شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.84 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
كارثة المسيح الدجال صحابي مسلم مجاهد
بتاريخ : 04-11-2009 الساعة : 06:27 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد
كارثة المسيح الدجال صحابي مسلم مجاهد
وهو فوق الجرح والتعديل, كبقية الصحابة العدول المجاهدين, وابنه إمام أئمّة الدين, وشيخ الإمام مالك, اتفقوا على توثيقه, وكان لا يفضل عليه أحد, وقدموه على غيره.
حين يصنع الطغاة وأنصارهم ديناً ما, فإن تركيبة ذلك الدين ستكون تركيبة عجيبة غريبة؛ لأنه سيكون ديناً مرقّعاً, مجتمعاً من أوصال متناثرة, لا جامع بينها. وهنا نقطة جديرة بالانتباه تتعلق بهذا الدجال, وكيف أن الدين أصبح به مرقّعاً بشكل عجيب!!
والدجال, أو المسيح الدجال صاف بن صياد, مما لا شكّ في كفره, وقد قال بعض الصحابة: أنهم لا يشكون في كفره وفي كونه الدجال, حتّى لو صلى وصام, وإذا شكّ أحد في قصة الجساسة؛ لإعراض البخاري عنها, فلا يشكَّنَّ أحد _ ممن ليس لديه إلاّ طريق الصحاح _ بكون صاف, أو صائد بن صياد, هو الدجال.
ولكننا حين نطلع على ترجمته, نرى العجائب, والغرائب, فقد شكّك أعاظم رجال الجرح والتعديل في كونه الدجال, ووصفوه بالإسلام والجهاد وأداء الفروض. وأعرضوا عن كل هذه الروايات الصحيحة.
ولما كان الصحابي: هو من لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام(12) ... وهذا هو تعريفهم للصحابي. وحكم الصحابي _ عندهم _: العدالة المطلقة التي لا تقبل الجرح ولا التعديل(13)، فالصحابي عدل, لا يحتاج إلى توثيق في رواية رواياته. ولما كان ابن صياد _ كما نجده في ترجمته _ قد لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثمّ أسلم وآمن به, ومات على الإسلام, وجاهد, وحج, وهو عين المسيح الدجال, فهو على هذا ثقة لا يحتاج إلى تعديل مطلقاً! هذه النتيجة الطريفة توصلنا إلى وثاقة الشيطان نفسه. ويا له من ترقيع عجيب! ولكن هل نقف عند هذا الحد؟ لا أبداً. فابن الدجال كان ثقة _ أيضاً _ بل أكثر من ثقة, وكان الإمام مالك بن أنس لا يفضل عليه غيره!
ابن الدجال _ إذن _ أهم رواة المسلمين, ولا يفضل عليه مالك ابن أنس أيّاً ممن عاصره, من العترة الزكية, ومن التابعين المخلصين!
لقد أدرك مالك بن أنس ثلاثة أو أربعة من الأئمّة الأطهار عليهم السلام هم: زين العابدين, والباقر, والصادق, والكاظم في آخر أيام مالك, فهؤلاء ليسو عدلاً لابن الدجال عند مالك. ولا أعرف كيف يمكن أن يحتاط إنسان لدينه, وهو يرى أن من حارب الإسلام في بدر واُحد إماماً يمكن يقتدى به, وأن الدجال وابنه رجال تقوى, وأهل علم ودين, تؤخذ عنهم الأحاديث ولا يفضل عليهم أحد, ولا يرقى إليهم الجرح؟
ولكي لا يكون كلامنا جزافاً, وبلا دليل, ولكي لا نتهم أننا نلقي الكلام على عواهنه, نقرأ معاً هذه التراجم, والحكم بعد ذلك للعقل لو رضينا به حاكماً:
الحافظ ابن حجر(1):
