لتلبس حروفي السواد وهي تنثر دمع الفجيعة عـظم الله أجورنا وأجوركم بإستشهاد الصـديقه الكبرى وقره عين المصطفى سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء سلام الباري علـيها
قال النبي (صلى الله عليه وآله): " وأما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين ، من الأولين والآخرين وهي بضعة مني ، وهي نور عيـــــــــــــــــــــني ، وهي ثمرة فـــــــؤداي ، وهي روحي التي بين جنبيّ ، وهي الحوراء الإنسية ، متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله ، زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض"
الواثبين لظلم آلــــــــــــ محمد .. ومحمــــد ملقى بلا تكفين
والقائلين لفاطم آذيتــــــــــــنا .. في طول نوح دائم وحنين
والقاطعين اراكة كيمـــــــا تقل .. في ظل أوراق لها وغصون
ومجمعي حطب على البيت الذي .. لم يجتمع لولاه شمل الدين
والداخلين على البتولة بيتها .. والمسقطـــــين لها أعز جنين
والقائدين إمامهم بنجــــــــــاده .. والطهر تدعو خلفهم برنين
خلوا ابن عمي أولاكشف بالدعا .. رأسى وأشكو للآله شجوني
ما كان ناقة صالح وفصيلهـــــا .. بالفضل عند الله الا دوني
ورنت الى القبر الشريف بمقلة .. عبرى وقلـــب مكمد محزون
نادت واظفار المصاب بقلبهـــا .... أبتاه عز على العداة معيني
أبتاه هذا السامري وعجلــــــه... تبعا ومال الناس عن هارون
أي الرزايا أتقى بتجلــــــــدي . هو في النوائب ما حييت قرينى
فقدى أبى أم غصب بعلي حقه .. أم كسر ضلعي أم سقوط جنيني
أم أخذهم حقي وفاضل نحلتي .. أم جهلهم قدري وقد عرفوني
قهروا يتيميك الحسين وصنوه .. وسألتهم أرثي وقد نهروني
سوف اتحدث حديث الشهادة والمظلومية بانكسار وباختصار ارجو ان اوفق الى خدمة مولاي صاحب العصر والزمان (عج) واسجل مع المشاركين في عزائه بمصاب جدته الاليم العظيم ...
لم تبقى فاطمة (عليها السلام) في هذه الدنيا بعد رحيل أبيها المصطفى ولم يمهلها المنقلبون على أعقابهم سوى (75-95) يوماً تعرضت فيها الى أنواع من الابتلاءات والمحن لم يقاسينه قبلها بشر قط سوى أبيها وأهل بيتها المظلومين ..
بين حادثة السقيفة ودواهيها وغصب فدك وبين حادثة الباب وألام الجسد والروح قضت الزهراء (عليها السلام) أيامها الأخيرة ، ابنة الثمانية عشر ربيعاً أثقلها المرض والهم والحزن على أثر ما لاقته من المصائب التي لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا ، بيت علي وبيت الأحزان تقاسما نوح فاطمة ودموعها وأنين شكواها ، الزهراء كانت تقضي أيامها العصيبة وهي تمني النفس باللحاق بأبيها الذي كان قد بشرها بذلك وان ستكون أول بيته التحاقاً به ، وهي تعيش أيامها الأخيرة لم تنس فاطمة الطاهرة أن توصي أبن عمها بوصية سوف تبقى علامة شاخصة على مظلومية الزهراء على مر التاريخ ( يا ابن عم أوصيك أن لا يشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني وأخذوا حقي ، فأنهم عدوي وعدو رسول الله ولا تترك أن يصلي علي أحد منهم ولا من أتباعهم وادفني في الليل إذا هدأت العيون ونامت الأبصار) ...
هكذا ودعت فاطمة (عليها السلام) الدنيا وهي محتسبة وصابرة قد أخذ منها المرض مأخذاً عظيما وودعت الدنيا وهي ساخطة على تلك الأمة الظالمة التي لم تراع حقها ومقامها ..
أصعب وداع عاشته فاطمة كان وهي تودع علي والحسن والحسين وزينب وتوصي علي بوصايا ووليدها بوصايا أخرى ثم توجهت بالحديث نحو زينب لتوصيها بالصبر في قضاء الله وتحملها أمانة للحسين كشفت عنها زينب في لحظات الوداع الأخير مع أخيها السبط الشهيد في عرصات كربلاء ..
