|
المستبصرون
|
رقم العضوية : 29295
|
الإنتساب : Jan 2009
|
المشاركات : 123
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بركات الامام لم تنقطع
بتاريخ : 05-08-2009 الساعة : 02:48 PM
بركات الإمام لم تنقطع
شمس خلف السحاب إنَّ علاقة الإمام (عج) بشيعته في زمن الغيبة، لم تتوقف عند حدود الإطلاع والمعرفة والانفعال النفسي، فلوجود الإمام بركات أكبر من أن تحصى، فللإمام نور يعم ويؤثر، سواء كان حاضراً أم غائباً، ـ وإن كانت طبيعة هذا النور قد تختلف في حالتي الحضور والغياب ـ والله تعالى بحكمته يكتب طبيعة هذا النور، ولكنَّه على كل حال نور سيعمُّ نفعه وتكثر بركاته، {نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء} (1).
«وأما وجه الانتفاع في غيبتي، فكالانتفاع بالشمس إذا غيبتها عن الأبصار السحاب وإني لأمان لأهل الأرض كما أنَّ النجوم أمان لأهل السماء». (2)
وهذه العبارة الأخيرة قريبة من قوله تعالى {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (3).
معجزة البقاء والاستمرار
هناك الكثير من المدارس والمذاهب والأفكار التي كانت تظهر طيَّ القرون الماضية، وتقوى شوكتها لفترة من الزمن، بحسب الظروف الموضوعية المحيطة بها، ولكنَّها ما تلبث أن تضعف وتبهت، بل قد تختفي تماماً عن الساحة وتصبح في طيَّات التاريخ، وهذا أمر طبيعي بحسب السنن الطبيعية الحاكمة على المجتمعات، ولكن من الملفت أنَّ مدرسة أهل البيت (ع) وخطَّهم ومنهجهم، رغم تطاول الأزمان وتغيُّر الظروف، وتعرضّهم لكلِّ أنواع الاضطهاد والظلم، ومحاولة المحو عبر حقب التاريخ، رغم كلِّ ذلك، لم تزدد هذه المدرسة إلا قوَّة واتساعاً وتوهّجاً، بخلاف السنن الطبيعية التي تفترض الضعف والوهن والاندثار في مثل هذه الظروف، وكأنَّها معجزة إلهيَّة فوق أن ينال منها زمن أو دولة أو حرب هنا وهناك، وهذا ما أشارت إليه زينب (ع) في أصعب ظرف: «فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لن تمحو ذكرنا ولن تميت وحينا» (4).
والإمام الحجة (عج) رغم غيبته كان سبباً أساسياً من أسباب الصمود والبقاء والاستمرار، هذه الحقيقة التي يؤكِّدها الكلام الوارد عنه (عج) :
«كأنهم ? يعلمون أنّا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء (5) واصطلمكم (6) الأعداء» (7).
طمأنينة القلوب
بالإضافة إلى هذه العناية الخاصة من الإمام (عج) التي حفظت هذا الخط وهذا النهج رغم دوائر الزمان، هناك أمر آخر من وجود الإمام (عج) يتعلق بالجانب المعنوي، وطمأنينة القلوب إلى المستقبل المشرق وإلى التسديد والعناية من قبل الإمام المعصوم:
«لأنَّنا من وراء حفظهم بالدعاء الذي ? يحجب عن ملك الأرض والسماء فلتطمئنّ بذلك من أوليائنا القلوب، وليتّقوا بالكفاية منه وإن راعتهم بهم الخطوب» (8).
(1) سورة النور: آية 35.
(2) الطبرسي ـ أحمد بن علي بن أبي طالب ـ الاحتجاج ـ دار النعمان للطباعة والنشر ـ النجف الأشرف ـ سنة الطبع: 1386 ـ 1966 م ـ ج2ص 281 ـ 284: عن محمد بن يعقوب الكليني عن إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمد بن عثمان العمري رحمه الله أن يوصل لي كتاباً قد سألت فيه عن مسائل أشكلت علي فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان (عجل الله فرجه):.....
(3) سورة الأنفال: الآية 33.
(4) ابن طاووس ـ اللهوف في قتلى الطفوف ـ الطبعة الأولى 1417هـ ايران قم ـ ص 105 ـ 106.
(5) اللأواء: الشدة وضيق المعيشة.
(6) اصطلمكم: استأصلكم.
(7) الميرزا النوري ـ حسين ـ خاتمة المستدرك ـ مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث ـ قم ـ ايرانـ، ج 3، ص 225، من رسالة للشيخ المفيد
(8) الميرزا النوري ـ حسين ـ خاتمة المستدرك ـ مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث ـ قم ـ ايرانـ، ج 3، ص 225، من رسالة للشيخ المفيد
|
|
|
|
|