"حب الحسين أجنني"
هكذا يعبر بعض الموالين عن حبهم للإمام الحسين بن علي عليهما السلام، فهؤلاء لا يدفعهم مال ولا ضغوط لزيارة مولاهم...وإنما تبكيك عيني لا لأجل مثوبة لكنما عيني لأجلك باكية.
ولكن بعض الأشخاص يقولون:
"حب الحسين يقتلني"
فإن بعض الأشخاص لا يستطيعون زيارة الحسين عن قرب ولكنهم يكتفون بالزيارة من بعيد، فإنهم كلما اقتربوا من مكان الحسين عليه السلام وذلك لما تحدثه الزيارة عن قرب من أثر فيهم ولا يستطيع أن يفهم ذلك إلا من وصل لهذه المرحلة من التعلق الروحاني...وفي قصة الشريف الرضي (صاحب نهج البلاغة) أبلغ مثال على ذلك..
كان السيد الرضي لا يزور الحسين عليه السلام إلا من بعيد وقد تعجب أصحابه من فعله هذا، فسألوه:
سيدنا لماذا لا تذهب إلى كربلاء وتزور جدك الحسين من قريب؟؟!!
فقال: إذا أزور الحسين من قريب تزهق روحي..إنني لا أستيطع
فألحوا عليه، ووافق على ذلك، وذهب معهم إلى كربلاء، وعندما وصلوا وقف عند أحد أبوب الصحن الحسيني ولم يدخل، فسألوه:
سيدنا لماذا لا تدخل؟؟!!
فقال: لا أستطيع المشي خطوة خطوة وألتزم بالمستحبات الأخرى حتى أصل للحسين، لا يسعني إلا أن ادخل مثل أصحاب هذه المواكب الذين يدخلون للحسين ركضا وهرولة ولا يتحملون الانتظار....
فرفع طرف ثوبه وأسرع راكضا نحو قبر الحسين عليه السلام، حتى وصل إليه ومسك شباكه قائلا:
السلام عليك يا أبا عبد الله...السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين
ثم نظر إلى جهة نحر الحسين...ثم إلى جهة صدره...وأجال ببصره على المرقد الطاهر مستحضرا ذكرى العاشر من محرم
ثم أغشي عليه، جاءوا إليه فحركوه...فإذا به ميت..
الشريف الرضي ...قتله حب الحسين وذكرى كربلاء وبجانب الحسين أيضا وعلى تربته...فرضوان الله تعالى عليه