كانت مطرقة تفكر. والأرق يحيط بها. تحس بقلبها يعصرها من الوجع,
لقد ناقشت هذا الامر بينها وبين نفسها مرات عدة .
حاولت إن تحسم هذا الأمر, ان تصل الى نتيجة لكن كل نتائج البت تكون غير معروفة..
مرارا قررت نسيانه . والمضي بحياتها قدما .
ذلك الرجل الخرافي الذي وهبها الحب وتركها في منتصف الطريق.
أقسمت ان يكون طيّ الماضي! ولكنها إلى ألان تفكر فيه تفكر بكل كلمة قالها وكل رسالة حب بعثها إليها.
صورته , وصوته يدق يوميا ويقض مضجعها لكنها ظلت تردد هل كان يستحق حبي؟).
وفجأة ودون سابق إنذار قررت الاتصال به هاتفيا , لم تفكر بكرامتها وشموخ نفسها ..
فلا شيء ثابت في الدنيا كل الأشياء تتغير والأرض تدور
فلماذا لا أتنازل عن عنادي وكبريائي؟(بقيت تردد).
ثم عفويا امسكت بجوالها الذي كان قريب منها وضغطت على الارقام وارتعشت أصابعها وتنهدت ,
اما قلبها فكان مثل عصفور محجوز في قفصها الصدري وزادت نبضاته.... وأخيرا دق الهاتف:
/ ~ كيف الحال يا........ ( اختلفت نبرة صوتها .. ابتلعت بعض الأحرف تحول
صوتها الى أنات أشبه بالألم
/~ كيف الحال يا... كاظم؟
رد عليها قائلا:
_ اهلا ... هلا ( اشلونك) غدوره؟
تفاجأة جدا بردة فعله فقد قال(غدوره) مدلعا إياها. فرحت كثيرا وقالت له:
_ أسفه جدا ان أزعجتك بهذا الوقت المتأخر؟
كاظم: لا بالعكس (عيوني) لم تزعجيني إطلاقا.
ثم أردفت بالقول:
_ اعرف إننا قد حكمنا على حبنا بالإعدام.
ومضى كل شخص في طريقه , لكني لم اجد شخصا بهذه الدنيا
يزيل وحدتي واضطرابي بهذه الساعة .. إلا أنت.
فسميني ما شئت لكني احتاجك جدا!!
_ولا يهمك .. قال كاظم ثم أضاف:
_ وان انتهى كل ما بداءناه سابقا لكننا نبقى مقربين ,
آصدقاء حميمين وهذا الأمر يسعدني جدا صدقيني .
فرحت (غدير) جدا لما قاله(كاظم). لم تتوقع ان يقابلها بهذا الكرم.
بل لم تتوقع أن يتحدث معها بهذه النبرة متناسيا أخر حوار لهما , كانت نهايته كارثيه.
لكنها قالت له:
كاظم اقسم لك إني لم أنساك يوما. القرار الذي اتخذته أنت
وافقت عليه لأنني أتمنى ان تكون سعيدا. وسعادتك تكفيني ,
الأهم ان تكون بخير وصحة وأمل.
كاظم: شكرا لك غدوره لانك انسانه وفيه, اما انا فما زلت مصر على قراري,
وتركت الاتصال بك لأنني أحببت أن تنسي طيفي.
غدير: بل العكس لم أنساك روحا وجسدا . فأنت معي دوما عندما أصبح وحين أمسي,
اردد اسمك في سكناتي وفي حركاتي.
كاظم: ( مقهقها) وببرائه ( ها بدينا؟؟؟؟) لا ان شاء الله نبقى أخوه و ......
غديرقاطعته) أخوه؟ هكذا أصبحت انا بالنسبة إليك بعد كل ما حصل بيننا؟؟!!
تألمت( غدير) كثيرا لهذه الكلمة , لم تجعله يكمل كلامه:
غدير: اجبني؟ هكذا أصبحت؟
تلعثم كاظم واحس بأنه قد وقع ضحية صراحته.. ثم أردف بالقول:
_ سوف أكون قاسيا هذه المرة. نعم.نعم غدير انتهى ذلك الحلم الكبير وقريبا سوف........
غدير: (سوف) ماذا؟قل؟... الو...الو.. لا تسكت
كاظم: أنتِ سألتني فلا ضير أن أقولها.. انا سوف أتزوج بابنة خالي,
لم اجني من الحب سوى التعب ووجع الرأس , نعم سوف أتزوج وهذا قراري النهائي
سواء علمته الان او مستقبلا!
صمتت (غدير) برهة ثم أغلقت الخط بوجه (كاظم) .
كانت الادمع تسيل والحياة أصبحت دون لون. انكبت حول نفسها ,
جلست القرفصاء, فمن أهدته قلبها وكل ما تملكه قد جنت منه البؤس والدموع.
مزقت رسائل حبه وكل شيء له صلة به . بكت بجنون وصاحت:
_اهكذا هو الحب؟ اهكذا هو العشق؟
ثم انزوت في زاوية ضيقة من غرفتها وأمامها أوراق ممزقه وأشياء مبعثره.
وقلبا يعتصر ألما .... وتيه.... وموت بطيء .
ثم صاحت مره اخر:
_ ما اقساكم يا رجال الارض؟
كانت صرختها الاخيره, بعدها لفظت أنفاسها الاخيره
ووجدت صباحا كقطعة من جليد , بلا نبض بلا حياة