|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.84 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
مقام الامام المهدي عليه السلام في مدينة الحلة
بتاريخ : 15-11-2009 الساعة : 01:44 AM
مقام الامام المهدي عليه السلام في مدينة الحلة كتابة: حمد علي مجيد الحلي تصوير: أحمد آل حجاب الحسني
الحلّة لغوياً:
الحلّة: بكسر الحاء المهملة وتشديد اللام , تُقال على عدّة اشياء:
1) القوم النزول وفيهم كثرة.
2) شجر شائك أصغر من العوسج.
3) علم لعدّة أماكن:
أ) حلّة بني قيل بشارع ميسان بين واسط والبصرة.
ب) حلّة بني دبيس بن عفيف الأسدي, قرب الحويزة بين واسط والبصرة والأهواز.
ج) الحلّة , قرية كبيرة قرب الموصل تسمى حلّة بني الرزاق.
د) حلّة بني مزيد, وهي المقصودة بالبحث هنا وكانت تُسمّى الجامعين.قال الحموي في كتاب (معجم البلدان) ماملخّصه: إنّ الحلّة مدينة كبيرة بين الكوفة وبغداد كانت تسمّى الجامعين، وكان أوّل من عمّرها ونزلها سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد الأسدي وذلك في محرم سنة 495هـ، وكانت أجمة تأوي إليها السباع فنزل بها بأهله وعساكره وبنى بها المساكن الجليلة والدور الفاخرة، وتأنّق أصحابه في مثل ذلك فصارت ملجأً، وقد قصدها التجّار فصارت أفخر بلاد العراق وأحسنها مدّة حياة سيف الدولة.
أقول: نورد هنا عدّة فوائد, منها أنّها سُمّيت بـ(الحلّة السيفية), نسبة إلى ممصّرها سيف الدولة صدقة, وأوّل من سمّاها بالسيفية الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في حديث مدح الحلّة الذي نذكره في الباب الثالث من كتابنا هذا, ومنها أنّها سُمّيت بـ(المزيدية), نسبة إلى الجدّ الأعلى لمؤسّسها صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد, ومنها أن (الجامعين) ذُكرت في كتاب (التاريخ الكامل) لابن الاثير قبل سنة 495هـ.
موقع الحلّة: هي بين النجف وبغداد, فهي تبعد عن بغداد نحو 100كم, وعن النجف نحو 60كم، وعن بابل نحو 7كم.
الحلّة بلدة النور: الحلّة هي وريثة بابل, وكانت بابل وسوراء وحواليهما معقل العلم قبيل الإسلام وبعده ومركز الاصطكاك العقلي بين مفكّري الأمم الهنــــدوايــرانية من الشرق والسريان والآراميين من الغرب, ثمّ صارت معقل الشيعة، ومنها كان الشيعة ببغداد يستلهمون المنعة والقوة, وبعد الاضطهاد السلجوقي لهم واحراق مكتباتهم والتجاء الشيخ الطوسي رحمه الله منها إلى النجف في سنة 448هـ, تعاون المزيديون والأكراد الجاوانيون القاطنون بمطير آباد وأسد آباد والنيل حوالي بابل مع السباسيري ببغداد فألغوا الخلافة العبّاسية في 450هـ وخطبوا للمستنصر الفاطمي، ثم بعد قتل السباسيري ورجوع الأتراك السلجوقيين والخلافة العباسية إلى بغداد, قام سيف الدولة صدقة بن دبيس المزيدي مع الجاوانيين ببناء الحلّة, فصارت مركز الشيعة وذلك في المحرّم سنة 495هـ، وبقيت كذلك حتّى سقوط بغداد 656هـ.
فكانت في حقبة من الزمن حاضرة من الحواضر العلميّة ومثابةً لطلاّب العلوم الدينية ودارسي فقه آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وقد بلغت أوجها في هذا المضمار في القرن السابع الهجري، وكان لأمتيازها هذا بواعث وأسباب، منها كونها من معاقل الشيعة الإماميّة منذ تأسيسها حتّى اليوم، ومنها قربها من مدينة النجف الأشرف التي كانت عاصمة العلم ومازالت, فإنّ هذا القُرب كان له الأثر الفاعل في إذكاء جذوة التفاعل بين الحاضرتين الشيعيتين, النجف والحلّة, فإن يأفل نور العلم فيها فتلك قبور العلماء فيها زيت النور, وإن يخفت مرّة أخرى فهاهم طلبة العلم من الحلّيين في النجف لأخذ العلم إليها, كي لا يطفئ فيها نور العلم , منذ تأسيسها إلى الآن.
|
|
|
|
|