العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الراهب313
مــوقوف
رقم العضوية : 21850
الإنتساب : Aug 2008
المشاركات : 54
بمعدل : 0.01 يوميا

الراهب313 غير متصل

 عرض البوم صور الراهب313

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي هكذا كانو رجل الدين والسياسه
قديم بتاريخ : 01-04-2009 الساعة : 05:54 PM


بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِي اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ .
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ انْتَجَبَهُ لِوَلَايَتِهِ وَاخْتَصَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَأَكْرَمَهُ بِالنُّبُوَّةِ أَمِيناً عَلَى غَيْبِهِ وَرَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ .
وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلَامُ [1]
الموضوع : ماذا تعرف عن علي بن أبي طالب ؟
عند ما يطرح مثل هذا السؤال على عموم المسلمين قديما وحديثا ، نرى أن الجواب لا يتناسب مع الموقع الذي احتله علي بن أي طالب عليه السلام من الإسلام والمسلمين طيلة حياته والخدمات التي قدها لهما بل نذر نفسه في سبيل الله حتى سقط شهيداً في بيت من بيوت الله ، وهنا لا نريد أن ننبش التاريخ في هذه العجالة ونعرض الصور المأساوية التي حلت بهذه الشخصية العملاقة ، ويكفي في الحرب الإعلامية ضد هذا الرجل أنه لعن من قبل بني أمية في بعض بلاد المسلمين قرابة 80 سنة وأنه لما وصل خبر شهادته إلى الشام وأنه ضرب في محراب الصلاة في جامع الكوفة تساءل البعض منهم هل كان علي بن أبي طالب يصلي حتى يقتل في المسجد وداخل المحراب!
وكما أن كثيرا من أعدائه قد حاربوه إعلاميا بهذه الصورة وأشد ، فإن كثيرا من شيعته ومواليه أيضا لا يعرفون عنه إلا القليل بل البعض اغتر بدسائس الأعداء فانتشرت بين المؤمنين بعنوان الفضائل والكرامات ، وهي في واقع الأمر مثالب .
مَثَلُ علي مَثَلُالكعبة:
ولكن تعال إلى صنوه وابن عمه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله الذي عرف علي بن أبي طالب عليه السلام حق معرفته فهو الذي رباه في حجره منذ نعومة أظفاره حتى تخلق بأخلاقه وتزود بالإيمان على يديه وبجهده ذاك الذي قال في حقه المولى {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (النجم:4-5 ) فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله في مقام التعريف بعلي بن أبي طالب عليه السلام وأهميته في الأمة قوله :( مثل عليّ في هذه الاُمّة كمثل الكعبة ) [2]
فكما لا يمكن لأحد من الأمة الإسلامية أن يستغني عن الكعبة المشرفة في كل يوم فضلا عن حياته لا يمكن أن يستغني عن علي بن أبي طالب فهو صمام الأمان للأمة عن الانحراف والزيغ وهذا التشبيه من رسول الله صلى الله عليه وآله له مغزى بعيد فعندما نلحظ أهمية الكعبة وموقعها في القرآن الكريم والسنة النبوية وتقديس المسلمين لها نعرف علي بن أبي طالب الذي كسر الأصنام من على ظهرها وطهر البيت الحرام من الأصنام والأرجاس فعلينا أولا أن نلحظ مميزات الكعبة وأهميتها :
1- قبلة المسلمين في صلاتهم .
2- موضع طوافهم في حجهم .
3- الحج والإتيان إليها واجب .
4- أنها قبلة في ذبائحهم .
5- أنها رمز الدين . لا يزال الدين قائما ما دامت الكعبة قائمة .
6- النظر إليها عبادة .
7- أنها علم هداية للناس .
وقد نطقت بعض النصوص المنقولة عن رسول الله صلى الله عليه وآله ببعض هذه الخصائص كما جاء فيتاريخ دمشق لابن عساكر عن أبي ذرّ :قال :قال رسول اللهصلي الله عليه وآله : (مثل عليّ فيكم - أو قال : في هذه الاُمّة - كمثل الكعبة المستورة ، النظر إليهاعبادة ، والحجّ إليها فريضة ) [3]
