خُذْهَا فَإِنِّي إِلَيْكَ مُعْتَذِرٌ وَ اعْلَمْ بِأَنِّي عَلَيْكَ ذُو شَفَقَهْ
لَوْ كَانَ فِي سَيْرِنَا الْغَدَاةَ عَصًا أَمْسَتْ سَمَانَا عَلَيْكَ مُنْدَفِقَهْ
لَكِنَّ رَيْبَ الزَّمَانِ ذُو غِيَرٍ وَ الْكَفُّ مِنِّي قَلِيلَةُ النَّفَقَهْ
قَالَ فَأَخَذَهَا الْأَعْرَابِيُّ وَ بَكَى
فَقَالَ لَهُ:
لَعَلَّكَ اسْتَقْلَلْتَ مَا أَعْطَيْنَاكَ؟
قَالَ لَا وَ لَكِنْ كَيْفَ يَأْكُلُ التُّرَابُ جُودَكَ .
وَ هُوَ الْمَرْوِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام
التامل:
1- قوله عصا لعل العصا كناية عن الإمارة و الحكم قال الجوهري قولهم لا ترفع عصاك عن أهلك يراد به الأدب و إنه لضعيف العصا أي الترعية و يقال أيضا إنه لليّن العصا أي رفيق حسن السياسة لما ولي انتهى أي لو كان لنا في سيرنا في هذه الغداة ولاية و حكم أو قوة لأمستْ يد عطائنا عليك صابّة و السماء كناية عن يد الجود و العطاء و الاندفاق الانصباب و ريب الزمان حوادثه و غير الدهر كعنب أحداثه أي حوادث الزمان تغيّر الأمور قوله كيف يأكل التراب جودك أي كيف تموت و تبيت تحت التراب فتمحى و تذهب جودك
2 – وهذه الحادث قد تكررت للامامين عليهما السلام وليس بينهما فرق لان الدنيا قد ملئت من المحتاجين في كل زمان وكرمهم ليس له نظير عند العطاء .
3- الادب الجميل الذي يجب ان نتعلمه من الامام عليه السلام هو ادب العطاء ان يكون من دون منّ على السائل وتقليل العطاء وان كان كثيرا ؛ فسلام الله عليهم ونساله تعالى ان يوفقنا لهذه الاخلاقيات الكريمة ونتخذهم قادة وائمة في كل فعاله ولا ندعي ادعائات جوفاء بانهم ائمتنتا من دون الاقتداء بهم .