[مالك ألأشتر]

بسم الله الرحمن الرحيم
فيما يتعلق بالسؤال المطروح عن سبب اختيار اهل البيت سلام الله عليهم اجمعين لطاعة الله المطلقة ممكن ان نوعز سبب ذلك الى ما نقوله : الله تبارك وتعالى لما خلق الخلق فاصطفى منهم اناسا او ملائكة مصطفين
لهذا قال تعالى (الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ان الله سميع بصر)سورة الحج وايضا لما الله تبارك وتعالى اصطفى بعض الناس وجعلهم انبياء ورسلا ايضا اصطفى منهم صفوة قال تعالى (ان الله اصطفى ادم ونوحا وال ابراهيم وال عمران على العالمين) وكذلك الله تعالى جعل من الانبياء مرسلين وغير مرسلين فهناك بعض الانبياء لم يكونوا مرسلين وهناك انبياء مرسلين
وهناك من الملائكة مقربين كجبرائيل مثلا فجبرائيل ليس كسائر الملائكة بل هو ملك مقرب اذن هناك تفاضل في المقامات والدرجات الكمالية والروحانية لهذا قال تعالى (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات)سورة البقرة..اذن هناك درجات ومقامات فهم عليهم السلام ليسوا بمقام واحد ودرجة واحد بل هناك اختلاف في المقامات مع كونهم معصومون ومطهرون ولكن المقامات درجات ومنازل وهذه المقامات بلا شك تاتي من خلال اختبارات من الله للانبياء عليهم الله مثلا الله تبارك وتعالى جعل ابراهيم نبيا وبعدها جعله رسولا وبعد ذلك جعله اماما قال تعالى (واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماما)انظر الى قوله تعالى بدقة حيث ان النبي ابراهيم عليه السلام كان نبيا ورسولا ولكنه لم يكن اماما ولكنه بعد تلك الامتحانات والاختبارات صار اماما (فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماما) اذن مقام الامام جاء الى ابراهيم عليه السلام بعد تجاوز تلك الامتحانات والاختبارات فهذه المقامات لها امتحانات وكذلك يوسف وكذلك يونس وكذلك موسى وو عليهم جميعا سلام الله فهناك امتحان الهي منهم من نجح بالامتحان ومنهم من نجح بتفوق مثلا لو وجد عندنا عشرون طالبا كلهم ناجحون في الامتحان ولكن نفس الناجحون يتخلفون بين شخص لاخر منهم من اخذ درجة النجاح فقط ومنهم اعلى منها ومنهم من اخذ الدرجة الكاملة ولا يتصور ان هذا فيه خلل في المعصوم كلا فان النفوس لها استعدادات لنيل تلك المقامات فكل نبي له استعداد معين اضرب مثلا بسيط لقريب الفكرة مثلا لو الان امامنا قدح ماء يبلغ ارتفاعه 10سنتمتر وعرضة 5 سنتمتر هناك اناء ارتفاعه 30 سنتمتر وعرضة 20 وهناك اناء طوله 60 سنتمتر عرضه50 وهكذافان الاناء الاول يتحمل مقدارا من الماء حسب حجه مقداره واستعداه الطبيعي فكذلك النفوس بعض النفوس لها استعداد معين استعداد للمقامات العالية لا ان كل نفس تستطيع نيل تلك المراتب بل المسالة خاضع للاستعداد الروحي وبما ان الانبياء اطهر الخلق واعظم الله فان لهم من المقامات العالية والدرجات الرفيعة ولكن في نفس الوقت لهم استعدادات لتلك المقامات فان رسول الله صلى الله واله وسلم الذي بلغ مقاما ما وصل اليه لا نبي ولا رسول ولن يصله احد له ولا قبله قال تعالى (ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى) فهذا المقام لم يصل اليه احد من الخلق على الاطلاق ولكن رسول الله وصله باستعداداته العالية وفيما يخص الائمة عليهم السلام يجري نفس الكلام فالله لما اختارهم لابد ان يكون ذلك الاختيار خاضع لمقاييس وبما ان اهل البيت عليهم السلام عندنا انهم افضل من جميع الانبياء والمرسلين ما عدا الخاتم صلى الله عليه واله وسلم( بنص اية الامامة) فان لهم استعدادات وملكات علية جدا ولهذا اختارهم الله قال تعالى (بل عباد مكرمون لايسبقونه بالقول وهم بامرهم يعلمون) فالله علم انهم عبارة عن ذوات مقدسة وطهارة غاية الطهارة وله الاستعدادات الروحية الكاملة فلهذا جعلهم مصطفين لطاعته المطلقة قال تعالى ( الله أعلم حيث يجعل رسالته) ونقول لو ان الله اختار غير اهل البيت عليهم السلام لهذا المقام ايضا يجري نفس السؤال وياتي نفس الجواب وهكذا القضية لا تنتهي ولابد من وجود اسرار الهية لا نصل ولن نصل اليها فقط الله يعلمها واهل البيت عليهم السلام هذا ما احببنا رده على السؤال المتقدم اعلاه وعذرا عن الاطالة نسأل الله ان ينفع هذا الجواب صاحب السؤال واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين