العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية نووورا انا
نووورا انا
شيعي فاطمي
رقم العضوية : 23528
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 4,921
بمعدل : 0.84 يوميا

نووورا انا غير متصل

 عرض البوم صور نووورا انا

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي الامام الباقر عليه السلام وعصره
قديم بتاريخ : 24-11-2009 الساعة : 06:11 PM


اللهم صل على محمد وال محمد

الامــام وعصــره



من خلال مراجعة سريعة لعصر الإمام الباقر (ع) نعرف أن هدوءاً غاضباً كان يسوده قبل أن تهدر العاصفة الثائرة ، التي أطاحت بالحكم الأموي بعد وفاة الإمام الباقر (ع) ، وحملت إلى الساحة النظام العباسي في عهد الإمام الصادق (ع) .
ومن خلال الشواهد التي نستوحيها من قصص حياته (ع) نتلمس ملامح ذلك العصر .. وكيف أن إرهاصات العاصفة كانت ظاهرة هنا وهناك .
أولاً : الشاهد الأول ظاهرة عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي الذي قاد ثورةً إصلاحية من قمة هرم فمع النجاح الجزئي الذي كسبه هذا الخليفة . إلاّ أنه لم ينجح لسببين :
الأول : لأنه جاء متأخراً جّداً إذ أن الفرق الإسلامية التي تبنت معارضة الحكم الأموي كانت راسخة الجذور في الأمة .. ولم تكن تنخدع بهذه اللعبــــــة السياسيــة . وفي طليعتها شيعة أهل البيت عليهم السلام ، الذين كان وعيهم بالسياسة إلى درجة لم يكن بإمكان ابن عبد العزيز أو عبد اللـه المأمون أن يؤثرا فيهم ، وذلك بفضل ثقافتهم القرآنية . وتوعية الائمة بحقائق الإسلام . ومن أبرزها أن الحكم ليس بالوراثة أو القوة ، وانما هو بأمر الدين ، فها هو الإمام الباقر (ع) يقول لأصحابه أن أهل السماء يلعنون عمر بن عبد العزيز - وذلك حتى قبل توليه السلطة - لنستمع إلى الحديث التالي :
روى أبو بصير قال : كنت مع الباقر في المسجد إذ دخل عمر بن عبد العزيز ، وعليه ثوبان ممصران متكئاً على مولى له ، فقال :
لَيَلِيَنَّ هــذا الغلام فيظهر العدل، ويعيش أربع سنين ثم يموت فيبكي عليه أهل الارض ويلعنه أهل السماء ، قال : يجلس في مجلس لا حق له فيه ، ثم ملك وأظهر العدل جهده(1).
هكذا يعتبره الإمام ملعوناً لأنه قد جلس في مقام الخلافة الذي لا يحق له الجلوس فيه أبداً .
صحيح أن ابن عبد العزيز أعاد فدكاً إلى البيت العلوي ، وكانت فدك رمزاً لظلامة أهل البيت ، وكان ردها دليلاً عند الناس على صدق مذهبهم .
إلاّ إن الأئمـــــة لم يعبأوا بذلك ولم يعتبروه كافيــاً لحسن سلوك النظــــام ، لأن النظام كان اساسه باطـــــلاً ،
وكانت حركة الأئمة تستهدف إصلاح المجتمع من جذوره كما يفعل الأنبياء (ع) .
والحديث التالي يكشف عن طريقة تفكير طليعة الأمة فيما يتعلق بنظام عمر بن عبد العزيز ، دعنا نستمع إليه .
فقد روي أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عامله بخراسان أن أوفد إليّ من علماء بلادك مائة رجل أسألهــم عن سيرتك ، فجمعهم عامله وقال لهم ذلك ، فاعتذروا وقالوا إن لنا عيالاً وأشغالاً لا يمكننا مفارقته ، وعدله لا يقتضي إجبارنا ، ولكن قد أجمعنا على رجل منا يكون عوضنا عنده ، ولساننا لديه ، فقوله قولنــــا ، ورأيه رأينا فأوفد به العامل إليه ، فلما دخل عليه سلم وجلس ، فقال له : أخل لي المجلس ، فقال له : ولم ذلك ؟ وأنت لا تخلو أن تقول حقاً فيصدقوك ، أو تقول باطلاً فيكذبوك فقال له : ليس من أجلي اريد خلو المجلس ، ولكن من أجلك ، فإني أخاف أن يدور بيننا كلام تكره سماعه .