في غياهب الليل الموحش عندما كان الظلام يغمر أنحاء المدينة خرج علي يتبعه أهل بيته وثلة من صحابة رسول الله المنتجبين وهم يحملون جنازة أم أبيها بنت محمد وبضعته الطاهرة (عليها السلام) إلى مثواها في البقيع القبر الذي سيبقى علامة أخرى على حجم المأساة التي مرت بفاطمة وأهل بيتها وقف علي على القبر وعينيه قد ملأتها الدموع وهو يردد
نــفـــــسي علــــــى زفــراتها محبوسة يا لـــيتــــــها خــــــرجــت مع الزفرات
لا خير بعــــــدكِ فـــي الحــــياة وإنــما أبــــكي مخـــــــافة أن تطـــــول حياتي
، هذا القبر سيزوره علي مرارا وتكرار ليشكو عنده الم الفراق ووحشة الدنيا بعد محمد وفاطمة لتهيج أحزانه فينشد هذه الأبيات الخالدة...
أرى عـــلـــــل الــــــدنيا عــــلـيَّ كثيرة وصاحـــــبها حــــــتى الــممات عــليل
ذكــــــرت أبـــــا ودِّي فــــــبتُّ كـــأنني بردِّ الهـــــــموم الــــــماضـــيات وكيل
لكــــل اجـــــتـماع مـــــن خـليلين فرقة وكـــلُّ الــــذي دون الفـــــراق قـــــليل
وإن افتـــــقادي فـــــاطماً بـــعد أحــمد دلـــــــيـــــل علـــى أن لا يــــدوم خليل
أربعة عشر قرناً مرت على ذلك اليوم الحزين والمصاب الجلل عندما شيعت فاطمة ليلاً ودفنت سراً وعفي قبرها ، وفي الثالث من جمادي الثانية للعام 1427هـ وفي مدينة أمير المؤمنين (ع) خرج شيعة الزهراء ومحبيها ليشيعوا الزهراء (ع) نهاراً جهاراً ولينصروها ويظهروا عزتها وكرامتها وليرغموا أنوف شانئيها هكذا تحدث مرجع المسلمين وناصر الزهراء الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) ليحث الموالين على الاحتفال بذكرى رحيل الزهراء (ع) وليعزي ولدها الإمام المهدي المنتظر (عج) بهذا التشييع المهيب وليدخل السرور على قلب محمد واله الطاهرين ( صلوات الله عليه وعليهم أجمعين) وليسنّ للأجيال سنة مباركة وشعيرة مقدسة يستعيد فيها أحباب الزهراء وموالوها طريق الحق الذي رسمته بحركتها الرسالية المباركة وليتمسكوا بمنهجيتها الشريفة وليعلنوا للعالم أجمع مظلومية الزهراء (عليها السلام) مستغلين جميع وسائل الاتصال لنشرها .
وما أحوج شيعة الزهراء خصوصا في العراق اليوم الى ان ينالوا بركات الزهراء ودعائها ليرفع الله عنهم البلاء الذي أصاب البلاد وأفنى العباد ، وفاطمة التي يروى في حديث الشفاعة عن الامام الباقر (ع) أنها ( تلتقط شيعتها ومحبيها يوم القيامة كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء ) لن تقصر في قضاء حوائج محبيها وشيعتها .
يروى أن الزهراء (عليها السلام) في لحظاتها الأخيرة وبينما كانت ترى الدموع تنزل مدراراً من عيني الحسن والحسين (ع) حزنا على أمهما الصديقة ، فاطمة صاحب القلب الكبير تذكرت في تلك اللحظة شيعتها وشيعة أولادها الأئمة الهداة الميامين فتوجهت الى خالقها بهذا الدعاء العظيم :-
( الهي وسيدي ، أسالك بالذين اصطفيتهم ، وببكاء ولديَّ في مفارقتي أن تغفر لعُصاة شيعتي وشيعة ذريتي )..
أسألكم الدعاء,, وحياكِ الله أختي البحرانية لدعوتي للمشاركة في ها الأجر العظيم ,,
العرض الشجري