|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.84 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
خلق وفضائل الامام محمد الجواد عليه السلام
بتاريخ : 03-07-2009 الساعة : 04:45 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
أ - الجواد الكريم :
كان يلقب إمامنا التاسع بالجواد لما كان يشتهر به من الجود الذي فاض فغمر السهل والجبل كما يغمر الضوء السهول .
وإليك قصصاً من جوده :
- لقد كان برنامجه العملي ، كتاب وفد إليه من والده من خراسان وله زهاء ست سنوات من العمر ومضمون الكتاب ما يلي :
فأسألك بحقي عليك لا يكن مدخلك ومخرجك إلاّ من الباب الكبير وإذا ركبت فليكن معك ذهب وفضة ثم لا يسألك أحد إلاّ وأعطيته . من سألك من عمومتك أن تبره فلا تعطه أقل من خمسين ديناراً والكثير إليك، ومن سألك من عماتك فلا تعطها أقل من خمسة وعشرين ديناراً والكثير إليك ، إني أريد أن يرفعك اللـه فأنفق ولا تخشى من ذي العرش افتقاراً .
- وروي أنه حمل له حمل بزّله قيمة كثيرة ، فسل في الطريق ، فكتب إليه الذي حمله يعرفه الخبر ، فوقَّع بخطه أن أنفسنا وأموالنا من مواهب اللـه الهنيئة وعواريـه المستودعة يمنع بما منع منها في ســــرور وغبطة ويأخذ ما أخذ منها في أجر وحسبة فمن غلب جزعه على صبره حبط أجره ونعوذ باللـه من ذلك (1).
- ودخل عليه بعض أصحابه الذي كان للإمام عليه دين يقول له : جعلت فداك اجعلني من عشرة آلاف درهم في حل فإني انفقتها ، فقال له أبو جعفر (عليه السلام) : أنت في حل ، الحديث (2).
ب - زهده وتقواه :
- ينقل بعض الرواة أنه حججت أيام أبي جعفر (عليه السلام) وجئت إليه في المدينة فدخلت الدار فإذا أبو جعفر (عليه السلام) قائم على دكان لم يكن فُرِش له ما يقعد عليه ، فجاء غلام بمصلى فألقاه له فجلس فلما نظرت إليه تهيبته ودهشت فذهبت لأصعد الدكان من غير درجه فأشار إلى موضع الدرجة فصعدت وسلمت فردّ السلام ومد إلي يده فأخذتها وقبّلتها ووضعتها على وجهي وأقعدني بيده فأمسكت بيده مما دخلني من الدهشة فتركها في يدي فلما سكنت خليتها .
- واستقبل الناس في حفلة أقيمت تكريماً له أيام الحج ، وقد حضرها من فقهاء العراق ومصر والحجاز جمع غفير استقبلهم بقميصين وعمامة بذؤابتين ونعلين .
- وينقل عن ابي هاشم قوله : أن أبا جعفر أعطاني ثلاثمائة دينار في مرة وأمرني أن أحملها إلى بعض بني عمه ، وقال : أما أنه سيقول لك دلني على من أشتري بها منه متاعاً ، فدلّه ، قال : فأتيته بالدنانير، فقال لي يا أبا هاشم ، دلني على عريف يشتري بها متاعاً ففعلت (3).
- وعن أحد أصحابه الذي كان يدعى ( ابن حديد ) قال : خرجت مع جماعة حجاجاً ، فقطع علينا الطريق ، فلما دخلت المدينة لقيت أبا جعفر (عليه السلام) في بعض الطريق ، فأتيته إلى المنزل فأخبرته بالذي أصابنا ، فأمر لي بكسوة وأعطاني دنانير وقال : فرّقها على أصحابك على قدر ما ذهب ، فقسمتها بينهم فإذا هي على قدر ما ذهب منهم لا أقل ولا أكثر .
- وقال بعضهم : جئت إلى أبي جعفر (عليه السلام) يوم عيد فشكوت إليه ضيق المعاش ، فرفع المصلى وأخذ من التراب سبيكة من ذهب فأعطانيها فخرجت بها إلى السوق فكانت ستة عشر مثقالاً (4).
- وقال عمر بن الريّان : احتال المأمون على أبي جعفر (عليه السلام) - لكي يهوي به مزالق الفساد فينقص من كرامته وهيبته لدى الناس جمـيعاً - فأحتال بكل حيلة فلم يمكنه في شيء ، فلما أراد أن يثني عليه ابنته جاء بمائة وصيفة من أجمل ما يكون ، ودفع إلى كل واحدة منهن جاماً فيه جوهر يستقبلن ابا جعفر (عليه السلام) إذا قعد في موضع الأختان ، فلم يلتفت الإمام (عليه السلام) إليهن ، وكان رجل يقال له مخارق صاحب صوت وعود وضرب ، طويل اللحية فدعاه المأمون فقال : إن كان في شيء من أمر الدنيا فأنا أكفيك أمره ، فقعد بين يدي أبي جعفر فشهق شهقة اجتمع إليه أهل الدار ، وجعل يضرب بعوده ويغني ، فلما فعل ساعة وإذا أبو جعفر لا يلتفت لا يميناً ولا شمالاً ، ثم رفع رأسه إليه وقال : إتق اللـه يا ذا العثنون ( أي اللحية ) فسقط المضراب من يده والعود ، فلم ينتفع بيده إلى أن مات (5).
