وأذكر نفسي والجميع بأصل موضوعنا ولب الفكرة فيه كله والله المستعان :
- الأول -
إما إن الله تعالى ترك أمر هذه الخلافة للناس يختارونه من تلقاء أنفسهم ويكونون هم المسئولون عن سوء أو حُسن الأختيار ، ويكون الأمر فعلاً هو شورى في الأمر كله ولا يقبل بخلاف تلك الشورى من كافة المسلمين .
- الثاني -
أو إن الأمر لا شورى فيه ولا يحزنون وترك الأمر لمن غلب على أمور المسلمين بالسيف والحيلة والمكر وأغتصاب البيعة كُرهاً وغصباً والتسلط الجبار على رؤوس المسلمين ومسك زمام الأمور من كل من هب ودب .
- الثالث -
أو أن يكون الأمر من قبل الله تعالى وحده ولا أختيار للناس فيه فهو يعلم من خلق وهو أعرف بعباده وظلمهم لبعضهم البعض إلا من هدى
وأنه الواحد الأحد في علمه وفي مكنون لطفه وحكمته أن صرح وأبان هذا الأمر بقوله
وهنا فالأول :
فيه أنتفاء حق وحكمة الله تعالى في خلقه بأن يحاسبهم على سوء أختيارهم بعد أن أوكل لهم شؤون أمروهم في أختيارهم ولا حق له تعالى والعياذ بالله بأن يعاقبهم وهو العليم بأنهم في قصور من حسن الأختيار أو الإجماع على خليفة حق يقودهم ويهديهم الى صراط المصطفى ويثبتهم على هديه وشرائع دينه صلى الله عليه وآله .
وهنا الثاني :
تنتفي رحمة الله تعالى بعباده ووافر لطفه في خلقه وعباده أن تركهم مضغة للشارب ومطمعاً لكل ظالم غاصب .
وهنا الثالث :
ينكرها الكثير من امة محمد صلى الله عليه وآله ، في أن الأمر من قبل الله تعالى وحده وهنا المصيبة ..!