فأمر بإخراج أهل المجلس ثم قال له : قل ! فقال : أخبرني عن هذا الأمر من أين صار إليك ؟ فسكت طويلاً فقال لــــه : ألا تقول ؟ فقال : لا ، فقال : ولم ؟ فقال له : إن قلت بنص من اللـه ورسوله كنت كاذبـاً ، وأن قلت بإجماع المسلمين ، قلت فنحن أهل بلاد المشرق ولم نعلم بذلك ، ولم نجمع عليه ، وإن قلت بالميراث من آبائي ، قلت بنو أبيك كثير فلِمَ تفردت به دونهم ؟ فقال له : الحمد لله على اعترافك على نفسك بالحق لغيرك ، أفأرجع إلى بلادي ؟ فقال : لا فواللـه إنك لواعظ قط فقل ما عندك بعد ذلك فقال له : رأيت أن من تقدمني ظلم وغشم وجار واستأثر بفيء المسلمين ، وعلمت من نفسي أني لا استحل ذلك ، وأن المؤمنين لا شيء يكون أنقص وأخف عليهم فوليت ، فقال له : أخبرني لولم تل هذا الأمر ووليه غيرك ، وفعل ما فعل من كان قبله ، أكان يلزمك من إثمه شيء ؟ فقال : لا ، فقال له : فأراك قد شريت راحة غيرك بتعبك ، وسلامته بخطرك فقال له : إنك لواعظ قط ، فقام ليخرج ثم قال له : واللـه لقد هلك أولنا بأولكم وأوسطنا بأوسطكم ، وسيهلك آخرنا بآخركم ، واللـه المستعان عليكم ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .
وموقف الإمام من عمر بن عبد العزيز كان انتهاز الفرصة المؤاتية لتبليغ الرسالة ونصيحة الولاة ، ويصحح ما يمكن تصحيحه من أوضاع الأمة دون الإعتراف بشرعية النظام بالجملة ، وفيما يلي نقرأ حديثاً يصف دخول الإمام عليه ونصيحته له :
“ يروي هشام بن معاذ ويقول : كنت جليساً لعمر بن عبد العزيز حيث دخل المدينة ، فأمر مناديه فنادى من كانت له مظلمة أو ظلامة فليأت الباب ، فأتى محمد بن علي يعني الباقر (ع) فدخل إليه مولاه مزاحم فقال : إن محمد بن علي بالباب ، فقال له : أدخله يا مزاحم ، قال : فدخل وعمر يمسح عينيه من الدموع فقال له محمد بن علي :
ما أبكاك يا عمر ؟ فقال هشام : أبكاني كذا وكذا يا ابن رسول اللـه ، فقال محمد بن علي (ع) : يا عمر إنما الدنيا سوق من الأسواق منها خرج قوم بما ينفعهم ، ومنها خرجوا بما يضرهم ، وكم من قوم قد غرتهم بمثل الذي أصبحنا فيه ، حتى أتاهم الموت فاستوعبوا ، فخرجوا من الدنيا ملومين لما لم يأخذوا لما أحبوا من الآخرة عدة ، ولا مما كرهوا جنة ، قسم ما جمعوا من لا يحمدهم ، وصاروا إلى من لا يعذرهم ، فنحن واللـه محقوقون ، إن ننظر إلى تلك الأعمال التي كنا نغبطهم بها ، فنوافقهم فيها ، وننظر إلى تلك الأعمال التي كنا نتخوف عليهم منها ، فنكف عنها .
فاتـــق اللـه واجعل في قلبك اثنتين ، تنظر الذي تحب أن يكون معك إذا قدمت على ربك فقدِّمه بين يديك ، وتنظر الذي تكرهه أن يكون معك إذا قدمت على ربك فابتغ به البدل ، ولا تذهبن إلى سلعة قد بارت على من كان قبلك ، ترجو أن تجوز عنك ، واتق اللـه يا عمر وافتح الأبواب وسهِّل الحجاب ، وانصر المظلوم ورد المظالم . ثم قال : ثلاث من كن فيه استكمل الإيمان باللـه ، فجثا عمر على ركبتيه وقال : إيه يا أهل النبوة فقال : نعم يا عمر من إذا رضي لم يدخله رضاه في الباطل ، وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق ، ومن إذا قدر لم يتناول ما ليس له ، فدعا عمر بدواة وقرطاس وكتب : بسم اللـه الرحمن الرحيم ، هذا ما رد عمر بن عبد العزيز ظلامة محمد بن علي (ع) فدك .
ثانياً : يبدو أن بني أمية كانوا يتجنبون قتل أبناء علي (ع) بصورة ظاهرة ، للآثار السلبية التي خلفتها عليهم واقعة الطف ، وكان الأئمة بدورهم لا يجدون الظروف مؤاتية للقيام بنهضة دموية . والقصة التالية التي يذكرها الرواة تشهد بذلك ، فبعد أن نازع زيد بن الحسن الإمام الباقر في ميراث رسول اللـه استنجد بالخليفة الأموي ( عبد الملك بن مروان ) ودخل عليه وقال له : أتيتك من عند ساحر كذاب لا يحل لك تركه . فكتب عبد الملك كتاباً إلى واليه على المدينة أن يبعث إليه محمد بن علي مقيداً ، وقال لزيد : أرأيتك إن وليتك قتله قتلته ؟ قال : نعم .
