اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليك يا حجة الله على خلقه
امير المؤمنين والفقير
في يوم من الايام دخل فقير مسجد رسول الله (ص) يطلب من المسلمين المعونة، وراح هذا الفقير يسأل من في المسجد من الناس ليتصدقوا عليه بشي ولكنه لم يجد احدأ يساعده.
في هذه الاثناء كان الامام علي بن ابي طالب عليه السلام يصلي في المسجد. ظل هذا الفقير يسأل عن معونة ولا يجد من يساعده حتى انتبه الى الامام علي عليه السلام وهو يمد له يده في اثناء الركوع كأنه يقول للفقير "خذ هذا الخاتم الذي في يدي" وبالفعل ذهب الفقير واخذ الخاتم من يد الامام علي عليه السلام وقد كان مسرورا لانه وجد من يتصدق عليه.
عند ذاك انزل الله سبحانه وتعالى هذه الايات ((إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ )) (المائدة : 55-56 )، ففرح بها الامام علي عليه السلام لان الله تعالى قد كافأه بعمل الخير هذا وجعله قائدا للناس بعد رسول الله صلى الله عليه واله، يقودهم لفعل الخير لينالوا رضا الله ويدخول الجنة برحمته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
الامام علي يفدي بروحه رسول الله (ص)
ظل رسول الله (ص) يدعوا اهل مكة الى الاسلام فترة من الزمن فلم يستجب منهم الا اناس قليلون. فعزم النبي على الرحيل الى يثرب حيث كان قد التقى سرا مع بعض اناسها من الاوس والخزرج والذين قد دخلوا في الاسلام وعاهدوه على ان ينصروه. فلما علمت قريش بذلك قالت انه اذا خرج من مكة فانه سيكون ذو شأن عظيم وقوة فأخذوا يخططون للقضاء عليه.فاجتمعوا في دار الندوة واتفقوا على قتل الرسول وقرروا ان ينتخبوا من كل قبيلة رجلا يضربون الرسول ضربة رجل واحد.
عند ذلك نزل الامين جبرئيل (ع) واخبر الرسول (ص) بما يخطط له المشركون. فاتفق الرسول مع ابن عمه علي بن ابي طالب (ع) على ان ينام في فراشه ويخرج هو سرا الى يثرب على ان يلحق به بعد ان ينجز بعض الاعمال التي امره صلى الله عليه وآله بها.
وبالفعل رحب علي (ع) بالامر واتشح رداء رسول الله (ص) ونام في فراشه. ومع حلول الليل نظر المشركون من ثقب في جدار بيت الرسول (ص) فوجدوا رداءه على الفراش فأيقنوا ان رسول الله (ص) في الدار نائم على فراشه. فبقوا خارج الدار ينتظرون ساعة التنفيذ وقد كانت آخر الليل، فأنزل الله تعالى النعاس عليهم فناموا فخرج رسول الله (ص) من الدار من امامهم وهو يتلو الاية الكريمة ((وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون)).
وعند الموعد انتبه المشركون فهجموا على الدار ووقفوا حول فراش رسول الله (ص) وعندما ازاحوا الرداء عن وجهه ليطعنوه وجدوه عليا (ع) فغضبوا لانهم فشلوا في محاولتهم ، فسألوه عن النبي (ص).
فقال : وما علمي به؟ أوهل جعلتموني حارسا عليه!.
فعادوا خائبين، ووصل الرسول (ص) الى جبل ثور بسلام ونجا من المشركين قأنزل الله تعالى هذه الاية الكريمة تكريما للأمام علي عليه السلام:
((وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
عائلة الامام علي والضيوف الثلاثة
في احد الايام مرض الحسن والحسين عليهما السلام، فلما علم رسول الله صلى الله عليه وآله عادهما (ذهب لزيارتهما) مع بعض اصحابه. فأشاوا على الامام علي عليه السلام قائلين:
يا ابا الحسن، لو نذرت على ولديك عسى الله ان يشفيهما من مرضهما.
فنذر امير المؤمنين علي وفاطمة وجاريتهما فضة ان يصوموا ثلاثة ايام ان شفي الحسن والحسين عليهما السلام من مرضهما.
وعندما منّ الله تعالى عليهما بالشفاء صاموا ليوفوا بالنذر، ولم يكن عندهم من طعام للافطار فأستقرض علي من شمعون اليهودي ثلاثة اصواع من شعير، وقامت فاطمة بطحنها وخبزت منه خمسة اقراص على عددهم.
وبينما هم متهيأين للافطار اذ طرق الباب سائل فقال:
السلام عليكم يا اهل بيت محمد (ص)، انا مسكين من مساكين المسلمين اطعموني اطعمكم الله من موائد الجنة.
فقدموا له اقراصهم ولم يذوقوا من الطعام شيئا سوى الماء واصبحوا صائمين.
وفي اليوم الثاني خبزوا خمسة اقراص اخرى وفي لحظة الافطار طرق الباب سائل فقال:انا يتيم من المسلمين، وقال مثل ما قال المسكين قبل ذلك.فأعطوه الاقراص وفطروا على الماء وصاموا اليوم الثالث دون ان يأكلوا شيئا. وفي اليوم الثالث وضعوا امامهم الاقراص الخمسة وهي كل ما بقي لديهم من طعام، واذا بالباب يطرق وكان السائل هذه المرة اسيرا وطلب منهم ان يطعموه، فاعطوه الاقراص وناموا ليلتهم ايضا بدون طعام.
