الأمام علياً عليه السلام صوت العدل اللهي للانسانية
بتاريخ : 18-05-2009 الساعة : 12:01 AM
الأمام علياً (عليه السلام)
صوت العدل اللهي للانسانية
انسانية التفكير و خيرية العمل و ديمقراطية الحكم و اباحة الارزاق للشعب وحده,
دون الوجهاء و الزعماء و المتنفذين و المترهلين
جورج جرداق
كاتب مسيحي
**
علي من اولئك البشر الذين كتب عليهم ان يموتوا لتحيا بموتهم شعوب وامم,
و اعداء علي من اولئك النفر الذين اثروا الحياة الدنيا على الموت
فأماتوا بحياتهم كل اباء و شمم
نصري شلهب
كاتب سني
ان الامام علي عليه السلام الذي اتى الدنيا مبصرا للنور في بيت عظيم من بيوت الله (الكعبة المشرفة) وهو اول بيت لله عز وجل الى ان امتدت اليه يد الغدر و انهت حياته الشريفة في بيت عظيم من بيوت الله ايضا (مسجد الكوفه) وهو يؤدي صلاة الفجر و يأم جموع المسلمين و ما كان بين الولادة و الشهاده من مآثر كبيرة و كثيرة و عظيمة اكتنفت حياته لهو ما يعجز اللسان او القلم عن وصفه او الاحاطة به و بعظمته سواء كانت الاقلام اسلامية او نصرانية او من الاديان او المعتقدات الاخرى.
و قد انعكس ذلك في ايات الذكر الحكيم و في الحديث النبوي الشريف و يقول حبر الامه ابن عباس نزلت ثلثمائه ايه في علي عليه السلام و لا يسعنا المجال في الدخول لتعدادها لان القاصي و الداني يعرفها و قد خصص جمع من المتقدمين و المتأخرين كتب ومجلدات جمعت مانزل في حقه
.عاصر الامام علي عليه السلام حركة الدعوة الاسلامية منذ بدايتها حتى انقطاع الوحي برحيل النبي الكريم صلى الله عليه واله و سلم وكانت كل مواقف الامام عليه السلام مشرّفة في دفاعه عن الرسالة السماوية و عن حبيبه و اخيه رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم طيلة ثلاث و عشرين عاما من البذل و التضحية و العمل و الجهاد و الدفاع عن الاسلام و حرمته, وقد جاهد جهادا قل نضيره في تأريخ الدعوة المباركة حيث كان الطريق امام تحقيق الرسالة شاقا و طويلا و يتطلب تخطيط كامل و قياده واعيه لا تقل عن شخصية الرسول الكريم ايمانا و كمالا و اخلاصا و دراية, ومن الطبيعي جدا التخطيط لهذه الدعوة التي تعتبر خاتمة الدعوات التي سبقتها و وريثتها جميعا و خاتمة لدعوات الانبياء و جهادهم المتواصل عبر التأريخ , وهكذا كان علي ابن ابي طالب عليه السلام البديل الذي اعده رسول الله اعدادا رساليا ليحمل المرجعية الفكرية و السياسية من بعده لتتواصل عملية التغير و بمساعده و مسانده من القاعده الواعية التي اعدها من المهاجرين و الانصار في حين اصطدم هذا التخطيط الرائد لواقع كان متوقعا للرسول الكريم و بتيار جارف مرده قصور الوعي عند الامة و التي تشكل القاعدة الامنية لحماية القيادة لان تجذر الجاهلية و القبلية ماكان ليندحر في بدر و حنين, و كان من الطبيعي ان تظهر من جديد متسترة بشعار اسلامي لتظهر ولو بعد عقود من الزمن, و من الطبيعي ايضا ان تتسلل الى المواقع القيادية بشكل او بأخر و بذلك حصلت الرده الى المفاهيم والعادات الجاهليه ولم يدرك عامة المسلمين ان من وراء الستار جاهلية تتأمر عليهم و على الثورة الاسلامية الفتية وانها ليست تغير شخص القائد بقائد اخر و انما تغير النهج الاسلامي المحمدي بخط يتستر بهذا النهج وقد وقف الامام علي عليه السلام موقفا مبدئيا من ذلك حين قال( فأمسكت يدي حيث رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الاسلام بدعوى الى محق دين محمد فخشيت ان لم انصر الاسلام واهله ان ارى فيه ثلما او هدما يكون المصيبة به عليّ اعظم من فوت ولايتكم التي انما هي متاع ايام قلائل يزول منها ماكان يزول السراب او كما ينقشع السحاب )
و قد اجتمعت الضلالة على ان تطفي نور الهدى ليلف الظلام انحرافهم وفسادهم و لما كانت ليلة تسع عشرة من شهر رمضان كان الامام يكثر التأمل في السماء وهو يردد (ما كذبت ولا كذّبت انها الليلة التي وعدت بها) و امضى ليلته في الدعاء ثم خرج الى بيت الله فجعل يوقض الناس على عادته للصلاة و بينما هو في محرابه يأم المسلمين في صلاة الفجر و اثناء مناجاته ربه امتدت يد الشيطان لتصافح في عتمة الليل ابن ملجم و هوى بسيفه على هامة استقبلت بيت الله و هي ساجده و استدبرت الدنيا, حينها هتف الامام ( فزت و رب الكعبة ) وعلت الضجة في المسجد و الامام طريح في محرابه و اوصى ان يحسنوا الى اسيرهم و قال ( النفس بالنفس فأن انا مت فأقتلوه كما قتلني و ان عشت رأيت فيه رأي) كما اوصى عليه السلام و لديه الحسن و الحسين عليهما السلام واهل بيته بوصايا عامة قال ( اوصيكما بتقوى الله و ان لا تبغيا الدنيا وان بغتكما و لا تأسف على شيء منها زوي عنكما و قولا بالحق و عملا للأجر و كونا للظالم غصما و للمظلوم عونا و اعملا بما في الكتاب و لا تأخذكما في الله لومة لائم )
هنيأ لك سيدي فلقد طاب مولدك و قوي صبرك و ربحت تجارتك و حفتك الملائكة و استقررت جوار المصطفى فأكرمك الله جواره نسأل الله ان يمن علينا اقتفاء اثرك و العمل بسيرتك و انا لله وانا اليه راجعون
23/ من شهر رمضان 1429