ولكن عامله على المدينة استدرك الأمر وكتب إلى الخليفة : إن الرجل الذي أردته لا يوجد اليوم على وجه الأرض أعف منه ولا أزهد ولا أورع منه ، وإنه ليقرأ في محرابه فيجتمع الطير والسباع تعجباً لصوته ، وإن قراءته وكتبه مزامير داود ، وإنه من أعلم الناس ، وارق الناس ، وأشد الناس اجتهاداً وعبادةً ، وأضاف في كتابــه : وكرهت لأمير المؤمنين التعرض له ، فإن اللـه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهـم ..
وهكذا تراجع عبد الملك مما بدر منه . وبعد أن اكتشف كذب زيد بن الحسن أخذه وقيَّده وهيَّـأه ، وقال له : لولا أني أريد أن لا أبتلى بدم أحد منكم لقتلتك . ثم كتب إلى الإمام الباقر (ع) بعثت إليك بابن عمك فأحسن أدبه(2).
من هذه القصة نعرف أن ملوك بني أمية كانوا يتجنبون ما أمكنهم قتل أولاد علي (ع) بصورة ظاهرة .
ثالثاً : كانت المعارضـــة العلنية لحكم بني أميــــة أصبحت معروفة ، ويـــــروي التاريخ بعض النماذج منهـــا ونذكر فيما يلي اثنين منها :
1- يحكي الديلمي قصة طريفة في كتابه إعلام الدين يقول :
قال رجل لعبد الملك بن مروان أُناظرك وأنا آمن ، قال : نعم ، فقال : أخبرني عن هذا الأمر الذي صار إليك أبنص من اللـه ورسوله ؟ قال : لا ، قال : اجتمعت الأمة فترضّوا بك ؟ قال : لا ، فقال : فكانت لك بيعة في أعناقهم فرضوا بها ؟ قال : لا ، قال : فاختارك أهل الشورى ؟ قال : لا ، قال : أفليس قد قهرتهم على أمرهم ، واستأثرت بغيثهم ، دونهم ؟ قال : بلى ، قال : فبأي شيء سُميت أمير المؤمنين ؟ ولم يؤمرك اللـه ورسوله ولا المسلمون ، قال له أخرج عن بلادي وإلاّ قتلتك ، قال : ليس هذا جواب أهل العدل والإنصاف ، ثم خرج عنه(3).
2- وقصة أخرى ينقلها الشيخ الطوسي في أماليه عن الشيخ المفيد عن الثمالي قال :
حدثني من حضر عبد الملك بن مروان وهو يخطب الناس بمكة ، فلما صار إلى موضع العظة من خطبته ، قام إليه رجل فقال له : مهلاً مهلاً ، إنكم تأمرون ولا تأتمرون ، وتنهون ولاتنتهون ، وتعظون ولا تتعظون ، أفاقتداء بسيرتكم أم طاعة لأمركم ؟ فإن قلتم اقتداءً بسيرتنا فكيف يقتدى بسيرة الظالمين ، ومــا الحجة في اتباع المجرمين الذين اتخذوا مال اللـه دولاً ، وجعلوا عباد اللـه خولاً ، وإن قلتم أطيعوا أمرنا ، واقبلوا نصحنا ، فكيف ينصح غيره من لم ينصح نفسه ؟ أم كيف تجب طاعة من لم تثبت له عدالة ؟ وإن قلتم خذوا الحكمة من حيث وجدتموها ، واقبلوا العظة ممن سمعتموها ، فلعل فينا من هو أفصح بصنوف العظات وأعرف بوجوه اللغات منكم ، فتزحزحوا عنها وأطلقوا أقفالها وخلّوا سبيلها ، ينتدب لها الذين شردتهم في البلاد ، ونقلتموهم عن مستقرهم إلى كل واد ، فواللـه ما قلدناكم أزمة أمورنا ، وحكمناكم في أموالنا وابداننا وأدياننا ، لتسيروا فينا بسيرة الجبارين ، غير أنا بصراء بأنفسنا لاستيفاء المدة وبلوغ الغاية وتمام المحنة ، ولكل قائم منكم يوم لا يعدوه ، وكتاب لابدّ أن يتلوه ، لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصاها ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ، قال : فقام إليه بعض أصحابه المسالح ، فقبض عليه ، وكان آخر عهدنا به ، ولا ندري ما كانت حاله(4).
رابعاً : خروج الإمام إلى الشام .
إن حادثة استدعاء هشام بن عبد الملك الإمام الباقر (ع) من المدينة إلى الشام ، تكشف عن طبيعة علاقة الإمام بالسلطة السياسية ، وما كان يعانيه منها ، وكيف كان يتحداها ، ونحن إذ نثبت نصّاً تاريخياً فيها ندع للقارئ فرصة التأمل فيها ، على أن النصوص مختلفة في تفاصيل هذه الواقعة وإنما نذكر أكثرها تفصيلاً بإذن اللـه .



يتبع...


من مواضيع : نووورا انا 0 بواطن الرحمة الإلهية في ظواهر الشرور السفيانية
0 علامات الظهور بين الأولويات والانحراف
0 الابـــــــــــــــــلّة
0 شيعة البحرين تجذّر المواطنة ونابضية الولاء
0 شيعة باكستان والحصانة العقدية
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 10:36 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية