طوعاً أو كرهاً ويسجدونه فكانت هذه المرأة الجليلة تلبي نداء الحق النافذ في داخلها وكان قد تعلق قلبها في تلك الأجواء المكبتة لحكومة فرعون بالله الواحد الأحد وتتعشق اليه.

فهل كانت هذه المرأة قد آمنت بالله عز وجل قبل دخولها قصر فرعون وكانت قد تأثرت بإيمان ابناء يعقوب وعرفت الطريق الصحيح والإيمان بالله الواحد الأحد أم إن ايمانها بالله العلي القدير الذي أودعه الله في ضميرها وفي ضمير كل انسان قد احيي بعد دخول موسى الى قصر فرعون؟

على أية حال تكون النتيجة واحدة وكما تشير الآيات القرآنية انها كانت على معرفة بالله الواحد والقيم الإنسانية. لم تنجب آسية. لعل الله عز وجل قد مهد حضن هذه المرأة الطاهرة المؤمنة لتربية نبي كموسى (ع) ولعلها كانت مأمورة من الله عز وجل للانشداد بحب سيدنا موسى لتقف بوجه فرعون الذي أمر بقتل موسى (ع) ولا تسمح بقتل موسى على يد فرعون. فيقول القرآن الكريم في هذا الجانب: (وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً ...) القصص/9.

وقد جاء في (تفسير نمونه) في ذيل هذه الآية: يبدو ان فرعون كان قد أدرك من خلال النظر الى وجه الوليد والعلائم الأخرى ومنها وضعه في صندوق خشبي وتركه في أمواج نهر النيل بأن الطفل من بني اسرائيل. وفجأة استولى على روحه كابوس انتفاض رجل من بني اسرائيل ضده وزوال ملكه على يد هذا الرجل وطلب بتنفيذ أوامره الاجرامية بشأن أطفال بني اسرائيل في هذا الجانب.. وقد شجعت الحاشية المتملقة فرعون على انتهاج هذا النمط من الفكر وقالوا لا وجود لسبب يدعو الى عدم تنفيذ هذا الأمر بشأن هذا الطفل، لكن زوجة فرعون آسية والتي لم يكن لها طفل ذكر وكان قلبها الطاهر يختلف عن العاملين في البلاط قد تحول الى مركز لحب هذا الوليد فوقفت بوجههم.

وكان انتصار آسية لا يعود الى نفوذ كلامها في زوجها لأن فرعون كان شخصاً جباراً لا يتحلى بالمرونة وكان من غير الممكن أن يتأثر بكلام زوجته بالرغم من تكهن المنجمين بشأن ولادة طفل من بني اسرائيل والذي سيقضي على عرشه. لاشك من أن القوة الإيمانية لآسية كانت تعينها وانها استوحت من الله عز وجل وأدت تدبيرها ومنطقها بشكل جيد وقد بقى هذا الطفل في البلاط الملكي لمصر بإذن من فرعون ويخضع لاشراف آسية عليه ونمى في حضنها المليئ بالحنان والمحبة. وعندما بلغ موسى منصب النبوة فقد آمنت به آسية وبدينه، لكنها اخفت ايمانها عن فرعون. وكانت قد عبدت الله عز وجل لاعوام طويلة وحافظت على ايمانها بقيادة موسى عليه السلام، لكن الأمر افشي في نهاية المطاف.

وقد حل الاضطراب الشديد بفرعون المتعسف، وقد حاول منع آسية من الايمان بالله وقد تشبث بكل وسيلة لبلوغ هذا القصد. فكان يهددها تارة ومرة يقدم لها الوعود الجميلة والجذابة. لكن لم تنفع تهديداته ولا وعوده لأن آسية كانت قد منحت قلبها لله عز وجل ولم تألف شيئاً سوى الايمان بالله الخالق والموجد للعالم وما يقوله موسى عليه السلام ولم تخش فرعون ولم تكن راضية كونها ملكة لمصر وزوجة لفرعون مصر الظالم والجبار.

إنها امعنت النظر بمكانتها والظروف التي يعيش فيها أولئك الافراد الموجودين حولها. وكانت قد عرفت الناس المحرومين وقد قطعت كافة علاقاتها من قصر فرعون الضخم والساكنين فيه وقد ربطت نفسها بالشعب المظلوم. لكنها كانت تفكر بشيء واحد وهو اهتداء فرعون ليؤمن مثلها بالله الحقيقي ويكف عن الظلم والتعنت وعن الحاق الأذى والدمار بالمحرومين من الناس الذين لا ملاذ لهم ولا مأوى، لكن فرعون كان يدعي الإلوهية ولم يعترف بوجود من يكون أعلى منه. وكان مستحيلاً ان يخضع لأوامر موسى لينزل من عرش الهويته.

