[COLOR="Blue"]بسم الله الرحمن الرحيم
ويقع الكلام ضمن نقاط وهي:
النقط الأولى: الغيبة الصغرى والسفراء الأربعة
قال الإمام الصادق عليه السلام: "للقائم غيبتان يشهد في إحداهما المواسم، يرى الناس ولا يرونه"(1).
يقع الكلام هنا في موضوع الغيبة والتعريف فيها على الغيبة الصغرى والكبرى أو ما يعبّر عنها قصيرة وغيبة طويلة، أو القصرى والطولى كما عن الشيخ المفيد في الإرشاد(2).
وقبل التعرف على القسمين نتعرض إلى أنّ هل غيبة الإمام هل هي غياب هوية أم غياب شخصية؟ كي نتعرف على جانب مهم في هذه القضية: ربما يتصور البعض أنه غياب شخصية، يعني الشخصية الطبيعة تغيبت، ولكن في الواقع هي غياب هوية لا غياب شخصية، فإن شخصه عليه السلام موجود ولكن الناس لا يشخصونه ولا يعرفونه بشخصه وهويته، ولهذا في الحديث: "يشهد المواسم، يرى الناس ولا يرونه"(3) وفي آخر: "لا يعلم بمكانه إلاّ خاصة مواليه في دينه"(4).
فالشخص موجود ويلتقي به بعض الخواص الأفذاذ ممن يليق أن يفوز بلقاء الإمام صلوات الله عليه، ولقد أفرد العلماء كتباً في هذا الخصوص، مثل الميرزا النوري، والسيد البحراني في تبصرة الولي فيمن رأى القائم المهدي، وهناك ملحق في بحار الأنوار للعلامة المجلسي عليه الرحمة فيمن التقى بالإمام (سلام الله عليه) في عهد الغيبة الكبرى.
وبهذا ندخل في البحث عن الغيبة الصغرى، والكلام يقع أولاً في تحديد مبدأ الغيبة الصغرى، وهناك نظريات ثلاث:
النظرية الأُولى: هي أنّ غيبته من حين الولادة إلى آخر نائب من النواب الأربعة وهو أبو الحسن علي بن محمّد السمري رحمه الله، ولكن يناقش في ذلك بأنّ الإمام لم يكن غائباً بالمعنى المتعارف منذ ولادته، نعم كان محفوظاً إلاّ عن الخاصة، وكان هناك تكتم على اللقاء به.
النظرية الثانية: الغيبة من حين الشهادة أي شهادة الإمام العسكري عليه السلام، وبالضبط بعد صلاته ـ عجّل الله فرجه الشريف ـ على جنازة الإمام العسكري في القضية التي رواها أبو الأديان البصري وما كان بين الإمام وعمّه جعفر في الصلاة، وسحبه من ثيابه وقوله: "يا عم أنا أولى منك بالصلاة"(5).
وهذه النظرية يمكن الأخذ بها لولا النظرية الثالثة التي تقول ـ كما في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي ـ : إنّ غيبته بعد مولده بفترة، بدأت الغيبة وأعلن عن غيبته نفس والده الإمام العسكري، وهذا ما فعله الإمام عليه السلام حينما حضر عنده شعيته، قال عليه السلام: "ألا وإنّكم لا ترونه من بعد يومكم هذا حتى يتم له عمر..."(6). إلى آخر الرواية.
وبهذا نقول: إنّ الإمام عليه السلام بدأ بمراسم الإمامة بعد وفاة الإمام العسكري، وبها تبدأ مسألة النواب الأربعة للإمام عليه السلام.
ولقد كان الإمام وثيق الصلة بقواعده الشعبية لكن بطريقة تتناسب مع الغيبة، وهذه الطريقة هي عبارة عن السفراء. وربما قبل ذكر السفراء لابد من ملاحظة شيء وهو كيف يمكن الوثوق بهؤلاء السفراء وإنّنا نعلم أنّ هناك من ادعى السفارة كذباً وزوراً، ومن الذين ادعوا السفارة كذبا وزوراً.
1 ـ الهلالي أحمد بن هلال العبرتائي (بغداد والكوت).
2 ـ البلالي محمّد بن علي بن بلال.
3 ـ محمّد بن نصير النميري.
4 ـ الحسين بن منصور الحلاج الصوفي.
5 ـ أبو محمّد الحسن السريعي أو الشريعي.
6 ـ محمّد بن علي بن أبي العزاقر الشلمغاني الذي كان عالماً، والذي خرج التوقيع من الناحية المقدسة بتحريم قراءة كتبه وأنّها كتب ضلال.
والآن نأتي إلى ثبوت السفراء الأربعة والذين هم:
1 ـ عثمان بن سعيد العمري:
2 ـ محمّد بن عثمان بن سعيد العمري.
3 ـ الحسين بن روح النوبختي.
4 ـ علي بن محمّد السمري.