[عقيل الحمداني]

مدينه جبله
مدينتي...الغافيه على ضفاف النهر..تستيقظ كل صباح على ندى خريفي جميل وتلملم خيوط اشعة الشمس لكي تغسل بها ما تجمع عليها من درن جرائم الظلميين التكفيرين
مدينتي تستجمع قواها لتنهض من جديد ملهمة لابنائها ..راعيه لصغارها من اولاد الشهداء ال300 الذين سالت دمائهم الطاهرة لتروي ارض جبله المظلومه
مدينتي ..تستفيق من جديد لترسم لوحة الولاء الطاهر لمحمد وال محمد ص وليرتسم على محياها بسمة مشرقة لغد جميل ولتودع اياما من السواد القاتم عندما فقدت اعزتها من الرجال الطيبين ولتعيد الضحكات مسموعه من الاطفال الذين يتمتهم يد الارهاب الاموي
مااحلاك يامدينه الطيبين ..وما ابهاك ياكوثا التاريخ والامتداد التوحيدي لخط النبوات...مازلت استشعر وانا في غربتي القهريه هوائك العليل الذي ينعش الروح...وترابك الذي عندي اطيب من رائحة التفاح واذكر مدنك الصامته التي لم تغادرها نوارس العشق
لازلت اذكر تلك التلال الاثريه الشامخه والتي تعيد الانتماء الى جديد..وذلك القبر المطهر لسيدنا ابراهيم بن ادهم ع او كما اثبت بالادله في بعض مؤلفاتي انه مكان ابراهيم خليل الرحمن ع
يؤرقني البعد عن اهلك الطيبين..وابكي على فراقهم كالثكلى
ولازالت اسماء احياؤك وقصباتك ماثله في مخيلتي ..حي العمال وفيه ولدت ونشات..وحي الرساله قضيت فيه مدة زمنيه من اوائل شبابي..وحي العسكري والموظفين وعرار والاحياء الجديدة الغريبه الاسم حي رحيمه وحي سكينه وكانما انت يامدينتي اوحيت اليهم بهذه التسميات لاجزاء منك مليئة باولادك واحبابك وكانك اردت من اولادك ليرحموك بحي رحيمة وليسكنوا جراحاتك بحي سكينه
ريفك رائع كروعتك انت من الصمود والزبيدي الى ابي شعير والحميري ومن الخربانه الى حدود الصويره
مدينتي..ان تناسى جيلنا الحاضر من الشباب رموز نهضتك ومن له الايادى البيضاء في خدمتك وفي توسيع رقعه العمل والثقافه والدين فيك وفي اروقه مجالسك الدينيه والفكريه والادبيه فلست تنسين انت اسماء لامعه حفرت تاريخها باحرف من نور في خريطه الزمن من علماء ومتدينين وادباء ومثقفين فكانوا كوكبه من الابطال بين شهيد ومغترب انتقل الكثير منهم الى عالم الاخرة حيث المقر الابدي...
فالسيد نور المحنه رحمه الله مؤسس النهضه الحسينيه في المدينه في مواكبه وخدماته الكبيره للاسلام واهل البيت ع ولم تزالي تتذكرين بيته الذي تحول الى بيت لنشر المعارف الاسلاميه وكان سيد نور مثقفا واعيا جميل العشرة محبا ومدافعا عن ال محمد ص
وهذا الاستاذ الراحل المبدع ابو ربيع قاسم عبد الامير عجام الشهيد لازال يطالعنا بثقافته وباسلوبه العلمي في النقد والتاليف ولازال يحث المثقثفين على نشر ثقافتهم دفاعا عن الحق والعدل...
وهذا الشهيد السعيد ابو زهراء خليل كوكز رحمه الله يطل بطلعته البهيه وبمسبحته وباعماله الخيريه وبدموعه الحسينيه هاتفا بنا حي على الولايه مظلوم ايها الاستاذ حسين جيجان انت واخوتك المغدورين خالد وعبد الهادي المخلصون في ولائهم لاهل البيت حتى اخر لحظه...
ولاتنسي يامدينه الرجال رجل اتى بسرعه وفارقنا بسرعه انه ابو مرتضى الخفاجي شهيد الكلمة الصادقه..ابو اياد مؤمن مخلص اخر فقدناه بحسره
اما حبيبك ومن دافع عنك ضد السالبين لارثك السارقين لثرواتك في بدايه سقوط الصنم..والذي استشهد وانت في وعيه ومشاعره وقلبه سيدنا المظلوم سيد هيثم الحسيني...فقفي له اجلالا وفخرا وسبحي باسم من خلقه واذكريه الذي فارق الدنيا ولسانه يلهج بذكر جدته الصديقه الطاهره فاطمه الزهراء ع انه الحاضر الغائب...
واخيرا
اه....اه...لاادري امدينه الشهداء انت ام شهيدة المدن ياجبله الحبيبه
سلامي لاهلك الطيبين ولولادك المستشهدين في سبيل الحق والذي لايسع المقام عذرا لذكرهم
والسلام عليكم
ملاحظة\ تقع مدينتي في محافظة بابل في العراق الحبيب