السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه القصيدة المتواضعه من بحر الرمل
الأربعين ..هاهنا قد ذبحوا سبط الهدى
ركب ُ مَن هذا دنا مِن كربلا = بسوادٍ ضمَّ حتى المشرقين
يحدو والأشجانُ تحدو قبلهُ = بدموعٍ عند جدّ الحسنين
تشعبُ الأفلاكَ والناسَ معا = وكذا الرسلَ مع الروحِ الأمين
حملوا في ركبهم كلّ الأسى = وحوى مَحْملهم نور اليقين
حملوا رأسَ الهدى في أسرهم = وإماماً وبناتَ الطاهرين
وعلى مَحْملِهم بنتُ الهدى = زينبُ الطهرِ وتاجُ الصابرين
حملوا السجاد َ والحزنُ استوى = ديدناً يبقى على مرّ السنين
ذكرياتُ الأسرِ والسبيِ هما = كسهام ِ الحربِ في القلب ِ الرهين
ومع الركبِ وجوها لُطِمَتْ = قد جرى فيها من الدمع السخين
تنثرُ الأهاتَ في كلّ الدُنا = وتعزي اليومَ خير المرسلين
هاهو السجادُ يأتي نائحاً = قد نعى السبطَ وعزِّ المؤمنين
مُذ ْ رأى جابرَ يوم الأربعين = قال ياعمّاهُ يانعم المُعين
هاهنا قد ذبحوا سبطَ الهدى = وهنا قد هشّموا الصدرَ الطعين
وهنا الأكبرُ لاقى حتفهُ = وهنا القاسم ُ ضحّى بالوتين
وهنا الأنصار ُ جمعاً ودّعوا = هذه الدنيا لربّ العالمين
وهنا العباس َ قربَ العلقمي = قَطَعُوا منهُ شمالا ويمين
قطّعوا الجسمَ مراراً إربا = فانعَ ياجابرُ أصحابَ الحسين
هاهنا قد سلبوا عَمّاتَنا = ثمّ أمسى رحلنا للطامعين
قد فقدنا كلّ ليثٍ في الوغى = هاشميُّ كان موسوم َ الجبين
مُنِعوا الماءَ بتاتاً يومَها = ومضى الصحبُ عطاشى ظامئين
قد خلت دورُ الهدى من أهلِها = لارجالُ لاشباب ُ سالمين
غير آهاتٍ ودمع ٍ ساكبٍ = وبكاءٍ وانتحابٍ وأنين
غاب عن هذا الورى أبطالُه = وبقينا تحت سيفَ الشامتين
غاب عن هذا الورى سيّدُنا = وإمامُ للمَلا في النشأتين
كيف ياجابرُ أبقى بعده ُ = ليتني أفديه بالشيء الثمين
عُصبةُ فازت بجنات العلا = وَبَنَتْ في كربلا الركنَ الركين
سأنادي كلّ حين ٍ بعدهم = ياحسين السبط ياكهفي الحصين
سأنادي واحسينا واحسين = وأنا المعروف زين العابدين
سأنادي كلّ يومٍ بعده = وأصبّ الدمعَ حينا بعد حين
سرمديُّ الحزنِ هذا ديدني = مَن يعينَ اليوم خيرَ الساجدين
بدموعٍ وشجونٍ وإفتجاع = إنّ فيها جنّة ً للمحسنين
منْ يصبّ الدمعَ يوما عندهُ = سيلاقي الربّ خير الغافرين
لاتملوا من بكاءٍ وأنين = واذرفوا من بعده الدمع الهتون
غدرتهُ عصبةُ كافرةُ = لتوازي ثأر بدرٍ وحُنين
غدرتهُ بعدما جاءت به = معْ ذويه والرفاق الأقربين
فنعى جابرُ معْ سيّدُه = وفتاهُ وجموع الحاضرين
خامسَ الأطهار مِن أهلِ الكسا = وأبا الفضلِ ونادوا أجمعين
ياإمام الحقّ هذا عهدنا = إنما الحزنُ علينا فرض عين
يالثارات الحسين الدائمه = وكتبناها لكلّ المرسلين
أيها الباكون ما أعظمكم = طابت الأصلابُ طابَ الوالدين
فسلامُ اللهِ ياسيّدنا = وعلى صحبك خير الحاضرين
أبو حسين الربيعي 20 صفر 1430 هجري المصادف 16/2/2009- دبي