الترمذي, وابن ماجة, عمارة بن عبد الله بن صياد الأنصاري أبو أيّوب المدني, روى عن جابر بن عبد الله, وسعيد بن المسيب, وعطاء بن يسار, وعنه الضحاك بن عثمان الحزامي, ومالك بن أنس, ومحمّد بن معن الغفاري, والوليد بن كثير المدني, قال ابن معين, والنسائي: ثقة. وقال أبو حاتم: صالح الحديث, وقال ابن سعد: كان ثقة, قليل الحديث, وكان مالك بن أنس, لا يقدم عليه في الفضل أحداً! وكانوا يقولون: نحن بنو شهيب بن النجار, فدفعهم بنو النجار, فهم اليوم حلفاء بني مالك بن النجار, ولا يدري ممن هم!! وعبد الله بن صياد هو الذي ولد مختوناً, مسروراً فأتاه النبي, فقال: (قد خبأت لك خبيئاً) فقال: الدخ، فقال: (اخسأ). وهو الذي قيل: إنه الدجال, وقد أسلم عبد الله, وحج, وغزا مع المسلمين, وأقام بالمدينة(2). ومات عمارة في خلافة مروان بن محمّد, وذكره ابن حبان في الثقات, له عندهما حديث واحد في الأضحية, قلت: قول ابن سعد في عبد الله بن صياد يوهم أنه مات على الإسلام بالمدينة، وقد ذكر غيره في ترجمته أنه خرج إلى أصبهان, وأن اليهود تلقوه, وقالوا: هذا ملكنا الذي نستفتح به على العرب, وأدخلوه البلد ليلاً, ومعه الطبول والشموع, ثمّ لم يعرف له خبر بعد ذلك, ذكر أبو نعيم في تاريخ أصبهان, بسنده, وقد بسطت ترجمته في كتابي في الصحابة؛ لأن صاحب التجريد ذكره مختصراً, نعم أخرج أبو داود بسند صحيح, عن جابر, قال: فقدنا ابن صياد يوم الحرة, ومن طريق ابن أبي سلمة, قال: شهد جابر أن ابن صياد هو الدجال, فقلت: إنه قد مات, قال: وإن مات. قلت: فإنه قد أسلم, قال: وإن أسلم. وقال الآجري: قلت لأبي داود: عمارة بن صياد, من ولد ابن صياد, قال: بلغني هذا, عن ابن سعد. وسألت أحمد بن صالح, عن هذا, فأنكره, ولم يكن له به أدنى علم. وذكر الزبير بن بكار, في أوّل نسب قريش: إن ابن صياد, يعني عمارة هذا, وابن حزم, يعني عبد الله بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم, استبّ(3). فقال ابن حزم, لابن صياد: لستم منّا, وقال ابن صياد, لابن حزم: لستم من العرب, فبلغ الوليد, وهو خليفة, فكتب: إن زعم ابن حزم أنهم من ولد إسماعيل فحد له ابن صياد, وإن أنكر, فلا, فإنّا لا نعرف عربياً إلاّ من ولد إسماعيل. فزعم ابن حزم من أنهم ولد إسماعيل, فحد له ابن صياد).
أقول: لا ندري, أنبكي أم نضحك من هذه الترجمة العجيبة المتناقضة التي لا يعرف لها أصل, ولا معنى لها. إلاّ تبرئة ابن صياد من كونه الدجال, مع وجود النقيض. فإنما هو صحابي مؤمن. ولم يعالج قضية كون اليهود تلقوه في أصبهان. وقالوا: إنه ملكنا, واختفى عندهم, وهذا _ قطعاً _ بعد حادثة فتح السوس(4)، وانكشاف كونه المسيح الدجال اليهودي, فعلاً.
وخلاصة ما نخرج به, من هذه الترجمة: أن ابن صياد, رجل مسلم, ممن أدرك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم, مجاهد, حاج لله, مجاور لمسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم, وقبره, فهو في قلب الإيمان, ومن عناصر الدين, وما شاء الله!
ومن ذلك _ أيضاً _ قال الحافظ ابن حجر(5):
(عمارة بن عبد الله بن صياد, أبو أيّوب المدني, ثقة فاضل, من الرابعة, مات بعد الثلاثين, وأبوه هو الذي كان يقال: إنه الدجال).
أقول: يعلم ابن حجر علم اليقين القيمة الحقيقية للصحاح المنسوبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم, وللصحابة بما فيهم الخليفة عمر بن الخطاب الذي كان يحلف بالله إنه الدجال. فكيف تحوّلت عنده هذه الكمية من الصحاح المتفق عليها إلى (يقال) الدالة على التمريض, وتضعيف الصحاح. أم أن هذا كله من أجل عيون الدجال؟
الذهبي(6):
(عمارة بن عبد الله بن صياد, هو ولد الذي ظن أنه الدجال, عن جابر, وعن ابن المسيب, وعنه مالك, وجماعة, وثقه ابن معين, وقال ابن سعد: كان مالك لا يقدم عليه في الفضل أحداً, وهم حلفاء بني النجار, مات زمن مروان الحمار).
