السلام عليكم
أقرأوا القصة كاملاً القصة
شاب يحكي لكم قصة وهوا في السجن
/
\
احكي لكم قصتي منذ بداية اعتقالي والتي حصلت بتاريخ 16\6\1996 في يوم الاحد الى ان تم الافراج عني في سنة 1997
كانت الساعة تشير الى الثانية صباحا , كان كل من في المنزل قد خلد الى النوم , كان المنزل هادئا ذلك الوقت , لكن فجأة عكر صفو الهدوء المخيم طرقات عنيفة على الباب , كان المنزل مكون من طابقين , كان الجد لوحده بالطابق الاول بينما ولده واولاده بالطابق الثاني .
استيقظ الجد من طرقات الباب توجه نحو الباب مذعورا , كان الوقت متاخر , يفكر الجد من سيأتي لنا هذا الوقت , اقترب من الباب ونادى من هناك , صرخ من خلف الباب افتح معك الشرطة.
فتح الجد الباب وهو خائف , قال لهم ماذا تريدون قالوا له هل هنا محمود ؟ قال لهم هنا ولكنه نائم , قال له رجل المخابرات معنا امر بالقاء القبض عليه ونريده أن يأتي معنا , قال لهم جدي انه بالطابق الثاني , قالوا له سنأتي خلفك , صعد الجد وصعد معه رجال المخابرات .
توجه الجد في البداية لولده ليخبره ان الشرطة تريد ابنه محمود ذعر الوالد واستيقظت الام مذعورة ولكن لم يكن باستطاعتهم عمل شيء , توجه الوالد لغرفتي ليوقظني , استيقظت من النوم على كلماته قم يا محمود الشرطة تريدك , اعتقدت في البداية ان الامر مجرد مزحة ولكن حين قمت كانت المفاجأة لي , كلام والدي لم يكن مزحة , انهم الشرطة ورجال المخابرات في وجهي .
انها البداية
بعد ان خرجت من باب غرفتي نظرت واذا بي ارى مايقارب سبعة افراد لا اعرفهم , نظرت جيدا فاذا هم ثلاثة رجال من المخابرات واربعة افراد من قوات الشغب.
وجه المخابر كلامه نحوي , قائلا: هل انت محمود ؟ قلت له : نعم انا محمود.
قال تعال معنا للمركز للتحقيق وستعود للمنزل لاحقا , قلت له حسنا ولكن مهلا لاغسل وجهي , للعلم كان هناك حمامان بالاعلى فدخلت انا للحمام الذي كان على يساري والذي كان قريب من موقع تجمعنا , دخلت مسرعا وضعت يدي على الحنفية محاولا فتحها , ماهذا لا يوجد ماء وكأن لسان الحنفية يقول لي (( ابعد عني لاتوهقني معاك )) خرجت من الحمام محاولا التوجه للحمام الآخر , وانا اسير بخطواتي الثقيلة نحوه صرخ المخابر , قف ! الى اين انت ذاهب , قلت له ان المياه مقطوعة عن ذلك الحمام وساغسل وجهي بالحمام المقابل , قال لي: ارجع ولاتغسل وجهك !
طبعا رجعت دون ادنى مناقشة مني.
قد يتسائل الجميع لماذا منعوني من دخول الحمام الآخر , اقول ان الحمام الآخر كان يطل على سطح المنزل وربما اعتقد المخابر انني في حاول توجهي للحمام قد استغل فرصة للهرب من سطح المنزل , طبعا لايمكن ان اجرب الهرب لانني في حال توجهي للسطح فلا مكان لي للهرب فمنزلنا مكون من طابقين وهناك منزلان ملاصقان لنا وهما كمنزلنا طابقين , اي لا مجال للهرب فالوسيلة الوحيدة هي القفز وقفزك يعني انتحار للمسافة الكبيرة بين السطح والارض.
بعد ان منعني من الذهاب , وجه المخابر كلامه نحو والدي , هل تريدون ان يغير ملابسه ؟ قالوا له ليس له داعي , كنت في تلك الليلة بلباس رياضي لونه احمر, بعد ذلك امرني بالمخابر بالنزول معه فنزلنا جميعا وان استغليت نزولي السريع للتوجه نحو المغسلة التي بالقرب من الباب لاغسل وجهي فغسلته وخرجت معهم.