وعن رسول اللهصلي الله عليه وآله أنه قاللعليّ عليه السلام: إنّما مثلك في الاُمّة مثل الكعبة ، نصبها الله علماً ، وإنّما تؤتى من كلّ فجٍّعميق ، وناد سحيق ، وإنّما أنت العلم علم الهدى ، ونور الدين ، وهو نور الله [4]
فعلى الأمة أن تتمسك بعلي بن أبي طالب عليه السلام وتهتدي بهديه وتحذو خلفه فهو :
1- فإيمانه وشجاعته وصدقه مع الله وخلافته عن رسول الله صلى الله عليه وآله موضع إجماع من الأمة ككل .
2- حرصه على توحيد الأمة.
3- علم الهدى لكل من أراد الهداية .
4- نور الدين فهو الهادي إلى الله .
5- وهو يُؤتى ولا يأتي فلم يحتج إلى أحد لا في علم ولا هدى غير رسول الله صلى الله عليه وآله والأمة بحاجة أن تأتي إليه .
الخطبة الثانية
علي عليه السلام والخلق الحسن:
كما وصف الله رسوله الكريم بقوله : {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[5] وعلي بن أبي طالب نفس رسول الله صلى الله عليه وآله بنص آية المباهلة فقد تمثل خُلقه فيه.
نعرف عليا عليه السلام من كلامه وأفعاله:
قضية ابن ملجم :
علي بن أبي طالب لم يحمل في قلبه على أحد حقداً ولا حسداً ولا ضغينة بل هو مثال الآية الكريمة {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}[6] بل خلقه الكريم شمل أعداءه وحتى قاتله.
موقف الإمام من قاتله:
هكذا الإمام علي عليه السلام حمل روحية الإسلام الصافي النقي بكل فخر واعتزاز تلك الروحية التي تحمل من الرحمة والشفقة وحب الخير للآخرين مهما كان الطرف الآخر ، إن هذه النظرة هي نظرة الإسلام في العفو خصوصا عند المقدرة وها هو الإمام علي عليه السلام يطبقها على قاتله ويعطي التوجيهات إلى أهل بيته وما يفعلونه بقاتله بعد شهادته وأما إذا بقي على قيد الحياة فهو الذي يتولى أمره وهو ولي دمه ويفضل العفو في كلا الحالتين فيقول عليه السلام - من كلامه قبل موته - :
( إن أبق فأنا ولي دمي ، وإن أفن فالفناء ميعادي ، وإن أعف فالعفو لي قربة ، وهو لكم حسنة ، فاعفوا {أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} النور: 22)[7]
فهو عليه السلام يرغبهم في العفو عن قاتله ويحذرهم من أن يخوضوا دماء المسلمين وتأخذهم هول الكارثة والمصيبة ويقتلون من ساعده أو خطط معه لتلك الجريمة فهو يدعوهم إلى العفو ولو أرادوا القصاص وهو من حقهم فلا يقتل إلا الرجل نفسه ولا يمثل به فقال عليه السلام : انظروا إذا أنا متُ من ضربته هذه فاضربوه ضربة بضربة ، ولا يُمثل بالرجل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ( إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور ) [8]
وهذا يمثل أعلى مكارم الأخلاق الإسلامية والنبل والعظمة حيث يأمر بالرحمة والرفق بقاتله بل في بعض النصوص أوصى أن يطعموا قاتله فاضل طعامه وشرابه وأوصى ابنه الإمام الحسن أن يرقق له الفراش وأن لا يكون خشنا .
وقال عليه السلام : ( إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ )[9]
قال ابن أبي الحديد : قد أخذت أنا هذا المعنى فقلت في قطعة لي:
إن الأماني أكساب الجهول فلا تقنع بها و اركب الأهوال والخطرا
واجعل من العقل جهلا واطرح نظرا في الموبقات ولا تستشعر الحذرا
وإن قدرت على الأعداء منتصرا فاشكر بعفوك عن أعدائك الظفرا [10]
وكان يقال أحسن أفعال القادر العفو وأقبحها الانتقام. وكان يقال ظفر الكريم عفو وعفو اللئيم عقوبة. وكان يقال رب ذنب مقدار العقوبة عليه إعلام المذنب به ولا يجاوز به حد الارتفاع إلى الإيقاع. وكان يقال ما عفا عن الذنب من قرع به.