وأخيراً خيّر فرعون آسية في اختيار الايمان بالله او اطاعته. لتختار احدهما إما تصغي لموسى ولما يقولوه وأن تعد نفسها لمواجهة أي تعذيب أو تبقى كملكلة لمصر وتعتبر فرعون إله الآلهة. وقد اختارت آسية الايمان بالله واتباع دين موسى ولم تكن من عقيدتها وكانت قد آمنت بالله عز وجل الواحد الأحد من أعماق قلبها بعد مشاهدتها للمعجزات التي اظهرها موسى وكانت قد عرفت بأن موسى رجل ظالم وزائل، وإن ما فيه واقع هي دعوة الانبياء، وكانت تعلم بأن حياة فرعون وما فيها من جلال وجبروت ستزول وإن ما هو عند الله سيكون باقياً ودائماً.

أو عندما وجد فرعون اجبار آسية على التسليم لرغبته وجعلها عبدة له أمر بالقاء هذه المرأة المؤمنة على الأرض في الشمس وضرب المسامير على رجليها ويديها لتبقى في الشمس المحرقة ووضعوا صخرة كبيرة على صدرها. وفي اللحظة التي كانت آسية مشرفة على الشهادة وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة توجهت الى الله عز وجل وهي تقول كما ينقل لنا القرآن الكريم ذلك في سورة التحريم:

(إذ قالت رب إبن لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين) التحريم / 11.

العلامة الطباطبائي يوصف عبودية آسية فيقول: عندما يكمل إيمان الفرد يتم التنسيق بين ظاهره وباطنه، ويصبح قلبه ولسانه بنغمة واحدة. فلا يقول مثل هذا الفرد شيئاً إلا ما يعمله ولا يعمل شيئاً إلا ما يقوله ولا يرغب بشيء في قلبه لا يطلب بلسانه إلا ذلك الشيء الذي يبحث عنه عملياً وبما أن الله عز وجل يشير بتمثيل حال هذه المرأة الى منزلتها الخاصة التي كانت تتمتع بها في العبودية وينقل سبحانه وتعالى على لسانها هذا الدعاء: رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ...

فهذا الدعاء يشكل عنواناً جامعاً لعبوديتها. إن دعاءها هو دعاء امرأة قد عرفت السبيل الصحيح تحت لواء الاعتقاد الصحيح والإيمان بالله الواحد وإنها انقطعت عن كل ما هو غير الله وضد الله وانضمت الى كل ما هو نحو الله ووجدت نفسها ملزمة بالوقوف بوجه طاغوت زمانها ومقاومته والذي كان من أقوى القوى الفاسدة والمضادة لله.

ولذلك إنها تطلب من الله عز وجل أن يبني لها بيتاً في جوار رحمته وانقاذها من فرعون وعمله المشرك وألا تخضع لشركه وانقاذها من القوم الظالمين التابعين لفرعون.

نعم لقد غضت زوجة فرعون النظر عن ملذات الحياة وتجملاتها وتمنت ان تكون الى جوار ربها، والله سبحانه وتعالى جعلها اسوة الإيمان للمؤمنين كما ان الرسول الكريم (ص) يقول حول ايمانها: ثلاثة لم يكفروا بالوحي طرفة عين وهم: مؤمن آل ياسين وعلي بن أبي طالب وآسية امرأة فرعون. (خصال الشيخ الصدوق، ج1، ص 173).

وإنها تستطيع أن تكون افضل اسوة للمؤمنين والسالكين لطريق الحق.


توقيع : السید الامینی
ا
لتوقيع :


قال الإمام الباقر - عليه السلام - : "بلية الناس علينا عظيمة إن دعوناهم لم يستجيبوا لنا وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا
من مواضيع : السید الامینی 0 لماذا الوهابية يخافون من حديث الثقلين؟ أين أصحاب العقل والعلم والتقوى والأنصاف
0 سلسة في الحب
0 مصر يحتاج الى مثل هذا الحاكم(عهد الامام علي (ع)لواليه على مصر مالك الاشتر
0 امام زماننا المهدي الموعود عليه السلام -- و من هو امام زمانكم ايها الوهابية؟
0 فطُوبى لمن وعاها واستيقَظ بها.
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 09:54 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية