لازلت أُشعل السكائر
ولازالوا يحرقونها بأعواد ثِقاب
فكم تمنيت ان أترُكها
ولكنها مدرسه تجذب الطلاب
لكل أعمار البشر
من طفوله وشيخوخه وشباب
فأستولت على العقول وأمست
أجزاء الجسد فيها خراب
فقد نُسَميها الصديق المتفاني
وتارة نسميها العذاب
ورسمت معها كثيراً من الأحلام
فلم يسعفني حلمي
حتى في السراب
فحملتها كالماء في بئرِالحياة
وأذ بمائها يتساقط من بين القِراب
أضنتني وأهلكتني سمومُها
وأكثر ماأضناني بعد تركها
أنها تعود الى جسدي كالحراب
فأنا أحب أن أهجُرها
ولكنهم في كل لحظه
يشعلون أعواد العِقاب
فقد حطم المجرمون
حياة البسطاء
ولم يتركوا لي سوى السكائر
والسكائر والسحاب
ويشعلون سكائري
بدون أن يستأذنوا
فقد أستفحل الكُره فيهم
لأبناء البشر
وحياتهم أصبحت خِطاب
بأعواد ثِقاب
فخاطبت السحاب
أن تطفيء أمانيهم
واذ بها تختلس النظر
وتجري كالرباب
فيأست أن أطفىء سكائري
ودخلت معها حرب المستميت
واذ بحربي وحربها أمتزجت
وكانت بعمري كأس لشراب
فقد قضيت معها سبعون عاما
وسأقضي معها سبعون أُخرى
في التراب