أكد اختصاصي نفسي ألماني من جامعة دريسدن الألمانية أن تعرض الأطفال لضغوط عصبية في بطون أمهاتهم قبل الولادة يزيد من احتمال إصابتهم بالأمراض. وقال أستاذ الطب النفسي في جامعة دريسدن البروفسور كليمنس كيرشباوم، إن التّجارب التي أجريت على الحيوانات أثبتت أن تلك، التي عانت من ضغوط في رحم أمهاتها، كانت أكثر عرضة بخمسة أضعاف للإصابة بأمراض الدّورة الدموية أو السّكر من أقرانها التي لم تتعرض لمثل هذه الضغوط.، وأشار إلى اعتقاده أن هذه الظاهرة تشابه ما يحدث لدى البشر.
من ناحية أخرى، شدد البروفيسور على أن الضغوط النفسية ليست بالمرض الجديد أو الطارئ على المجتمعات الإنسانية ضمن الأمراض التي بدأ البشر يعانون منها في القرن العشرين، مشيرا إلى أن الإنسان في العصور الأولى كان يشعر أيضا بالضغوط النفسية. ولفت الاختصاصي النفسي إلى أن العوامل التي تتسبب في الضغوط النفسية تختلف من عصر إلى آخر، مشددا على أن الأمراض العصبية مرتبطة بالمجتمع وما يفرضه من ضغوط على الفرد.
وأشار كيرشباوم إلى تداعيات الأزمة المالية على
نفسية الأفراد، على غرار المصرفيين والعاملين في البنوك الذين يحدقون في شاشات الكمبيوتر طويلا بوجوه واجمة تعلوها الحيرة جراء انهيار أسعار الأسهم بسبب الأزمة المالية العالمية.
على صعيد آخر، أكّد البروفيسور وجود فوراق بين الرجال والنساء في التعامل مع الضغوط النفسية موضحاً أن الرجال لا يفضلون التحدث عن همومهم النفسية وضغوطهم العصبية، حيث قال "إذا تحدثت مثلا مع مصرفي أو مدير شركة، فسيقول لك إنه طالما كان ناجحا في عمله فإنه لا يعرف الهموم، مضيفا أن هذا المصرفي ‘’يشعر بالطبع بضغوط ولكنه يعتقد أنه مازال قادرا على السّيطرة عليها’’. لكن كيرشباوم يؤكد أنه إذا ما اشتدت الأزمة، فسيتضح أن هذا الرجل يعاني من هموم متراكمة على مدى السنين.
أما النساء من جانبهن، فهن سرعان ما يصارحن أقرب المحيطين بهن بهمومهن ويحاولن معالجة هذه الضغوط النفسية من خلال البحث عن دعم من قبل أصدقائهن وأقاربهن على عكس الرجال. مشددا على أنه بإمكان الرجال "تعلم الكثير من النساء فيما يتعلق بطريقة السيطرة على الهموم. وأضاف كيرشباوم أن الدراسات الحديثة أثبتت أن النساء يعرفن بالضبط كيفية التخلص من الهموم.
___________________ صحيفة الوقت البحرينية