الليل.. والشاعر
عذرا من شاعر العراق الكبير محمد مهدي الجواهري قتبست اسم القصيده من قصيده له اسم الليل والشاعر
ترحلُ حين يفتحُ الصباحُ
اسوار الفضاءْ
لقد تعبتَ
كل ما كنت تراه
في الحدائق الغناء او في الطرق الجرداء
او ما يدور في البيوت
ويغمر الساحات.. والمساكن الفقيرة المبعثرة
بيادر من الهموم والنواح
وحزمة من الجراح
وقد يلوح ربما
مواكبٌ.. ومؤمنون.. محملّون بالدعاء
يأتون من كل البقاع
وقد يؤدي بعضهم
صلاة ما بعد الغروب
على وسائد الشقاء
وربما حشدُ من النساء والعشاق والمغامرين
يصارعون السأم المذعور في منازل الاثم واوكار القمار
او في دكاكين الدعارة المقنعة
وربما
يعانق الافقَ غمامات اسى
تحملها هواجسٌ عابرةٌ من الفرح
وقد تكون ثلةٌ من الصغار
تهيم باللهو باجراس الضجيج
وقد تراها نسمة غافية على الشفاه
او جوقة جميلة من العذارى الحالمات بالربيع
والخمائل الخضراء
والدفء وبالفرسان.. وباقات وعود
***
يا ايها الليل المخضرم الوديع
يا خيمة الافراح والاهوال
يا من يراقب الحياة مزهوا باحداق النجوم
تصدعت رؤاك
اصبحت رماد ايام مضت
وصورة منسية وذكريات
لكل اطياف الشجون الحرة المهاجرة
توزعتها الغرف المزدحمة
وعلقت فيها قناديل الجياع
لكي تظل عبر الاف السنين
اصداء تاريخ يضيء واحة الفكر
واعصار احتجاج
على المجازر التي تصنعها مخالبا الغدر
واعداء الحياة
***
يا ايها الليل.. الذي يغمرنا بحبه
اراك شرفة للشوق والاهات
تمتد على مفارش ناعمة
تحوم في مرافئ الخدود
غيوم افياء غفت .. بلا مبالاة
على لهاث القبلات
تخاصم الشفاه .. بعضها.. البعض
وتنساب ترانيم النبوءات على مضاجع الاثم
حيث يرقد الحنان
على وسائد من الرؤى والهمسات
***
يا ايها الليل
ايها .. المخبوء حتى عندما تغيب
في نفوسنا المعذبة
اهواك
حين تحمينا من الدناءات
و قطعان اللصوص
اهواك رغم ما يقولون عنك
او ما يروجون.. من حكايات رخيصة مبتذلة
ياسيدي
ما اجمل الذي نراه فيك
حين يرقد الطفل باحضان الامومة
او ان نضيع في فضاءات الخيال
والله لولاك.. لما ترصدت جدائل الاضواء اسراب الضباب
وابعدت شوائب الاشباح عن منازل المعذبين
لعل ما نجنيه منك
بل هو الاروع
ان ترغمنا على انتشاق النور من ثغر المصابيح
الجميلة الملونة
وان تنام دون ان تخش العتاب
هذه الخدود
على تلك الخدود.
***
تحياااتي
الليل.. والشاعر( لعلي الهنداوي)
العرض الشجري