وأكثر رجل من سب الأحنف و هو لا يجيبه فقال الرجل ويلي عليه والله ما منعه من جوابي إلا هواني عنده. و قال لقيط بن زرارة
فقل لبني سعد وما لي وما لكم ترقون مني ما استطعتم وأعتق‏
أغركم أني بأحسن شيمة بصير وأني بالفواحش أخرق‏
وأنك قد ساببتني فقهرتني هنيئا مريئا أنت بالفحش أحذق‏ [11]
وقال المأمون لإبراهيم بن المهدي لما ظفر به إني قد شاورت في أمرك فأشير علي بقتلك إلا أني وجدت قدرك فوق ذنبك فكرهت قتلك للازم حرمتك.
فقال إبراهيم يا أمير المؤمنين إن المشير أشار بما تقتضيه السياسة وتوجيه العادة إلا أنك أبيت أن‏ تطلب النصر إلا من حيث عودته من العفو فإن قتلت فلك نظراء و إن عفوت فلا نظير لك.
قال قد عفوت فاذهب آمنا.
ضل الأعشى في طريقه فأصبح بأبيات علقمة بن علاثة
فقال قائده وقد نظر إلى قباب الأدم وا سوء صباحاه يا أبا بصير هذه والله أبيات علقمة فخرج فتيان الحي فقبضوا على الأعشى فأتوا به علقمة فمثل بين يديه .
فقال الحمد لله الذي أظفرني بك من غير ذمة و لا عقد .
قال الأعشى أَوَ تدري لم ذلك جعلت فداك ؟
قال نعم لانتقم اليوم منك بتقوالك علي الباطل مع إحساني إليك .
قال لا والله ولكن أظفرك الله بي ليبلو قدر حلمك فيَّ ؛ فأطرق علقمة .
فاندفع الأعشى فقال :
أعلقم قد صيرتني الأمور إليك وما كان بي منكص‏
كساكم علاثة أثوابه وورثكم حلمه الأحوص‏
فهب لي نفسي فدتك النفوس فلا زلت تنمي ولا تنقص‏
فقال قد فعلت أما والله لو قلت في بعض ما قلته في عامر بن عمر لأغنيتك طول حياتك ولو قلت في عامر بعض ما قلته في ما أذاقك برد الحياة.
قال معاوية لخالد بن معمر السدوسي على ما ذا أحببت عليا ؟
قال على ثلاث : حلمه إذا غضب ، و صدقه إذا قال ، ووفاؤه إذا وعد . [12]
ما أحوجنا في هذا العصر عصر العلم والتقدم إلى علي بن أبي طالب وإلى خلقه وشهامته وعطفه وحنانه حتى على قاتله .
إننا نعيش في عصر انقلبت الموازين فيه وانعدمت الرحمة الإنسانية أصبح كثير من الناس أعظم من الحيوانات المفترسة فالحروب قائمة على قدم وساق باسم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وباسم الدين والإيمان والدفاع عن بيضة الإسلام وهي أبعد ما تكون عن روح الإسلام .
وقال الإمام علي عليه السلام : ( أَوْلَى النَّاسِ بِالْعَفْوِ أَقْدَرُهُمْ عَلَى الْعُقُوبَةِ )[13]
قالت الحكماء ينبغي للإنسان إذا عاقب من يستحق العقوبة ألا يكون سبعا في انتقامه وألا يعاقب حتى يزول سلطان غضبه لئلا يقدم على ما لا يجوز ولذلك جرت سنة السلطان بحبس المجرم حتى ينظر في جرمه ويعيد النظر فيه.
وأُتي الإسكندر بمذنب فصفح عنه .
فقال له بعض جلسائه لو كنتُ إياك أيها الملك لقتلتُه .
قال فإذا لم تكن إياي ولا كنتُ إياك لم يقتل.
وانتهى إليه أن بعض أصحابه يعيبه .
فقيل له أيها الملك لو نهكته عقوبة .
فقال يكون حينئذ أبسط لسانا وعذرا في اجتنابي.
وقالت الحكماء أيضا لذة العفو أطيب من لذة التشفي والانتقام لأن لذة العفو يشفعها حميد العاقبة ولذة الانتقام يلحقها ألم الندم .
وقالوا العقوبة ألأم حالات ذي القدرة وأدناها وهي طرف من الجزع ومن رضي ألا يكون بينه وبين الظالم إلا ستر رقيق فلينتصف[14].
فالعفو حسن ولكن ممن يتمكن من الانتقام أحسن .
من خلق الإمام علي عليه السلام :
إن خلق الإمام علي عليه السلام لم تقتصر في حالة السلم أو حالة المرض بل تشمل حالة نشوة النصر وساحة القتال مع المشركين فلم يبتعد عن هذا الخلق الكريم السامي .
قال أبو السعادات : في فضائل العشرة روي أن عليا (عليه السلام) كان يحارب رجلا من المشركين .
فقال المشرك : يا بن أبي طالب هبني سيفك ، فرماه إليه .
فقال المشرك : عجبا يا بن أبي طالب في مثل هذا الوقت تدفع إلي سيفك !
فقال : ( يا هذا انك مددت يد المسألة إلي وليس من الكرم أن يرد السائل ) .
فرمى الكافر نفسه إلى الأرض وقال : هذه سيرة أهل الدين ، فباس قدمه ، وأسلم [15] .
فن التعامل مع الآخرين :
كان الإمام علي عليه السلام يقدم النصائح والحكم والمواعظ في مقام التعامل مع الآخرين خصوصاً الأعداء وقد ترك لنا ثروة كبيرة في هذا المجال ومع الأسف الشديد أن الأمة لم تستفد من هذه الثروة بل أن أكثر شيعته وماليه لم يلتزموا بهذه السياسة .
1- المخالطة الحسنة :
وحسن السياسة مع عموم الناس بما فيهم من تختلف معهم فكرياً وعقائدياً ومذهبياً وعرقياً وطبقياً قال الإمام علي عليه السلام : ( خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ ) [16].
ولم يكن المقصود من الناس الأصدقاء والأقرباء والمحبين فقط وإنما أراد عموم الناس بما فيهم الأعداء .
قال ابن أبي الحديد في شرحه لهذه الكلمة (في الخبر المرفوع إذا وسعتم الناس ببسط الوجوه وحسن الخلق وحسن الجوار فكأنما وسعتموهم بالمال).
وقال أبو الدرداء إنا لنهش في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتقليهم.
وقال محمد بن الفضل الهاشمي لأبيه لم تجلس إلى فلان وقد عرفت عداوته ؟
قال أخبئ نارا وأقدح عن ود.
وقال المهاجر بن عبد الله :
وإني لأقصى المرء من غير بغضة وأدنى أخا البغضاء مني على عمد
ليحدث ودا بعد بغضاء أو أرى له مصرعا يردي به الله من يردي‏
وقال عقال بن شبة التميمي كنت ردف أبي فلقيه جرير بن الخطفى على بغلة فحياه أبي وألطفه فلما مضى قلت له أبعد أن قال لنا ما قال ؟
قال يا بني أفأوسع جرحي ؟ .
وقال محمد بن الحنفية عليه السلام قد يدفع باحتمال المكروه ما هو أعظم منه.
وقال الحسن عليه السلام : ( حسن السؤال نصف العلم ، و مداراة الناس نصف العقل ، والقصد في المعيشة نصف المئونة )
ومدح ابن شهاب شاعرا فأعطاه وقال إن من ابتغاء الخير اتقاء الشر.
وقال الشاعر
وأنزلني طول النوى دار غربة متى شئت لاقيت أمرا لا أشاكله‏
أخا ثقة حتى يقال سجية ولو كان ذا عقل لكنت أعاقله‏
وفي الحديث المرفوع: للمسلم على المسلم ست يسلم عليه إذا لقيه ويجيبه إذا دعاه ويشمته إذا عطس ويعوده إذا مرض ويحب له ما يحب لنفسه ويشيع جنازته إذا مات .
ووقف صلى الله عليه وآله على عجوز فجعل يسألها ويتحفاها وقال: إن حسن العهد من الإيمان إنها كانت تأتينا أيام خديجة [17].
2- مدارات الناس :
قال عليه السلام : ( مَنْ أَسْرَعَ إِلَى النَّاسِ بِمَا يَكْرَهُونَ قَالُوا فِيهِ مَا لَا يَعْلَمُونَ )[18]
3- المحافظة على الأخوة :
قال عليه السلام : ( أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الْإِخْوَانِ وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ )[19] .
قال الشاعر
أخاك أخاك إن من لا أخا له كساع إلى الهيجا بغير سلاح‏
وإن ابن عم المرء فاعلم جناحه وهل ينهض البازي بغير جناح‏
وقال آخر:
ولن تنفك تُحسد أو تعادى فأكثر ما استطعت من الصديق‏
وبغضك للتقي أقل ضرا وأسلم من مودة ذي الفسوق‏ [20]
4- كتمان السر.
5- بشاشة الوجه.
6- تحمل الآخرين وما يصدر منهم من سلبيات :
قال الإمام علي عليه السلام : ( صَدْرُ الْعَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّهِ ، وَالْبَشَاشَةُ حِبَالَةُ الْمَوَدَّةِ ، وَالِاحْتِمَالُ قَبْرُ الْعُيُوبِ) .
وَرُوِيَ أَنَّهُ قَالَ فِي الْعِبَارَةِ عَنْ هَذَا الْمَعْنَى أَيْضاً الْمُسَالَمَةُ خَبْ‏ءُ الْعُيُوبِ[21]
قوله : صدر العاقل صندوق سره:
كان يقال لا تُنكِح خاطبَ سرك.
