لأن روح الأطفال شفافة و تتأثر بكل ردة فعل من جهة الكبار
الطفولة مرحلة تكوين الذات و بسبب أحداثها تتشكل الصحة
النفسية أو على عكسها الأمراض النفسية ..
وهي مرحلة اكتشاف مفاهيم الحياة .. ولايستطيع الطفل
استيعاب تلك المفاهيم سوى من أقرب الناس حوله ..
وهي من أكثر المراحل حساسية في حياة الإنسان .. لأن
كل ما يراه و يسمعه الطفل يترسخ في ذهنه للأبد .. ولاسبيل لتغييره ..
فالأطفال يحتاجون الحنان والعطف والرفقة ..
و أن ننظر إلى أعينهم ليعلموا كم نحبهم
يريدون منا أن نحضنهم ونشعرهم بأنهم بأمان معنا لأننا نحميهم
لماذا تجرد أغلبنا من تلك المشاعر أو حتى تناساها ..
نسينا بعضنا أن الأطفال يحتاجون إلى الشعور بالإطمئنان و الاستقرار النفسي
وأنهم يريدون أن يشعرون بالفخر عندما يحضرون أوراقهم
التي لانرى فيها سوى خربشات أيديهم الصغيرة ..
أرجوكم .. وأرجو من لا يقدر هذه الطفولة .. ولا يشعر
بما يحتاج الطفل ..
أن لاترمي بأوراقة المليئه بالألوان عندما يأتي بها لك مبتسما ..
أرجوك أن لاتبعثر أوراقه ..
لأنك بذلك ستقتل مشاعره
ستجعله لايعلم بأي درب يريد أن يسلك .. أو حتى
لايرى سوى الخوف واليأس ..
فقط ابتسم في وجهه وأثني على أداءه البسيط بالرائع ..
و ضمه إلى صدرك عندما يأتيك باكياً .. ولاتقل له أن من
شيم الشجعان أنهم لايبكون .
لا تقل له كن رجلا وهو لا يعي ماهو الرجل .. لا تقل له كن رجلا وهو
لا يرى سوى رجالا يمسكون السيجارة .
لا تقل له كن شجاعا و هو لم يرى في برامج الأطفال سوى
القتل ليكون شجاعا ..
لا تقل له أن يكون مالا يعرف .. لا تقل له كن شيئا أنت
لا تعيه لكنك ستعيه إذا كبرت .......
عندما يكبر سيعي فقط ماعرفه عندما كان صغير ..
بطل يقتل ليكون شجاعا .....
ورجل يمسك بيده السيجارة ليكون رجلا ..