صورة للجنائن المعلقة التي لم تعد كذلك..بل اصبحت معلقة فقط...
سقطت بابل في أيدي الكهنة..
وامتلأت ببخور الموت أزقتها الحجرية..
وهناك..على مقربة من جدران المعبد أطلقت صغاري..
كي تتحقق قبل حلول الصيف..
نبوءة أجدادي..
اجتاحت أوبئة الروم معابدنا..
حتى صرنا نتساقط مثل الدود على الطرقات..
نفثت حول نوافذنا العتماء أفاعيها المسمومة..
حتى انتفخ الشمع على الشرفات..
وبعد شهور..
كنا نسحب في صمت تلك العربات المجنونة..
كي نبني برجا آخر أعلى..
*************************
كان الوقت صباحا..
حين امتلأت بابل بالفئران الوحشية..
كنت ككل جنود المملكة العظمى..
أطعمها من لحم صغاري..
كي لا تدخل بيتي في الليل..
وتقضم جزءا من آلهتي المصنوعة من طين النهرين..
قدمت جميع قرابيني..
وجثوت طويلا في قدس الأقداس..
وتوسلت كثيرا بكبير الكهنة..
أن يترك لي شيئا من جثة طفلي..
كي أزرعها في تربة بستاني المصفر..
عسى أن يثمر أخيلة لصغار باكين..
وبعض حياة..
امتلأت بدمائي السوداء أخاديد المعبد..
وحللت جميع أحاجيه الخطرة..
و جلست أراقب عن كثب..
ما قد يأتي أو لا يأتي..
ثم نثرت الرمل على رأسي..
كي أعلن نصري الأول..
****************
لست لوحدي..
خان الكل مسلاتك يا ملكي الأقدس..
وتبارى الصبية كي يرموك لعينا بحصى بابل..
انطلقت كل العربات الوحشية ..
بحثا في الأقنيم السابع عن عيدان التطهير..
صنعوا محرقة لك يا ملكي..
كنت هنا – معهم - ..أجمع تلك العيدان ..
وألعنهم في سري..
ستموت هنا يا ملكي..
وتمر بك العذراوات ليأخذن أمانيهن الأولى من دمك المحروق..
وسأبكي مثل جميع الصبيان عليك..
وأنت تصير بلون النار..
التعديل الأخير تم بواسطة منتصر العذاري ; 17-05-2009 الساعة 01:35 PM.