حين خرجت من المنزل رأيت دورية وجيبان للشرطة , فقلت في نفسي , اكل هذا من اجلي ! بعد خروجي وقفت قليلا حيث كان يدور كلام بين المخابرات والشغب حيث كانو يودون في البداية وضعي في الجيب وكان هناك كلاما بينهم لا اتذكره حاليا بعد انتهاء الكلام طلبو مني ان اصعد لاحد الاجياب وحين اردت الصعود تكلم المخابر بقوله دعوه يأتي معنا.
ذهبت لسيارة الدورية وركبت معهم , كانوا ثلاثة اشخاص وانا رابعهم بداية ركوبي كان هناك صمت يخيم علينا وكنت حينها واضعا يدي على يدي الاخرى وانا ارتعد , فقال لي احدهم : هل انت ترتعتد من الخوف ؟ قلت له: لا ولكن من شدة البرد فمكيف السيارة بارد , قال لي : ولكنك للتو في غرفتك نائم تحت المكيف ؟ قلت له: نعم , ولكنني كنت املك اللحاف ليقيني من البرد , صمت بعدها المخابر عن الحديث , وتكلم آخرهم واخذ يوجه سيل من الاسئلة نحوي .
محمود هل كتبت على الجدران ؟ ابادره بالنفي , فيقول لي ولكن هاني(اعترف عليك , هنا اجد نفسي انه لا مجال للانكار فاعيد له الاجابة ولكن بالاقرار , يقول لي اين تضعون رش الكتابة ؟ قلت له اخبئه في المقبرة , قال لي هل تدل مكانه الان ؟ قلت له : للاسف فلقد تمت سرقته حيث اخفيته خلف احد الحشائش وباليوم التالي لم اجده , ومرة اخرى يخيم الصمت وحينها كنت انظر من نافذة السيارة نحو الشارع فلقد كانت الحركة شبه معدومة ربما نحن فقط من كنا نسير بالشارع , كانت السيارة تسير وانا لا ادري الى اين تتوجه .
كانت السيارة تسير بهدوء وانا لا ادري بمصيري , بعد مسير ما يقارب العشر دقائق وصلت السيارة الى مكان ووقفت لم اكن اعلم اين نحن انزلوني من السيارة وامروني بالمشي امامهم والدخول من الباب الكبير الذي يصادفني قرات اللافتة التي كانت اعلى الباب فعلمت اننا في مركز الشرطة , قبل دخولي دعاني فضولي لان انظر خلفي فنظرت فكانت المفاجأة لي فلقد ابتسمت لا شعوريا لما رأيت .
ماذا حدث ومن هو هاني الذي اعترف ضدي
وما سبب ابتسامتي
بعد ان نظرت خلفي لم اصدق بداية ما رايت , فلقد رأيت شخصان اعرفهما , يالله انهما صديقاي سامي وسيد جعفر ابتسمنا جميعا حين نظرت لهم وكأن لسان كل شخص منا يقول الحمد لله لم اكن وحدي !
ادخلونا المركز وامرونا بالجلوس على الكرسي الموجود هناك , اجلسونا نحن الثلاثة معنا مما اتاح لنا فرصة الحديث مع بعض وماهي طريقة اعتقال كل منا وكان الحديث مشفع بالابتسامات حيث كان اعتقال صديقي سامي طريفا , حيث انه علم ان الشرطة حين طرقت باب منزلهم تريده مما جعله يختبئ في قفص الطيور وحين دخل الشرطة المنزل للتفتيش عنه لاحظو حركة بالقفص فعلموا انه هناك وتم القبض عليه .
حين كنا على الكرسي كان يتم استدعاء شخص شخص منا لكتابة افادة الاعتراف وحيث انني سجلت اعترافي بالسيارة فكان علي ان اوقع على الافادة المكتوبة ضدي وكانت التهم الموجه لي كتابة على الجدران وقنابل صوتية.
حين تحدثنا انا وسيد جعفر وسامي علمنا جميعا ان مصدر اعتقالنا واحد وهو هاني , من هو هاني الذي تسبب في اعتقالنا ؟