أولاً تحدث تغيرات في نسب الهرمونات بالدم وبالذات الهرمونات المرتبطة بعملية التبويض مثل هرمونات الإستروجين ( تقل نسبته المفرزة من المبايض وتزيد النسبة المفرزة من الخلايا الدهنية بالجسم ) والبروجيسترون ( تقل نسبته ) وكذا تزداد نسب هرمونات الغدة النخامية المفرزة لعمل المبايض ( lh،fsh ) وذلك محاولة منها لتحفيز التبويض ، كما تتغير نسب هرمونات الذكورة في دم السيدة حيث تزيد نسبة هرمون تستوستيرون المفرزة من المبايض .
ومن التغيرات الأخرى عدم انتظام الدورة لفترة تسبق انقطاعها تختلف من سيدة لأخرى .
كما يحدث ضمور تدريجي لبطانة الرحم وكذلك صغر في حجم الأورام الليفية في حالة وجودها بالرحم ، كما تقل الإفرازات المهبلية الطبيعية .
ومن الممكن حدوث ضعف في أربطة الحوض مما قد يؤدي إلى حدوث سقوط بسيط في الرحم أو في المثانة .
أما بالنسبة للعظام نتيجة قلة ترسيب الكالسيوم والكولاجين بالعظام مما قد يؤدي لحدوث بعض أنواع كسور العظام بسهولة ومن أشهرها كسر في عنق عظمة الفخذ .
وأيضاً تحدث تغيرات في الأوعية الدموية نتيجة نقص هرمون الإستروجين فتزيد نسبة الكوليسترول بالدم مما يزيد من فرصة حدوث الأزمات القلبية والذبحات الصدرية .
كما تتغير حساسية مراكز ضبط الحرارة بالمخ ومن الممكن ظهور شعر خفيف في منطقة الشفة والأذن .
والآن ما هي الأعرض التي تظهر مع قرب سن انقطاع الطمث ؟
يجيب د . سعد الدين قناوي عن هذا السؤال فيقول : من أهم هذه الأعراض الشعور بموجات من الحرارة والسخونة في الجسم مصحوبة بزيادة التعرق وسرعة ضربات القلب ، كما تحدث تغيرات نفسية مثل القلق أو الاكتئاب وقلة الرغبة الجنسية .
كما تحدث آلام بالعظام بالذات في أسفل الظهر كما تزيد فرصة حدوث كسور بالعظام ، ومن الممكن حدوث آلام أثناء الجماع أو انخفاض الشهية للأكل والميل للقيء مع احتمالية حدوث تغير في عادات التبرز مثل حدوث إسهال أو إمساك .
والآن بعد أن استعرضنا بعضاً من طبيعة وأعراض هذه الفترة المهمة من عمر السيدات من المهم أن نستعرض الوسائل المساعدة في تقليل حدوث هذه الأعراض .
ويقول د . سعد إن من أهم هذه الوسائل هي الهرمونات الأنثوية المساعدة والتي حدث جدل كبير في السنوات الأخيرة حولها ما بين مؤيد ومعارض ، ولكن مما لا شك فيه أن إعطاء هذه الهرمونات ولو لفترة قصيرة لتجنب الآثار الجانبية التي قد تحدث نتيجة أخذها لفترات طويلة ، ويقلل كثيراً من معظم أعراض هذه الفترة .
ويكون إعطاء هذه الهرمونات بطرق عدة منها ما يؤخذ كحبوب عن طريق الفم أو عن طريق لصقات تلصق على الجلد ، أو جل يدهن على الجلد ، كما توجد في صورة أنابيب تزرع تحت الجلد أو في صورة كريم موضوعي بالمهبل كما توجد حلقات مهبلية توضع بالمهبل ، وآخر وسيلتين يتم استعمالهما بالأخص لحالات ضمور وجفاف جدار المهبل .
ولكن سواء استعملنا هذه الهرمونات لفترات طالت أو قصرت ينبغي عمل تحاليل وأشعات قبل وأثناء أخذ هذه الهرمونات بصورة دورية لتجنب حدوث أو الاكتشاف المبكر لآثارها الجانبية ومن هذه الفحوصات عمل فحص دوري للثديين مع عمل أشعة للثدي , تحاليل وظائف الكبد بشكل دوري , عمل موجات فوق صوتية على البطن والحوض بشكل دوري وأخيراً عمل كحت وعينة من بطانة الرحم بصورة دورية كل عام وذلك في حالات أخذ بعض أنواع الهرمونات لفترات طويلة .
وغير العلاجات الهرمونية توجد الآن علاجات أخرى لتجنب بعض الأعراض مثل بعض الأدوية التي تساعد على بناء العظام أو نسبة ترسب الكولاجين بالعظام ومنها أنواع عدة الآن ويمكن إعطاؤها مع حبوب كالسيوم وفيتامين d , وهذه العلاجات إذا أُخِذت في فترة مبكرة قبل انقطاع الدورة بعام أو عامين تقلل من فرص حدوث هشاشة العظام والتي قد تؤدي لزيادة فرص حدوث كسور العظام كما ذكرنا .
كما يمكن إضافة بعض الأدوية من مضادات الاكتئاب وغيرها من العلاجات النفسية لعلاج التغيرات النفسية التي ربما تكون شديدة مما يتطلب علاجها بواسطة طبيب نفسي .
وأخيراً يقول د. سعد إن على السيدات أن يعلمنَ أنّ هذه مرحلة مؤقتة وستمر وعليهنّ أن يعين أنّ كل هذه الأعراض لفترة محدودة وأنّ لكل مرحلة في العمر بلا شك نواحيها المضيئة مثل ما يحدث في تلك المرحلة من نضج واتزان ونواحيها المتعبة وتتمثل في بعض الأعراض التي تتطلب استشارة ومساعدة الطبيب لتجاوز هذه المرحلة إن شاء الله .
منقول من جريدة اليوم