وقال بعض الأعراب لا تضع سرك عند من لا سر له عندك.
وقالوا إذا كان سر الملك عند اثنين دخلت على الملك الشبهة واتسعت على الرجلين المعاذير فإن عاقبهما عند شياعه عاقب اثنين بذنب واحد وإن اتهمهما اتهم بريئا بجناية مجرم وإن عفا عنهما كان العفو عن أحدهما ولا ذنب له وعن الآخر ولا حجة عليه.
قوله : البشاشة حبالة المودة :
كان يقال البشر دال على السخاء من ممدوحك وعلى الود من صديقك دلالة النور على الثمر.
وكان يقال ثلاث تبين لك الود في صدر أخيك : تلقاه ببشرك ، وتبدؤه بالسلام، و توسع له في المجلس.
وقال الشاعر :
لا تدخلنك ضجرة من سائل فلخير دهرك أن ترى مسئولا
لا تجبهن بالرد وجه مؤمل قد رام غيرك أن يرى مأمولا
تلقى الكريم فتستدل ببشره وترى العبوس على اللئيم دليلا
واعلم بأنك عن قليل صائر خبرا فكن خبرا يروق جميلا
وقال البحتري :
لو أن كفك لم تجد لمؤمل لكفاه عاجل بشرك المتهلل‏
ولو أن مجدك لم يكن متقادما أغناك آخر سؤدد عن أول‏
أدركت ما فات الكهول من الحجا من عنفوان شبابك المستقبل‏
فإذا أمرت فما يقال لك اتئد وإذا حكمت فما يقال لك اعدل‏
قوله : الاحتمال قبر العيوب:
أي إذا احتملت صاحبك وحلمت‏عنه ستر هذا الخلقُ الحسنُ منك عيوبَك كما يستر القبرُ الميتَ ، و هذا مثل قولهم في الجود كل عيب فالكرم يغطيه.
فأما الخب‏ء فمصدر خبأته أخبؤه والمعنى في الروايتين واحد .
وفي أهمية احتمال الناس ومداراتهم قال عليه السلام : ( وجدت الاحتمال أنصر لي من الرجال )[22].
7- عدم محاربة الناس :
بلا حاجة ولا مبرر من شرع سواء كانت الحرب عسكرية أو نفسية أو إعلامية أو ثقافية فقد قال الإمام علي عليه السلام : ( من سالم الناس سلم منهم ومن حارب الناس حاربوه ، فإن العثرة للكاثر ) [23]
وكان يقال : العاقل خادم الأحمق أبدا إن كان فوقه لم يجد من مداراته والتقرب إليه بدا ، وإن كان دونه لم يجد من احتماله واستكفاف شره بدا.
وأسمع رجل يزيد بن عمر بن هبيرة فأعرض عنه فقال الرجل إياك أعني قال وعنك أعرض.
وقال الشاعر :
إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت‏
سكت عن السفيه فظن أني عييت عن الجواب وما عييت‏ [24]
8- عدم إبراز الرضا عن النفس :
قال الإمام علي عليه السلام : ( مَنْ رَضِيَ عَنْ نَفْسِهِ كَثُرَ السَّاخِطُ عَلَيْهِ )[25]
قال بعض الفضلاء لرجل كان يرضى عن نفسه ويدعي التميز على الناس بالعلم عليك بقوم تروقهم بزبرجك وتروعهم بزخرفك فإنك لا تعدم عزا ولا تفقد غمرا لا يبلغ مسبارهما غورك ولا تستغرق أقدارهما طورك.
وقال الشاعر :
أرى كل إنسان يرى عيب غيره ويعمى عن العيب الذي هو فيه‏
وما خير من تخفى عليه عيوبه ويبدو له العيب الذي بأخيه‏
وقال بعضهم دخلت على ابن منارة وبين يديه كتاب قد صنفه فقلت ما هذا ؟
قال كتاب عملته مدخلا إلى التوراة .
فقلت إن الناس ينكرون هذا فلو قطعت الوقت بغيره .
قال الناس جهال .
قلت وأنت ضدهم.
قال نعم.
قلت‏فينبغي أن يكون ضدهم جاهلا عندهم .
قال كذاك هو .
قلت فقد بقيت أنت جاهلا بإجماع الناس والناس جهال بقولك وحدك .
ومثل هذا المعنى قول الشاعر :
إذا كنت تقضي أن عقلك كامل وأن بني حواء غيرك جاهل
وأن مفيض العلم صدرك كله فمن ذا الذي يدري بأنك عاقل‏ [26]
والخلاصة : أن علي بن أبي طالب لم يُعرف من أكثر الناس لا في زمانه ممن صحبه وعاشره ولا بعد شهادته سواء كانوا من أعدائه أو شيعته . فيبقى علي بن أبي طالب هو علي بن أبي طالب عليه السلام . ويبقى الإمام علي صوت العدالة الإنسانية كما قال عنه جرج جرداق الرجل المسيحي الذي عنون موسعته في علي عليه السلام بهذا العنوان .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