أقول: الذهبي _ هنا _ كذّب ما في الصحيحين, بشكل أصرح من تشكيك ابن حجر؛ لأنه نسب القول: (إنه الدجال) بقوله: (كان يظن) وينبغي أن هذا الظن ذهب بثبوت العلم عنده, بحسب طريقة الفهم الإنساني. وهذا تكذيب للبخاري ومسلم من أجل أن يوثق الدجّال. حيث أنه عندهم صحابي, مسلم, مجاهد.
النووي(7):
(ابن صياد, الذي يقال له الدجال, اسمه عبد الله, ولقبه صاف, وقد ذكره الحافظ عبد الغني المقدسي في ترجمة ابنه عمارة بن عبد الله بن صياد, وعمارة هذا ثقة, واتفقوا على توثيقه, روى عنه مالك في الموطأ, في كتاب الأضحية, حديث أبي أيّوب الأنصاري: (الشاة تكفي عن أهل البيت في الأضحية) يتمم من الإكمال للمقدسي).
أقول: النووي _ أيضاً _ مرَّض القول بأنه الدجّال بكلمة: (يقال) فأين أصبحت الصحاح؟ حين يجمع هؤلاء العلماء على تكذيبها!
ابن الأثير(8):
(عبد الله) بن صياد أورده ابن شاهين وقال هو ابن صائد كان أبوه من اليهود لا يدرى ممن هو وهو الذي يقول بعض الناس أنه الدجال ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعور مختوناً، من ولده عمارة بن عبد الله بن صياد من خيار المسلمين من أصحاب سعيد بن المسيب، روى عنه مالك وغيره.
الهوامش (12) ابن حجر الإصابة 1: 6 - 8 .
(13) إلاّ إذا كان محباً لعليّ بن أبي طالب عليه السلام متفانياً له. فقد جرح البخاري وضعّف أوّل رجل بالغ, آمن بمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم وهو هند بن أبي هالة, ربيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, وابن زوجته خديجة, من أبي هالة, وقيل: هو ابن أختها, وكان عمره حين آمن عشرين سنة, أو أقل بسنتين, بينما كان عُمرُ عليٍٍّ عليه السلام ثلاث عشرة سنة, حين آمن وأسلم، ولم يضعفوه ويخرجوه عن القاعدة, إلاّ لكونه متفانياً في حب عليّ, وقد قتل بين يديه في معركة الجمل. كما ضعفوا صحابة أجلاء مثل حجر بن عدي, وغيره, من أنصار أمير المؤمنين عليه السلام. ولو أخذنا بمعايير ابن حجر للصحبة, لوجدنا أنهم يضعفون صحابة كثر, ليسوا على هواهم, بخلاف مقولتهم في تعديل كل الصحابة، ومعيار ابن حجر أنه قال: (وقد قدَّمْتُ غير مرة أنهم كانوا لا يؤمّرون في ذلك الزمان إلاّ الصحابة) الإصابة: 1: 445 و2: 603 و2: 136. ويبدو أن ابن حجر استند في إثبات الصحبة - بهذا المعيار - حسب ابن أبي شيبة, الذي قال: (كانوا لا يؤمرون في المغازي إلاّ الصحابة). الإصابة 1: 9. ولكن هذا محذوف - الآن - من مصنف ابن أبي شيبة!! وقد روى ابن كثير ما يدل على عرفهم, بأنهم لا يؤمرون إلاّ صحابياً. البداية والنهاية 4: 25. (1) تهذيب التهذيب 7: 366.
(2) يعني أن الدجال عنده صحابي مسلم مجاهد في سبيل الله وقد أدى الفروض الشرعية وأحمزها الحج والجهاد فهو من خيار المؤمنين. فماذا نريد بعد أكثر من هذا؟ يعني هو ممن لا يشكّ في توثيقه وهو القائد المجاهد! والصحيح يقول أنه الدجال الذي سيظهر آخر الزمان بروايات متعددة كما أسلفنا. ولا ندري ما حكمه عندهم إذا خرج قبل خروج المهدي لنصرة اليهود؟؟
(3) أي: تسابّا. سب أحدهما الآخر.
(4) فتحت السوس قبل أن تفتح أصبهان, وهي أقرب للعراق من أصبهان بكثير.
(5) تقريب التهذيب 1: 711.
(6) الكاشف 2: 54.
(7) الأسماء واللغات 2: 571.
(8) أسد الغابة/ ابن الأثير 3: 187.
المصدر الحداثوية والقضية المهدوية
تأليف: الشيخ نزيه محيي الدين
|