وعند الصباح ذهب علي مع الحسن والحسين لزيارة الرسول (ص) فلما رآهم يرتعشون من شدة الجوع قال: ما اشد ما يسوؤني ما ارى بكم!. وقام وانطلق معهم ليرى فاطمة وكانت تصلي وقد نحلت جدا من الجوع. وقد قصوا عليه ما قد جرى، عند ذلك نزل جبرئيل (ع) مبشرا رسول الله بأهل بيته (ص) بالاية الكريمة:
(( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً (9) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
النبي ومشكلة الحجر الاسود
اشتهر الرسول محمد (ص) بين اهل مكة وقبل ان يصبح رسولا بالصادق الامين وكان معروفا بأخلاقه العالية وصفاته الحميدة.وفي احدى السنين اصابت الكعبة سيول فتصدعت وتضررت من جرائها فشرعت قريش بتجديد بناء الكعبة المشرفة. وعندما وصل البناء الى موضع الركن ارادوا ان يضعوا الحجر الاسود في مكانه فحدث جدال كبير وخصام حول من سيرفع الحجر الاسود ليضعه في مكانه. وكانوا يرون انه من يضع الحجر الاسود في مكانه تكون له السيادة والزعامة.
فتخاصموا واصبحوا فريقين واستعدوا للقتال فيما بينهم، عند ذلك اشار عليهم المخزومي وكان اكبرهم سناً، بأن يأتوا بأول وافد من باب شيبة ليكون حكما فيما بينهم، فقبلوا بذلك.
وكان اول الوافدين من ذلك الباب شاب في مقتبل العمر وقد استبشروا بقدومه وقالوا: لقد جائكم الصادق الامين.
فأخبروه بالمشكلة وبما اتفقوا عليه، فقال (ص): ائتوني بثوب.
فجاؤوا بثوب كبير فأخذ الحجر الاسود ووضعه فيه وقال لهم: لتأخذ كل قبيلة بطرف منه (اي بطرف الثوب) ثم ارفعوه جميعا. فأقبل من كل قبيلة شخص واخذ بطرف الثوب ورفعوه قرب موضعه عندئذ اخذ النبي (ص) الحجر ووضعه في مكانه واتموا البناء كما خططوا له.
وهكذا كان هذا هو الحل المناسب الذي يحفظ حقوق الجميع في المشاركة في رفع الحجر الاسود دون ان يميز احد عن غيره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
الصباح الحزين
في عصر خلافة امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام حدثت عدة حروب مع بعض الذين كانوا يريدون الاستيلاء على الخلافة وهدم الاسلام. ونتيجة لهذه الحروب ظهرت طائفة تسمى بالخوارج وهم فئة من المسلمين رفضوا اطاعة الامام علي عليه السلام.
وفي يوم من الايام اجتمع عدد من هذه الطائفة وقالوا يجب ان نقتل هؤلاء الطامعين ونقتل ايضا الامام علي عليه السلام حتى نريح الناس منهم. فأتفقوا على تاريخ معين لقتل ثلاثة اشخاص في ذلك اليوم وهؤلاء هم الامام علي عليه السلام ومعاوية ابن ابي سفيان وعمرو بن العاص. وعندما حل ذلك اليوم كان ابن ملجم قد وصل الى مدينة الكوفة ينتظر ساعة الانطلاق.
وفي فجر يوم التاسع عشر من رمضان خرج الامام علي عليه السلام كعادته لمسجد الكوفة ليؤذن ويصلي صلاة الصبح فلما اراد الخروج من بيته صاحت الاوزات التي كانت في البيت بوجهه كأنها تقول له لا تخرج. فخرج الامام الى المسجد وبينما هو يصلي فاذا بأبن ملجم يتهيأ وكان قد خبأ سيفه فلما سجد امير المؤمنين ضربه ابن ملجم على رأسه بالسيف فشقه فصاح امير المؤمنين فزت ورب الكعبة (لانه استشهد في بيت الله كما اخبره رسول الله (ص))، فهرب ابن ملجم وصاح الامام لا يفوتكم !.
وكان الناس يبكون من شدة المصيبة وضجت المدينة بالصراخ والعويل والحزن الشديد وبينما هم كذلك اقبل بعضهم ماسكا بأبن ملجم فأمرهم الامام علي عليه السلام بأن لا يؤذوه وان ينتظروا فأن مات الامام بسبب ضربة ابن ملجم هذه فيقيموا عليه الحد (الحكم الاسلامي) واما اذا لم يمت الامام بسببه فسينظر هو في امره.
انظروا كيف كان الامام حتى مع اعدائه عادلا.ولكنه عليه السلام بقي الى يوم الثاني والعشرون واستشهد بسبب هذه الضربة وامر ولديه الحسن والحسين عليهما السلام ان يدفناه في الغري (النجف الاشرف) حيث موضع قبر النبي آدم والنبي نوح عليهما السلام.
وهكذا فقدت الامة الاسلامية احد انبل واشجع الرجال بعد رسول الله صلى الله عليه وآله واقرب الاشخاص اليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
نسألكم الدعاء
اخوكم حكومه الشيعه