[ابن المرجعية]

الشباب وغض البصر

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والاسلام على اشرف الخلق المبعوث رحمة للعالمين ابي القاسم محمد المصطفى وعلى اله الطيبين الطاهرين0
لقد اهتم الشارع المقدس بالتربية الاخلاقية والسلوك الجيد لدى الانسانية والفرد المسلم بالخصوص0 ولا بدللانسان العاقل النبيه ان يتامل في نفسه وان يراقب كل حركاته وسكناته وتصرفاته انطلاقا من البيت والشارع والمدرسة والسيارة وان يغض بصره عن النظر الى الاجنبيات من غير المحارم ولا ينظر الا لما ابيح له من النظر المحلل وان يحفظ فرجه من الزنا والواط ويستر عورته فالنظره المحرمة الى الاجنبيات تزرع في القلب الشهوة وتجره الى الويلات والحزن بسبب ارتكاب المعاصي والاصرار عليها وعدم تركها اعاذنا الله من تلك الذنوب القبيحة الفاسدة الظلامية البهيمية0


وبما نحن اليوم نعيش في عالم تسوده الجاهلية الرعناءوهي جاهلية الاخلاق الفاسدةوجاهلية التقليد الاعمى وبدون مبررللغرب الكافر من حيث الانقلاب الاخلاقي والثقافي والفكري الذي يمحوا كل مظاهر واحكام وتقاليد وفكر الاسلام المحمدي الاصيل حيث ورد عن الامام الصادق (عيله السلام) ( انه اوحى الله الى نبي من انبيائه : قل للمؤمنين لاتلبسوا لباس اعدائي؛ ولا تطعموا مطاعم اعدائي ، ولا تسلكوا مسالك اعدائي فتكونوا اعدائي كما هم اعدائي )وهذه التبعية والطاعة لتقليد اعداء ال محمد صلوات الله عليهم اجمعين تؤدي بنا الى الوقوع في الهاوية والابتعادعن الله سبحانه وتعالى وبالتالي الخلود في نار جهنم 0
ولكي لانقع في هذا الانهيار يجب علينا ان نقي انفسنا واهلينامن عادات وتقاليد المنحرفين الساقطين خلقيامن اراذل تلك المجتمعات0 ويجب علينا محاربتهم والدفاع عن تعاليم ديننا ومقدساتنا بالطرق الاخلاقية والشرعية0
حتى نقي انفسناواهلينا من عذاب جهنم التي وعدها الله سبحانه وتعالى للذين يحبون ان تشيع الفاحشة بين المؤمنين0 حيث قال الله جل وعلى في محكم كتابه الكريم

(ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشةفي الذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة والله يعلم وانتم لا تعلمون) سورة النوراية 19
وقال تعالى(قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة)
وقال تعالى( وقل للمؤنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم ان الله خبير بما تعلمون)سورة النور اية 30
نعم يا اخوتي المؤمنين ان العفة والورع هو الشعار الذي رفعه الاسلام وهتف به المعلم الاو ل والانسان الاكمل والاقدس رسول الانسانية محمد(صلى الله عليه واله وسلم)
من اجل اقامة حياة طيبة ونزيهه تسودها المحبة والوئام والامان والسعادة في الدارين الدنيا والاخرة0 ومن افضل العبادة عند الله جل وعلا هي عفة البطن والفرج حيث ورد عن الامام الباقر عليه السلام (ماعبد الله بشيئ افضل من عفة بطن اوفرج)
والامثله عن العفه والاشخاص العفيفين الذين ضرب بهم المثل في التاريخ كثيرين ولاكن اروع مثل في العفه وغض البصر اثار في النفس الاحترام والاعجاب والتقديس هو ماذكره الله سبحانه وتعالى في القران الكريم عن نبيه يوسف الصديق عليه السلام وقصته معروفة وواضحة وكاملة في القران الكريم 0
وهنا قصة احببت ان اذكرها واختم بها البحث انشاءالله
جاءت هذه القصة في كتاب الهوى لابن الجوزي حيث يقول الراوي:
( دخلت سوق مصر وسرت فيهحتى وصلت الى دكان حداد - وكانوا حدادوا ذلك الزمان يعتمدون على موقد نار- فشاهدت ذلك الحداد عندما يريد ان يخرج قطعةالحديد المحمية من الموقد يدخل يده في الموقد بدون ان يستعمل اية الة يستعين بها في اخراج تلك القطعة المحمات بل يمسكها بيده مباشرة ويظعها على السندان ثم يقوم بطرقها0
فتحيرت من ذلك المظر الذي استوقفني اسغرابي له0 ولما فرغ الحداد من عمله التفت الي مستغربا طول وقوفي قائلا-هل من حاجة؟؟
ارى انني قد اطلت لك الوقوف0 قلت لا ولكن امرك حيرني كيف تمسك هذا الحديدة الحمراء من شدة توقدها بيدك وما سر ذلك 0 بالله عليك الا اخبرتني0
فاخذ يمتنع عن الجواب وانا الح عليه0
فقال لقد اضطررتني الى كشف هذا السر:
اعلم انني عندما كنت في ريعان شبابي كان قد اصاب المدينة قحط شديد جائتني احدى النساء العلويات وكانت جارة لنا ولها اطفال صغار ذكور واناث
فذكرت ما تمر به من ضيق وحاجتهم الى القوت0 طالبة المساعدة,ولمحتها فرايتها على جانب كبير من الجمال فأجبتها الى ذلك ولاكن بشرط ان تمكنني من نفسهافنفرت رافظة طلبي وذهبت ولم تمضي الا ايام وعادت وهي منكسرة ووقفت مطأطأة بررأسها وهي تقول انني استجبت الى ماطلبت مني ولاكن بشرط واحد0 قلت وما هو الشرط0 قالت اني اريد ان يكون ذلك في مكان لا يرانا اويطلع علينا فيه احد0 فوافقت وعينت لها الوقت واخليت بيتي لها ودخلنا الدار ولم يكن فيها احد سواي وتلك المراة وحينما اختليت بها ومددت يدي الاطوقها بذراعي واذا بها ترتجف مرعوبة فقلت لها مابك وما الذي دهاك قالت الم تتعهد لي بمكان لا يرانا فيه احد؟ قلت بلاهل ترين احد في الدار انها خالية من السكان0 فبكت المراة وكادت تختنق بعبرتها قائلة0 ولاكن هناك عين تنظر الينا قلت اين هي؟ قالت تلك عين الله الساهرة انه يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور0فما ان سمعت منها ما سمعت حتى اعتراني مثل الذي اعتراها وصرت لا اقوى على النظر اليها غير اني تحاملت على نفسي وصرفتها بعد ماجهزتها بما تحتاج اليه وزيادة واعتذرت اليها ولعنت الشيطان واستغفرت وتبت الى الله فا لتفتت الي قأله :فكما صنت شرفي وحفظت حرمتي ودفعت عني النار فاني اسأل الله بحق اسمه الذي جعل فيه النار بردا وسلاما على ابراهيم(عليه السلام)ان يقيك نار الدنيا ونار الاخرة.وانا ببركة دعاء تلك المراءة ولااجد لاي نار احتاج العمل بها او مسها اي اذى .

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد واله الطيبين الطاهرين