[1] الكافي ج : 3 ص : 422 في الصحيح عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي خُطْبَةِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ

[2] العمدة : ٢٨٥ وص ٣٠٢ / ٥٠٦ وراجع خصائص الأئمّة عليهم السلام : ٧٧

[3] تاريخ دمشق : ج ٤٢ ص٣٥٦ح٨٩٤٨ ، المناقب لابن المغازلي : ص١٠٧ ح ١٤٩ ، كفاية الطالب : ١٦١ ; المناقبلابن شهر آشوب : ٣ / ٢٠٢ .

[4] خصائص الأئمّة عليهم السلام : ٧٣عن أبي موسي الضريرالبجلي عن أبي الحسن عن أبيه عن الإمام عليّعليهم السلام

[5] القلم:4

[6] المائدة:54

[7] نهج البلاغة : الكتاب 23 قاله قبيل موته على سبيل الوصية .

[8] نهج البلاغة في وصيته للحسن والحسين عليهما السلام .

[9] شرح‏ نهج ‏البلاغة ج : 18 ص : 109

[10] شرح‏ نهج ‏البلاغة ج : 18 ص : 109

[11] شرح‏ نهج ‏البلاغة ج : 18 ص : 110

[12] شرح ‏نهج‏ البلاغة ج : 18 ص : 111

[13] شرح‏ نهج‏ البلاغة ج : 18 ص : 183

[14] شرح‏ نهج ‏البلاغة ج : 18 ص : 183

[15]مناقب آل ابي طالب - ابن شهر آشوب ج 1 ص 358 .

[16] شرح‏ نهج ‏البلاغة ج : 18 ص : 107

[17] شرح‏ نهج‏ البلاغة ج : 18 ص : 108

[18] شرح‏ نهج‏ البلاغة ج : 18 ص : 152

[19] شرح‏ نهج ‏البلاغة ج : 18 ص : 112

[20] شرح ‏نهج‏ البلاغة ج : 18 ص : 113

[21] شرح ‏نهج‏ البلاغة ج : 18 ص : 97

[22] شرح‏ نهج‏ البلاغة ج : 18 ص : 99

[23] شرح‏ نهج ‏البلاغة ج : 18 ص : 99

[24] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 18 ص 99

[25] شرح‏ نهج ‏البلاغة ج : 18 ص : 100

[26] شرح‏نهج‏البلاغة ج : 18 ص : 101

من مواضيع : الراهب313 0 الأزمة الماليه وعلاقة الأمام المعصوم
0 فظيحه في مستشفى كربلاء
0 وحدة المسلمين
0 سياسة الإسلام في الضمان الاجتماعي
0 سياسة علي مع موظّفيه ارجو من المشرف التثبيت
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 02:01 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية