(( كرمُ ...اللقاء ))
-----------
مالي أراني هكذا متألماً
أهو الفراق بسوء ظنٍ أبرما
.....
أم داهمتني باللواعجِ ليلةٌ
فغدوتُ مما حلَّ بي متوجما
.....
أم قسوة الأيام جاءت فجأةً
ونسيتُ يوماً كنت فيه منعّما
...
أم أنه غدر الزمان وبؤسهِ
فسُقيتُ كأساً في المرارةِ علقما
...
أم أنّ قلبي قد أصيبَ بلوعةٍ
فسكبتُ دمعاً قد تمازج بالدِما
...
آهٍ لنفسي قد أصيبت بالأسى
آهٍ لحالي كيف أصبح مُعدَما
...
والآهُ في الليلِ البهيم لها صدىً
عما أعاني صار ثَمَّ مترجما
...
والقلب يخفقُ جاهشاً وكأنه
مما بهِ يشكو الأسى متظلما
...
والوجه مني شاحبُ متكدرٌ
أضحى نهاري مثل ليلي مظلما
..
والعين سادرةٌ غزيرٌ دمعها
قد صار فيها كل شيءٍ معتِما
.....
وحبيبة القلب التي أحببتها
عشقاً تربّعَ في الفؤاد وخيّما
...
ماكنت أحسبها تؤنبني على
فعلٍ أراه إلى الفضيلة سُلّما
...
أخبرتها أنّ الأحبةَ ودّهم
يمحو الخصام كأنه غيثٌ هَمَا
...
فترى ابتهاج الأرض بعد كآبةٍ
وكأنما ماكان غصنٌ مُحْرِما
...
وإذا بها في ليلةٍ قد أقبلت
والوجه منها مشرقاً متبسما
...
جاءت محملةً بصدقِ مودةٍ
أنعم وأكرم حقُها أن تكرما
...
كحمامةٍ بيضاء أو كسحابةٍ
كان اللقاءُ سماحةً وتكرّما
فتعانقت أرواحنا وتنعّمت
مازالت الأرواحُ تسبحُ في السما
--------
علي الهنداوي