[عاشق الامام الكاظم]

ما أجمل الصلوات عند قبر النبي المصطفى صلى الله عليه وآله!.. ومن أفضل صيغ الصلوات عليه وآله، هذه الصيغة الواردة: صلوات الله وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد وآل محمد، والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته.. فمن الملاحظ أن الصيغة أجمع صيغة، والكيفية أفضل كيفية، أي السلام والرحمة والبركات على النبي وآله من الله والملائكة، ومن الخلق أجمعين.
إن على المؤمن أن يعلم، ما هي الآداب المعنوية لزيارة المعصومين عليهم السلام، وعلى رأسهم النبي المكرم صلى الله عليه وآله، الذي اتصف بصفة لم يشترك معه فيها أحد من الخلق.. ألا وهي المحبة، فقد كان موسى (ع) كليم الله.. وإبراهيم (ع) خليل الله.. وعيسى (ع) روح الله.. وكان النبي المصطفى (ص) هو حبيبه.. وصفة المحبة أرقى من جميع الصفات.. فقد وصل النبي صلى الله عليه وآله إلى درجة في الدنو من الله عز وجل - ليلة المعراج - لم يشترك معه أحد في هذه الدرجة.. فجبرائيل عليه السلام الذي كان يرافقه قال: لو دنوت أنملة لاحترقت، وهو سفير الله في الأرض.
من آداب الزيارة:

• <LI dir=rtl>أن يستحضر الإنسان نفسه بين يدي المزور، فالنائم والمغمى عليه لا يقال أنه زائر.. فإذن، إن على الزائر أن يكون واعيا، حتى يصدق عليه مسمى زائر.. وعليه أن يعيش حقيقة، أنه بين يدي المعصوم عليه السلام.. وأن يكون مستحضرا النية التفصيلية.
  <LI dir=rtl>أن يعيش حياتهم، إن حال النبي صلى الله عليه وآله في حال حياته، مثل حاله بعد وفاته.. فلا فرق بين الإنسان الراجل والإنسان الراكب.. النبي صلى الله عليه وآله كان في هذه الدنيا مقترن ببدنه، وفي الثامن والعشرين من شهر صفر ترجل من بدنه، وذهب إلى المليك الأعلى.. لذا، فإن حقيقة النبي (ص) هي نفس الحقيقة المحمدية الصافية.. وعليه، إن على المؤمن أن يعلم هذا الأمر جيدا، فإن الشهداء أحياء عند ربهم.. والنبي (ص) هو نبي الشهداء، فهل يمكن أن يكون صلى الله عليه وآله أقل منهم؟!.. ولازمة الحياة السمع (أشهد أنك تسمع كلامي....) فإذن، إنه يسمع كلامنا، ويحيط علمه بنا.
  <LI dir=rtl>إن على مَن يحضر في تلك المشاهد المشرفة، عليه أن يختار من المائدة الربانية ما يناسب مزاجه.. سواء قراءة للقرآن، أم زيارة للمعصوم.. فالمهم هو التوجه القلبي.. ومن أفضل صور الزيارات في هذه المشاهد: التفكر، والتدبر، والتأمل.. قال رسول الله (ص): (فكرة ساعة خير من عبادة سنة).. وفي حديث آخر: (تفكّرُ ساعة، خير من عبادة ستّين سنة).
  <LI dir=rtl>وإن من الآداب الكبيرة: على الزائر أن يعاهد الله سبحانه وتعالى، أن لا يعود إلى ما يسخطه.. وأن تكون هذه الزيارة ناسخة لكل الأباطيل السابقة.. إن علامة الزيارة المقبولة، أن يتغير الإنسان بعد رجوعه من الزيارة.. فإن حالات التألق من البكاء والحنين، إذا لم تقترن بالتوبة والإنابة، والتغير الصادق، وتغيير السلوك، فما قيمة ذلك؟!.. فالمقياس هو التغير والمعاهدة.. وهو أن تكتسب من تلك الذوات الطاهرة الصفات التي يتميزون بها.. ومن أهمها صفات العبودية لله عز وجل في أوسع صورها، فهم وصلوا إلى ما وصلوا إليه بسبب عبوديتهم لله سبحانه وتعالى.
  ومن المعلوم أن شدة الإقبال عند الزائر تكون في الزيارة الأولى والزيارة الأخيرة.. وعليه، فإنه من المناسب أن يستغل زيارة الشوق وزيارة الفراق، ويحاول أن يحضر في نفسه المعاني التي تثيره من مصائب أهل البيت عليهم السلام.
• إن على الإنسان أن يكون مراقبا لنفسه ولسلوكه طوال الزيارة، ومنذ خروجه من سكنه.. فمن توفق للمراقبة في فترة الزيارة القصيرة، فإنه من المرجو أن يستمر في المراقبة لنفسه عند الرجوع إلى وطنه.. ويخشى على الذين يذهبون إلى هذه الأماكن، ويعودون بعدها إلى المعاصي، يخشى عليهم من ختم القلب، ومن إتمام الحجة عليهم يوم القيامة.. قال الباقر (ع): (... وإنّ أشدّ الناس حسرة يوم القيامة، من وصف عدلاً ثم خالفه إلى غيره).