- وجاء بعض أصحاب أبيه ، وقد كان حديثاً في السن ، وحمل معه شيئاً مما يلعب به الأطفال ، فيقول لما جئته ووقفت أمامه مسَلّماً لم يأذن لي بالجلوس ، فرميت بما كان معي بين يديه فغضب علي وقال : ما لهذا خلقنا .
ج - علمه وثقافته :
لقد سبق الحديث عن علم الأوصياء (عليه السلام) في كتابي الخاص بحياة الإمام جعفر الصادق ناشر علوم آل البيت ومبلغها الشرق والغرب ، وسبق بيان معنى علم الأوصياء بالمغيبات ، ومع ذلك فلا أجد بُدّاً من أن أبحث ها هنا عن علم الإمام الجواد الغزير ، وثقافته التي نبعت عن قلب ملهم ، وفؤاد مفعم أقول : لقد كثر في الأحاديث إنباؤه (عليه السلام) الناس بما يجول في خاطرهم وبما يأتي عليهم مستقبلاً ، ولا يعني ذلك أن الأئمة (عليه السلام) يعلمون الغيب ، وإنما يعني أنهم (عليه السلام) متصلون باللـه سبحانه وتعالى عن طريق الإلهام أو عن طريق النبي (صلى الله عليه واله) ، فيستقون معارفهم بشكل مباشر بينما يستقي سائر البشر معارفهم عبر الحواس والتجارب مثلاً .
وإذا أثبتت التجارب الحديثة وجود الحس السادس عند بعض الأفراد ، سهل علينا أن نعتقد بأن شيئاً ما يوجد في بعض الأشخاص الذين يشاء اللـه لهم ذلك ، أضف إلى ذلك أن الإيمان بقدرة اللـه واستطاعته على أن يفعل كل شيء دون أي استثناء ، يحدو بالفرد إلى تقبل كل ممكن إذا ثبت أن اللـه قد أراده .
وروي أن والي مكة والمدينة ( فرج الرغجي ) ، الذي كان من المعارضين لآل البيت قال مرة لأبي جعفر (عليه السلام) : إن شيعتك تدَّعي أنك تعلم كل ماء دجلة ووزنه ، وكانا في ذلك الوقت واقفين على شاطئ دجلة ، فقال (عليه السلام) : أيقدر اللـه تعالى أن يفوّض علم ذلك إلى بعوضة من خلقه أم لا ؟ يقول الراوي : فقال فرج : نعم يقدر ، فقال (عليه السلام) : أنا أكرم على اللـه تعالى من بعوضة ومن أكثر خلقه .
نعم ، إن الغرابة الناشئة عن الشك في قدرة اللـه لهي أوهى من الشك في ضياء الشمس ، بل يبقى الريـب فـي محله إذا كان في الرجل الذي يدّعي هذا المنصب الرفيع ، فلا يستطيع المرء أن يتقبله إلاّ بعد الفحص والتدقيق ، أما إذا كان في أهل بيت الرسول فسوف لا يبقى للشك مجال ، بعد استفاضة حديث متواتر عن النبي (صلى الله عليه واله) في أنهم قدوة الخلق وأئمتهم ، وبعد أن عرفنا أن كل إمام كان أعلم أهل زمانه في كل شيء منذ ان تنتقل إليه الخلافة الروحية ، وكذلك كان النبي (صلى الله عليه واله) وأوصياؤه (عليه السلام) جميعاً .
ويكفيك في الإمام الجواد ما سبق من أنه سئل في مجلس واحد ثلاثين ألف مسألة ، فأجاب عنها وهو ابن ثمان أو تسع ، وأنه كان في زهاء السادسة عشرة من عمره إذ حضر مجلس المأمون وباحث مع قاضي القضاة ، فأفحمه إفحاماً ، وإذا علمنا بان المأمون كان كما يحدثنا التاريخ أعلم الخلفاء العباسيين وأعرفهم بعلوم أهل زمانه ، ثم رأيناه كيف يخشع لجلال ابن الرضا (عليه السلام) في المشاهد التي مضت علينا ، نعرف معنى العلم الإلهي ونوعيته .
وإليك بعـض الأحاديـث التـي تنبئنا عن جانب من علم الإمام الجواد (عليه السلام) :
1 - عن أمية بن علي قال : كنت مع أبي الحسن بمكة في السنة التي حج فيها ، ثم صار إلى خراسان ومعه أبو جعفر وأبو الحسن يودع البيت ، فلما قضى طوافه عدل إلى المقام فصلى عنده فصار أبو جعفر على عنق موفق يطوف به ، فصار أبو جعفر إلى الحجر ، فجلس فيه فأطال ، فقال له موفق : قم جعلت فداك ، فقال : ما أريد أن ابرح من مكاني هذا إلاّ أن يشاء اللـه ، واستبان في وجهه الغم ، فأتى موفق أبا الحسن (عليه السلام) ، فقال له : جعلت فداك قد جلس أبو جعفر في الحجر وهو يأبى ان يقوم ، فقام أبو الحسن (عليه السلام) فأتى أبا جعفر فقال له : قم يا حبيبي، فقال : ما أريد أن أبرح من مكاني هذا، فقال : بلى يا حبيبي ، ثم قال : كيف أقوم وقد ودّعت البيت وداعاً لا ترجع إليه ، فقال : قم يا حبيبي ، فقام معه .
2 - كان يحيى بن أكثم قاضي القضاة في عهد المأمون ، ويذهب بعض المؤرخين إلى أنه تشيع أخيراً أو كان شيعياً ، وينقل عنه أنه قال : فبينا أطوف بقبر رسول اللـه (صلى الله عليه واله) ، رأيت محمد بن علي الرضا (عليه السلام) يطوف به ، فناظرته في مسائل عندي ، فاخرجها إلي ، فقلت له واللـه إني أريد أن أسألك مسألة واحدة ، وإني واللـه لأستحي من ذلك ، فقال لي ، أنا أخبرك قبل أن تسألني ، تسألني عن الإمام ، فقلت هو واللـه هذا ، فقال : إذاً هو ، فقلت : علامة ، فكان في يده عصا فنطقت وقالت : إنه مولاي إمام هذا الزمان وهو الحجة (6).
3 - نقل بعض الرواة أنه اجتاز المأمون بابن الرضا (عليه السلام) وهو ما بين صبيان ، فهربوا سواه فقال : عليّ به ، ثم قال له : مالك لم تهرب في جملة الصبيان ؟ قال : مالي ذنب فأفرّ منه ، ولا الطريق ضيق فأوسعه عليك ، سر حيث شئت ، فقال : من تكون أنت ؟ قال : أنا محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، فقال : ما تعرف من العلوم ؟ قال : سلني عن أخبار السماوات ، فقال : ما عندك من أخبار السماوات ، فقال : نعم يا أمير المؤمنين حدثني أبي عن آبائه عن النبي (صلى الله عليه واله) عن جبرائيل عن رب العالمين أنه قال : بين السماء والهواء بحر عجاج ، تتلاطم به الأمواج ، فيه حيات خضر البطون ، رقط الظهور ، يصيدها الملوك بالبزاة الشهب يمتحن به العلماء .
فقال : صدقت وصدق أبوك وصدق جدك وصدق ربك ، فأركبه ، ثم زوّجه أم الفضل (7).
4 - ويروي عن فاصد طلبه الإمام أبو جعفر الثاني في عهد المأمون ، فقال له : افصدني في العرق الزاهر ، فقال له : ما أعرف هذا العرق يا سيدي ، ولا سمعت به ، فأراه إياه ، فلما فصده خرج منه ماء أصفر فجرى حتى امتلأ الطشت ، ثم قال له أمسكه ، وأمر بتفريغ الطشت ثم قال خل عنه ، فخرج دون ذلك ، فقال شده الآن ، فلما شد يده ، أمر له بمائة دينار فأخذها وجاء إلى يوحنا بن بختيشوع ، فحكى له ذلك ، فقال واللـه ما سمعت بهذا العرق من نظرتي في الطب ، ولكن هاهنا فلان الأسقف ، قد مضت عليــه السنون ، فامض بنا إليه ، فإن كان عنده علمه ، وإلاّ لم نقدر على من يعلمه ، فمضينا ودخلنا عليه ، وقصّ القصص ، فأطرق ملياً ثم قال : يوشك أن يكون هذا الرجل نبياً أو من ذرية نبي .
وهكذا تمضي الأحاديث تنقل عن الأئمة عجباً ، ولكن لا عجب من أمر اللـه ، إذ يشاء أن يجعل علمه ومعرفته وقوته وقدرته في إنسان امتحن قلبه ، فزكّاه وطهّره تطهيراً .
|
التعديل الأخير تم بواسطة Dr.Zahra ; 07-07-2009 الساعة 08:26 PM.
سبب آخر: عليه السلام
|
|
|
|
|