صلوات الله وملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد وآل محمد والسلام عليه وعليهم وعلى أرواحهم وعلى أجسادهم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.:.من هو أبو طالب.:.
هو شيخ البطحاء ، ورئيس مكة ، وشيخ قريش، أبو طالب بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف عم الرسول وكافله، وأبوالأئمة سلام الله عليهم أجمعين.
.:.أسمه.:.
اسمه الشريف عبد مناف ، وقيل عمران وقيل أسمه كنيته والأول أصلح لقول عبد المللب وهو يوصيه برسول الله بعده:
أوصيك ياعبد مناف بعدي *** بواحد عد أبيه فرد
وقوله أيضا:
وصيت من كنيته بطالب *** عبد مناف وهو ذو تجاوب
يابن الحبيب الأكرم الأقارب *** يابن الذي قد غاب غير آيب
.:.أمه.:.
فاطمة بنت عمرو بن عايذ بن مخزوم، وهي أم عبد الله والد النبي وأم الزبير بن عبد المطلب .
.:.أولاده.:.
أولد أبو طالب أربع بنين .:.
طالب، عقيل، جعفر، وعلي أمير المؤمنين ، وكان كل واحد منهم أكبر من الآخر بعشر سنين، وأمهم جميعا فاطمة بنت أسد بن هاشم، وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي.
.:.سيرته.:.
كان أبو طالب شيخا وسيما ، جسيما، عليه بهاء الملوك، ووقار الحكماء، وكانت قريش تسميه "الشيخ"، وكانوا يهابونه ، ويخافون سطوته، وكانوا يجتنبون أذية رسول الله في أيامه، فلما توفي سلام الله عليه ، إجترؤو عليه واظطر إلى الهجرة؟؟
من وطنه مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
قيل لأكثم بن صيفي حكيم العرب ممن تعلمت الحكمة والرياسة، والحلم والسيادة؟ قال: من حليف الحلم والأدب، سيد العجم والعرب، أبو طالب بن عبد المطلب.
.:.كفالته لرسول الله .:.
روي عن فاطمة بنت أسد : أنه لما ظهر إمارة وفاة عبد المطلب قال لأولاده: من يكفل محمدا؟ قالوا: هو أكيس منا، فقل له يختار لنفسه، فقال عبد المطلب: يامحمد جدك على جناح السفر إلى القيامة، أي عمومتك وعماتك تريد أن يكفلك؟
فنظر في وجوههم ثم زحف إلى عند أبي طالب، فقال له عبد المطلب: يا أبا طالب إني قد عرفت ديانتك وأمانتك، فكن له كما كنت له.
وروى: أنه قال له: يابني قد علمت شدة حبي لمحمد ووجدي به، أنظر كيف تحفظني فيه، قال أبو طالب: يا أبه لا توصيني بمحمد فإنه إبني وإبن أخي ، فلما توفي عبد المطلب، كان أبو طالب يؤثره بالنفقة والكسوة على نفسه ، وعلى جميع أهله.
فلما بعث النبي وصدع بالأمر إمتثالا لقوله تعالى: "فاصدع بما تؤمر" ونزل قوله تعالى "إنكم وماتعبدون من دون الله حصب جهنم" أجمعت قريش على خلافه فحدب عليه أبو طالب ومنعه وقال:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم***حتى أوسد بالتراب دفينا
فاصدع بأمرك ماعليك غضاضة***وابشر بذاك وقر منك عيونا
ودعوتني وزعمت انك ناصح***فلقد صدقت وكنت قبل أمينا
وعرضت دينا قد عرفت بأنه***من خير أديان البرية دينا
.:.بعض مواقفه في الدفاع عن الرسول .:.
* ماروي عن إبن عباس، أن النبي دخل الكعبة، وافتتح الصلاة فقال أبو جهل: من يقوم إلى هذا الرجل فيفسد عليه صلاته؟ فقام إبن الزعبرى، وتناول فرثا ودما وألقى ذلك عيه فجاء أبو طالب- وقد سل سيفه- فلما رأوه جعلوا ينهضون فقال: والله لئن قام أحد جللته بسيفي، ثم قال: يابن أخي من الفاعل بك؟ قال : هذا عبد الله فأخذ أبو طالب فرثا ودما والقى ذلك عليه.
*منها لما رأى المشركون موقف أبي طالب من نصرة الرسول وسمعوا أقواله، اجتمعوا بينهم وقالوا ننافي بني هاشم، ونكتب صحيفة ونودعها الكعبة: أن لانبايعهم ، و نشاريهم، ولا نحدثهم، ولا نستحدثهم، ولا نجتمع معهم في مجتمع، ولا نقضي لهم حاجة، ولا نقتضيها منهم، ولا نقتبس منهم نارا حتى يسلموا إلينا محمدا ويخلوا بيننا وبينه، أو ينتهي عن تسفيه آبائنا وتضليل آلهتنا، وأجمع كفار مكة على ذلك. فلما بلغ ذلك أبا طالب قال يخبرهم باستمراره على مناصرة الرسول ومؤازرته له، ويحذرهم الحرب، وينهاهم عن متابعة السفهاء:
ألا أبلغا عني على ذات بينها***لؤيا وخصا من لؤي بني كعب
ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا***نبيا كموسى خط في أول الكتب
وأن عليه في العباد محبة***ولا حيف فيمن خصه الله بالحب
وان الذي لفقتم في كتابكم***يكون لكم يوما كراغية السقب
أفيقوا أفيقوا قبل أن تحفر الزبى***ويصبح من لم يجن ذنبا كذي الذنب
* ومنها أنه كان إذا نامت العيون وأخذ النبي مضجعه، جاءه فأنهضه وأضجع عليا مكانه فقال له علي -ذات ليلة- يا أبتاه إني مقتول، فقال أبو طالب:
اصبرن يابني فالصبر أحجى***كل حي مصيره لشعوب
قد بلوناك والبلاء شديد***لفداء النجيب وابن النجيب
لفداء الأعز ذي الحسب الثاقب***والباع والفناء الرحيب
إن تصبك المنون بالنبل تترى***مصيب منها وغير مصيب
كل حي وإن تطاول عمرا*** آخذ من سهامها بنصيب
فقال علي :
أتأمرني بالصبر في نصرة أحمد***ووالله ماقلت الذي قلت جازعا
ولكنني أحببت أن ترى نصرتي***وتعلم أني لم أزل لك طائعا
وسعيي لوجه الله في نصر أحمد***نبي الهدى المحمود طفلا ويافعا
هذا نزر يسير من مواقف أبي طالب ومؤازرته للرسول ومقاومته للمشركين، وله كثير من أمثالها في دفاعة عن محمد وعن دين محمد وعن قرآن محمد وعن أتباع محمد.
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين