|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 2710
|
الإنتساب : Feb 2007
|
المشاركات : 20,583
|
بمعدل : 3.17 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
الخدمة المنزلية صدقة جارية للزوجة
بتاريخ : 16-02-2007 الساعة : 03:32 AM
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
قالت بعض المسترجلات فى أحد مؤتمرات المرأة: إن استعمال الرجل لزوجته فى خدمتها المنزلية استغلال منه لها، فتكون عنده كالأجير.
وفيما يلى نبحث هذه المسألة ونجيب عن هذه الشبهة بنحوين:
أولاً: لا تكليف على المرأة فى الخدمة المنزلية
مما اتفق عليه الفقهاء نظراً إلى ما وصلهم من الروايات الواردة عن النبى r وأهل بيته عليهم السلام، عدم وجوب الخدمة المنزلية على الزوجة، فلا يجب عليها طبخ ولا كنس ولا ترتيب فراش ولا غير ذلك، إلا إذا جعله الزوج شرطاً ضمن عقد النكاح، فتصبح الخدمة المنزلية واجبة عليها بعنوان آخر، وهو الوفاء بالشرط المأخوذ فى ضمن العقد اللازم، وقد قال الله تعالى: )أَوْفُوا بِالْعُقُودِ( (المائدة: 1)، وقال r: (المؤمنون عند شروطهم)، أما بدون ذلك فليس للزوج إلزامها بالخدمة.
إن حياة الزوجين حينما تكون قائمة على الحب المتبادل، فلا بد أن تخضع للظروف المختلفة حسب وضع العمل والمعاش والبيئة، ولذا اكتفى الإسلام بجعل الحقوق للزوجين فى أمور معدودة كحق القسم والإنفاق على الزوج للزوجة، وحق مطاوعة المرأة للزوج فى الاستمتاع، ولكن ترك تنظيم الحياة الأسروية على عهدتها، وأوجب المعاشرة المعروفة )وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ( (النساء: 19). وحسن الصلة فيما بينهما لتسير الأمور على متطلبات الحياة كما فعل ذلك أمير المؤمنين الإمام على كرم الله وجهه والسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام حيث تصالحا على أن يقوم الإمام على u بالعمل خارج المنزل، وتقوم السيدة الزهراء عليها السلام بالعمل داخله، وعلى هذا قامت حياتهما الزوجية واستمرت، غير أن الإمام علياً u كان فى كثير من الأحيان يعود إلى المنزل ليعين الزهراء عليها السلام فى خدمة المنزل، وما كان ليتركها وعملها دون أن يسدى لها ذلك.
من نافلة القول أن نقول: إنه من الخطأ بمكان أن ندخل الحياة الزوجية فى عالم القوانين والحقوق، وما يجب على أحد الزوجين، وما لا يجب، فإن الحياة الزوجية ليست أى مصنع أو شركة أو دائرة يرجع موظفوها إلى الحقوق والواجبات، بل هى عيش قائم على أساس البذل والحب والمودة والاطمئنان، قال تعالى: )وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً( (الروم: 21)، فينبغى أن يكون الحكم السائد فى هذه العلاقة المقدسة هى السكن والمودة والرحمة، وهو بدوره يفرز تفانياً بين الزوجين، وبذلاً عميقاً، وتنازلاً عن الحقوق والواجبات، ولم يشرع الإسلام الحقوق والواجبات لهذه العلاقة إلا لحالات الاضطراب التى قد تسود الأسرة، ولأجل الاختلاف الذى يحصل بين الزوجين فيرجع كل واحد منهما لما له وما عليه حلاً للخلاف وحسماً للاضطرار، لا أن هذه الحقوق واجب قائم، رضيا بتركها أم لا، فمثلاً من الواجبات إنفاق الرجل على زوجته، ولكن لو رضيت الزوجة بإسقاطه، بل لو أنفقت على زوجها وأولادها من مالها برضاها فلا يحرم الإسلام عليها ذلك، كما أنه من الواجب على المرأة ألا تخرج من بيت زوجها إلا بإذنه، لكن إن أسقط الزوج حقه فى ذلك وأجازها فى أن تخرج متى بدا لها، فلا يمنع الإسلام من ذلك، وهذا وغيره يكشف بجلاء على أن الحقوق والواجبات التى شرعها الإسلام لهذه العلاقة المقدسة هى فى الحقيقة خطوط حمراء يٌرجع إليها عند الاختلاف، ولا يجب تطبيقها عندما يسود الاتفاق والود والحب والحنان بين الطرفين.
ومن هنا، فإن الخدمة المنزلية التى تقدمها الزوجة لزوجها وأطفالها ليست من باب الاستخدام والاستئجار أو الاستغلال، بل هى عنوان معاونتها له، ووقوفها إلى جنبه، وعربون محبة وإخلاص ووفاء، بغض النظر عما يجب وما لا يجب، ولذا نرى المرأة المؤمنة، والزوجة الصالحة تقدم هذه الخدمة الجليلة عن طيب نفس وراحة بال.
نعم، ينبغى على الرجل فى أوساط أمتنا الإسلامية أن يتأسى بنبيه وأئمته العظام صلوات الله عليهم أجمعين، فى معونة الزوجة فى الخدمة المنزلية، وإسدائها لها فإنها أحق من يعان، وقد قال r: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلى).
وقد نقلت إحدى زوجاته أنه r كان يأتى إلى المنزل يكنسه، ويحلب الشاة، ويعلفها، ويطهى الطعام ويضع الأطباق ويرفعها، ولا يترفع عن هذه الخدمة الجليلة، فكان عمله هذا سنة يستفاد منها استحباب الفعل وحب الشارع المقدس له.
ثانياً: الخدمة المنزلية صدقة جارية للزوجة
إن ما تقدمه الزوجة من خدمة لزوجها وأطفالها صدقة جارية لها، فليس عنوان الصدقة ينطبق على العطاء المالى للفقير، بل قد يكون العمل صدقة، وقد يكون الكلام الطيب صدقة: (الكلمة الطيبة صدقة)، وهكذا خدمة الزوجة صدقة تثاب عليها ويدخرها الله لها وينميها ويرفعها.
قال الإمام جعفر الصادق u: سألت أم سلمة رسول الله r عن فضل النساء فى خدمة أزواجهن، فقال: (أيما امرأة رفعت من بيت زوجها شيئاً من موضع إلى موضع تريد به صلاحاً، إلا نظر الله إليها، ومن نظر الله إليه لم يعذبه).
وقال الإمام محمد الباقر u: (أيما امرأة خدمت زوجها سبعة أيام أغلق الله عنها سبعة أبواب النار، وفتح لها ثمانية أبواب الجنة، تدخل من أيها شاءت).
وقال r: (ما من امرأة تسقى زوجها شربة ماء إلا كان خيراً لها من عبادة سنة، صيام نهارها، وقيام ليلها) [راجع كتاب حول المرأة لدار الولاء- بيروت].
منقول
|
|
|
|
|