ربما الثورة الغبية هي الثورة التي تطالب برفع الأعلام والتظاهر ، نعم هذه ثورةٌ غبيةٌ بل غبيةٌ جدا ،
بل إن الغباء نفسه يسخر منها كثيرًا ويطلق عليها بعض النكتِ في أوقات فراغه ..
ولكنها جميلةٌ وذكِيَّةٌ إن رفعنا اللافتات أمام أنفسنا ، وطالبنا بثورة الإنسان العربي ضد الإنسان العربي .!
ثورةٌ ضد الجهل والتخلف والرجعية نحو العلم والتقدم والانفتاح الحضاري ..
كم هو جميل أن يكُفَّ الشعر عن البكاء والنحيب والولولةِ كأنه عجوزٌ ثكلى أو كأنه صبيٌّ في عهدِ الفطام
ويتجه إلى سُموِّ الطَّلبِ ورفعةِ الهمةِ وشحذ العقلِ نحو كل ما يسمو بالإنسان العربي .
فلا الجهل في وسعه أن يقاوم العلم ، ولا الضعف في استطاعته أن يجابه القوة .
ولا قوَّةَ إلا بالعلم وهم في عصر العلم .
ولا ضعفَ إلا من تخلف وجهل وجمود ونحن في ذلك كله .
إنَّ الشعبَ الذي يبكي كثيرًا وينوح كثيرًا ويتكلم كثيرًا ، لا يخافه الأعداء .
الأعداء لا يخافون إلا من الشعب الذي يعمل بصمت .
الإنسان العربي مملوء بالعاطفة من رأسه حتى أخمص قدميه ..
كم نحتاج إلى من يُزحزح عاطفته عن لسانه وقلبه ..
ويَضبطُها على أطرافه وعقله .
ومن قدر العربي أن يولدَ شاعرًا ، فإن لم يكن شاعرًا فهو يحُبُّ الشعرَ .
فبالشعرِ يولَدُ مليونُ ثائرٍ ...