قال مأمون الرقي: «كنت عند سيدي الصادق عليه السّلام إذ دخل سهل بن الحسن الخراساني فسلم عليه ثم جلس فقال له: يا ابن رسول الله لكم الرأفة والرحمة، وأنتم أهل بيت الإمامة، ما الذي يمنعك أن يكون لك حق تقعد عنه؟ وأنت تجد من شيعتك مائة ألف يضربون بين يديك بالسيف؟ فقال له عليه السّلام: اجلس يا خراساني رعى الله حقك، ثم قال: يا حنيفة أسجري التنور فسجرته حتى صار كالجمرة وابيض علوّه، ثم قال: يا خراساني! قم فاجلس في التنور، فقال الخراساني: يا سيدي يا ابن رسول الله لا تعذبني بالنار، أقلني أقالك الله قال: قد أقلتك، فبينما نحن كذلك اذ أقبل هارون المكي ونعله في سبّابته فقال: السلام عليك يا ابن رسول الله، فقال له الصادق: ألق النعل من يديك واجلس في التنور، قال: فألقى النعل من سبابته ثم جلس في التنور، وأقبل الإمام يحدث الخراساني حديث خراسان حتى كأنه شاهد لها، ثم قال: قم يا خراساني وانظر ما في التنور، قال: فقمت اليه فرأيته متربعاً، فخرج الينا وسلم علينا، فقال له الإمام عليه السّلام: كم تجد بخراسان مثل هذا؟ فقال: والله ولا واحداً، فقال عليه السّلام: لا والله ولا واحداً، فقال: أما انّا لا نخرج في زمان لا نجد فيه خمسة معاضدين لنا، نحن أعلم بالوقت»(11).
(11) بحار الأنوار ج47 ص123 رقم 172.
ولن أقول ألا من منّـا له هذه الطاعة العظيمة لخير ماخلق ربي الجليل من خلق وهم محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه الدائم عليهم أجمعين .... طاعة تجعل الجلوس في التنور المسجّـر كالجلوس بجنان الله تعالى ونعيمه ...طاعة تعجّل ظهور مولاي الحجّـة عجّل الله تعالى فرجه الشريف وتنقشع غيوم الغيبة عن شمس مولاي الحجّـة عجّل الله تعالى فرجه الشريف وأي شمس تجرء الصمود أمام خيط من نوره فنرى طلعته البهية وننعم بدولة العدل الألهي ... من منا عنده طاعة التنور المسجّر ؟؟؟ وليس هذا فقط فمن منا يعطيها لمولاه عجّل الله تعالى فرجه الشريف لا ولا ولا لمدعي المهدوية الظالين المظلين ؟؟؟