سورة (( عـــم يتساءلون ...)) فيها براهين في غاية الدقه على ولاية الأمير الامام علي (ع) ...
فنحن الشيعة بالخصوص نقول بإن المقصود من النبأ العظيم هي ولاية الأمير (ع) بينما بعض المفسرين من أهل السنه يقولون بإن المقصود مُنه يوم القيامة ...
ومن بعض أستدلالاتهم على هذا القول هو سياق الآيات التي بعدها (( ألم نجعل الأرض مهادا .. والجبال أوتادا .. وخلقناكم أزواجا .. وجعلنا نومكم سباتا ... )) "الآيات" فما هو دخل ولاية علي أبن أبي طالب ؟ فما هي علاقه الأرض و السماء و الجبال بهذا الأمر ؟
إن الإجابه على هذا الأشكال تكون بالنظر إلى نفس تعبير الآيات تأمل معي جيداً .
في اللغه العربية صيغتان تستخدمان للمستقبل
( سوف ) و حرف السين .. وهما لنفس المعني ولكن الفرق أن { سوف } للمستقبل البعيد قليلاً ولكن حرف السين للمستقبل القريب و لبيان ذلك ...
عندما تقول : { سوف أقوم } غير قولك : { سأقوم } .
{ سوف أقوم } يعني بعد فتره دقيقه أو ساعة أو ساعتين ، لا يهم المهم أنني أنوي القيام ، ولكن إذا قلت { سأقوم } يعني الأن وليس بعد قليل .
إن الفارق هو الزمن فالسين عادتاً ما تستخدم في الأمور الحالية أو المستعجلة ، أما سوف فهي للأمور القادمة بعد فترة ، نعود إلى صلب الموضوع تأمل جيداً إللى التعبير القرآني في قوله (( عــــم يتساءلون .. عن النــــبأ العظيم .. الذي هم فيه مختلفون .. كلا سيعلمون .. ثم كلا سيعلمون .. )) أنظر جيداً إلى قوله { سيعلمون } و السين كما أتضح أنها للأمور الحالية وليس للمستقبل البعيد أي أن هذا النبأ الذي هم يختلفون فيه قد حدث لهم في الدنيا لا في الأخرة كما يدعي أهل السنه ... هذا اولا ً .
ثانياً: لو كان الأمر يتعلق بيوم القيامى لقالت الآية (( كلا سوف تعلمون .. )) وليس ستعلمون لماذا ؟؟
لأن { سوف } للأمور البيعده إلا ترى أنهُ في سورة التكاثر قال (( ألهاكم التكاثر .. حتى زرتم المقابر كلا سوف تعلمون ... )) ولم تقل الآيه { كلا ستعلمون } لأن الأمر هذا يتعلق بالأخرة أما في سورة النبأ يتعلق بشبئ حدث في الدنيا فعلاً وهو أعلان النبي "ص" الولاية في غدير خم أمام الملأ .. لأنهم كانوا متحيرين في أمر الولاية ستكون لمن ، فقالت لهم الآيه أنكم ستعلمون عن قريب عن النبأ العظيم والخطير وهو ولاية علي أبن أبي طالب "ع" ، و ليس له علاقه بأمر القيامة و الدليل أنهُ أستخدم السين على عكس ما هو في التكاثر ... فتأمل جيدا ً ...
ثالثاً: بالنسبة إلى الأشكال الذي يرد في أنهُ ما دخل الجبال و الليل و النوم و أمور أخرى في أمر خلافته "ع" ؟؟
يمكنني الإجابة على هذا بتدارك إمر في غايه الأهميه وهو أنهُ تعالى في مقام بيان نعمه و تفضله على الناس بدليل (( ألم نجعل الأرض مهادا ....و.....و.....و..... )) أي أن الله يقول أنني لم أغفل نقطة الحفاظ على المخلوقات فقوله مثلاً ً (( الجبال أوتادا)) يدل على الحفاظ على توازن الأرض ، وقضيه (( وجعلنا الليل لباسا )) هي عملية لضمان أستمرارية العيش والإنتاج ولا يكون إلا بالراحة .... إلى أخر سياق الآيات فتأمل هذا المعنى سيتضح لك .
فكأن الله تعالى يقول للناس انني لم أجعل المخلوقات بدون عنصر التوازن و بدون شبئ يضمن لها الأستمرارية فهل يعقل أن أجعل هذا الدين الذين خلقت الجن و الأنس لأجله أن أتركهُ بدون أمر يضمن لهُ الأستمرارية و التوازن ــ أبداً هذا لا يعقل ــ فإني جعلت لكل ... لكل شيئ ميزان يضبطه فهل أجعل الدين بلا ضابط .... فمالكم كيف تحكمون ؟
رابعاً: أنظر إلى أخر لفظه وردت في السورة (( ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا )) غريب هذا التمني فلماذا ترابا بالذات لماذا ليس حجراً ؟ أو أي شيئ يساوي العدم .. لماذا تراباً بالذات ؟
وهذا قد يكون أشاره إلى تمني الكافر بكونه شيعيا ً ... (( ترابيا ً )) أي منتسب إلى أبي تراب "ع" .
المصدر شبكة البتول عليها السلام
جعلنا الله وإياكم من المتمسكين والسائرين على نهج أمير المؤمنين علي
ابن أبي طالب أبا تُراب يارب العالمين..
اللهم صلي على محمد وآل محمد..