محمد مهدي الجواهري في رثاء
سيد شباب اهل الجنه
٢٦ تشرين الثاني١٩٤٧
فداء لمثواك من مضجـــــــع
تنـــــــوربالابلـــــــج الاروع
بأعبق من نفحات الجنــــــان
روحا ومن مسكها اضـــــــوع
*** *** *** ***
ورعيا ليومك يوم"الطفـــوف"
وسقيا لأرضك من مصـــــرع
وحزنا عليك بحبس النفــــوس
على نهجك النير المهيـــــــع
*** *** *** ***
وصونا لمجدك من ان يذال
بما انت تأباه من مبـــــدع
فيا ايها الوتر في الخالــدين
فذا الى الآن لم يشفــــــع
*** *** *** ***
ويا عظه الطامحين العظام
للاهين عن غدهم قنـــــع
تعاليت من مفزع للحتـــوف
وبورك قبرك من مفــــــزع
*** *** *** ***
تلوذ الدهور فمن سجــــــد
على جانبية ومن ركـــــــــع
شممت ثراك فهب النسيــــم
نسيم الكرامه من بلقـــــــع
*** *** *** ***
وعفرت خدي بحيث استــراح
خد تفرى ولم يضــــــــــرع
وحيث سنابك خيل الطغـــاه
جالت عليه ولم يخشـــــــع
*** *** *** ***
وخلت وقد طارت الذكريــات
بروحي عالم ارفــــــــــــع
وطفت بقبرك طفوف الخيال بصومعه الملهم المبــــــدع
*** *** *** ***
كان يدا من وراء الضريــــح
حمراء مبتوره الاصبـــــــع
تمد الى عالم بالخنــــــوع
والضيم ذي شرق متــــــرع
*** *** *** ***
تخبط في غابه اطبقـــــــت
على مذئب منه او مسبـــــع
لتبدل منه جديب الضميـــــر
بأخر معشوشب ممــــــرع
*** *** *** ***
وتدفع هذه النفوس الصغار
خوفا الى حرم امنـــــــــــع
تعاليت من صاعق يلتظــــي
فإن تدج داجية يلمـــــــــــع
*** *** *** ***
تأرم حقدا على الصاعقـــــات
لم تنء ضيرا ولم تنفـــــــــع
ولم تبذر الحب إثر الهشيـــــم
وقد حرقته ولم تــــــــــــزرع
*** *** *** ***
ولم تخل ابراجها في السماء
ولم تأت ارضا ولم تدقــــــع
ولم تقطع الشر من جذمــــه
وغل الضمائر لم تنــــــــــزع
*** *** *** ***
ولم تصدم الناس فيما هـــــم
عليه من الخلق الاوضــــــــــع
تعاليت من فلك قطــــــــــــره
يدور على المحور الاوســــــع
*** *** *** ***
فيابن البتول وحسبي بهــــا
ضمانا على كل ما ادعــــي
ويابن التي لم يضع مثلهــــا
كمثلك حملا ولم ترضـــــع
*** *** *** ***
ويابن البطين بلا بطنــــــــه
ويابن الفتى الحاسر الانــــزع
ويا غصن هاشم لم ينفتـــح
بأزهر منك ولم يفـــــــــرع
*** *** *** ***
ويا واصلا من نشيد الخلــــود
ختام القصيده بالمطلــــــع
يسير الورى بركاب الزمــــــان
من مستقيم ومن اظلــــــع
*** *** *** ***
وانت تسير ركب الخلـــــــود
ما تستجــــــد له يتبـــــــع
تمثلت يومك في خاطـــــري
ورددت صوتك في مسمعي
*** *** *** ***
ومحصت أمرك لم أرتهـــــب
بنقل الرواه ولم اخـــــــــدع
وقلت لعل دوي السنيـــــــن
بأصداء حادثك المفجـــــــع
*** *** *** ***
وما رتل المخلصون الدعـــاه
من مرسلين ومن سجــــــع
ومن ناثرات عليك المســـــاء
والصبح بالشعر والادمـــــــع
*** *** *** ***
لعل السياسه فيما جـــــــنت
على لاصق بك او مدعــــــي
وتشريدها كل من يدلـــــــي
بحبل لاهليك او مقطـــــــع
*** *** *** ***
لعل لذاك وكون الشجـــــــى
ولوعا بكل شج مولـــــــع
يدا في اصطباع حديث الحسين
بلون أريد له ممتـــــــــــع
*** *** *** ***
وكانت ولما تزل بــــــــــرزه
يد الواثق الملجى الالمعــــي
صناعا متى ما ترد خطــــــه
وكيف ومهما ترد تصنـــــــع
*** *** *** ***
ولما ازحت طلاء القـــــــرون
وستر الخداع عن المخـــــــدع
أريد الحقيقه في ذاتهــــــا
بغير الطبيعه لم تطبـــــــع
*** *** *** ***
وجدتك في صوره لـم أرع
بأعظم منهــــــا ولا اروع
وماذا أروع من ان يــــكون
لحمك وقفا على المضــــيع
*** *** *** ***
وأن تتقي دون ما ترتئـــــي
ضميرك بالاسل الشــــــرع
وأن تطعم الموت خير البنين
من "الاكهلين" الى الرضـــع
*** *** *** ***
وخير بني "الام" من هاشم
وخير بني "الاب" من تبــــع
وخير الصحاب بخير الصدور
كانوا وقـــــــاءك والاذرع
*** *** *** ***
وقدست ذكراك لم انتحـــل
ثياب التقاه ولـــــــــــم أدع
تقحمت صدري وريب الشكوك
يضج بجدرانه الاربـــــــــــع
*** *** *** ***
وران سحاب صفيق الحجاب
علي من القلق المفـــــــزع
وهبت رياح من الطيبـــــــات
والطيبين ولم يقشـــــــع
*** *** *** ***
إذا ما تزحزح عن موضــــع
تأبى وعاد الى موضـــــــع
وجاز بي الشك فيما مـــــع
"الجدود" الى الشك فيما معي
*** *** *** ***
إلى ان اقمت عليه الدليــــل
من مبداء بدم مشبـــــــع
فأسلم طوعا اليك القيــــاد
واعطاك إذعانه المهطلـــــع
*** *** *** ***
فنورت ما اظلم من فكرتـــي
وقومت ما اعوج من اضلعي
وآمنت إيمان من لا يـــــــرى
سوى العقل في الشك من مرجع
*** *** *** ***
بأن "الاباء" ووحي السماء
وفيض النبوه من منبـــــــع
تجمع في (جوهر) خالص
تنزه عن (عرض) المطمع
*** *** *** ***