مأجورين .. بذكرى استشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام
بتاريخ : 27-03-2007 الساعة : 09:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
نبذة مختصرة عن حياة الإمام أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام
ولادته ..
في ربوع المدينة المنورة .. مهبط الوحي ، وموطن الملائكة ، ومدرسة أهل البيت عليهم السلام وُلِدَ الإمام الحسن العسكري عليه السلام .. سنة ( 232هـ ) وانتقل مع أبيه إلى سامراء سنة ( 234هـ) بعد أن استدعاه المتوكل العباسي إليها .. وصحب أباه وعاش معه ثلاثا وعشرين سنة وأشهرا
أمه ..
أمه أم ولد يقال لها سوسن و قيل حديث ، و قيل سليل .و هو الأصح و كانت من العارفات الصالحات
ملامح من صفاته عليه السلام ..
من الظواهر الإعجازية ، والدلائل العظيمة التي تشير إلى مميزات وخصائص أهل البيت عليهم السلام ، خشيتهم وورعهم وعبادتهم المبكرة لله سبحانه وتعالى منذ سن الطفولة .. وهذه المميزات حملها الإمام العسكري عليه السلام ،
روى المؤرخون .. إن شخصا مر ، بالإمام وهو واقف مع أترابه من الصبيان ، يبكي فظن ذلك الشخص أن هذا الصغير يبكي متحسرا على ما في أيدي أترابه من اللعب ، فقال له : أأشتري لك ما تلعب به ، فرد عليه الإمام العسكري : لا .. ما للعب خلقنا
وبهر الرجل من كلامه فقال له : لماذا خلقنا ..؟؟
قال عليه السلام : للعلم والعبادة
قال له الرجل : من أين لك هذا ..؟؟
فرد عليه السلام : من قوله تعالى : " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا "
وبهت الرجل ، ووقف حائرا ، وقال : ما نزل بك .. وأنت صغير لا ذنب لك ..!
فقال عليه السلام : إليك عني .. إني رأيت والدتي تقود النار بالحطب الكبار ، فلا تتقد إلا بالصغار ، وإني أخشى أن أكون من صغار حطب جهنم "
من كراماته (عليه السلام):
لما حبسه المعتمد العباسي عند ـ صالح بن وصيف ـ طلب جماعة من العباسيين أن يضيِّق عليه ويعامله معاملة خشنة فقال لهم صالح: ما أصنع وقد وكلت به رجلين شرسين أشر ما يكونان فصارا من العبادة والصلاة والصيام على جانب عظيم. ثم أحضرهما فقال لهما: ما شأنكما في أمر هذا الرجل؟ قالا ما نقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كله ولا يتشاغل بغيرعبادة فإذا نظر إلينا إرتعدت فرائصنا وداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا ..
من وصايا الإمام الحسن العسكري (عليه السلام ) :
قال الإمام العسكري عليه السلام : أوصيكم بتقوى الله والورع في دينكم وصدق الحديث وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من برّ أو فاجر، وطول السجود وحسن الجوار .
وقال : ليس العبادة كثرة الصيام والصلاة وإنما هي كثرة التفكر في أمر الله .
بئس عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين. يطري أخاه شاهداً ويأكله غائباً. إن أعطي حسده وإن ابتلي خذله .
كفاك أدباً تجنبك ما تكره من غيرك. خير إخوانك من نسي ذنبك وذكر إحسانك إليه .
الإمام العسكري والخليفة من بعده ..
روى أحمد بن إسحاق بن سعيد الأشعري .. قال : دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام ، وأنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده
فقال لي مبتدئا .. يا أحمد بن إسحاق .. إن الله تبارك وتعالى ، لم يخل الأرض منذ خلق آدم ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة ، من حجة لله على خلقه .. به يدفع البلاء عن أهل الأرض ، وبه ينزل الغيث ، وبه يخرج بركات الأرض
فقلت له : يا ابن رسول الله .. قمن الإمام والخليفة من بعدك ..؟؟
فنهض عليه السلام مسرعا فدخل البيت ، ثم خرج وعلى عاتقه غلام كأن وجهه القمر ليلة البدر ،
من أبناء ثلاث سنين ، فقال : يا أحمد لولا كرامتك على الله عز وجل ، وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا ، إنه سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنيته .. الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت ظلما وجورا ، يا أحمد .. مثله في هذه الأمة مثل الخضر .. ومثل ذي القرنين ، والله ليغيبنّ غيبة لا ينجو من الهلكة فيها من ثبّته الله على القول بإمامته ، ووفقه للدعاء بتعجيل فرجه
فقال أحمد بن اسحاق : فهل من علامة يظمئن إليها قلبي .. فنظق الغلام .. فقال : أنا بقية الله في أرضه والمنقم من أعدائه ، ولا تطلب أثرا بعد عين ..!
فقال أحمد : فخرجت مسرورا فرحا .. فلما كان في الغد ، عدت إلى الإمام العسكري ، فقلت يا ابن رسول الله لقد عظم سروري بما مننت به علي فما السنة الجارية في الخضر وذي القرنين ..؟
قال عليه السلام : طول الغيبة .. قلت : يا ابن رسول الله .. وإن غيبته لتطول ..؟؟
قال : إي وربي .. حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به .. ولا يبقى إلا من أخذ الله عز وجل منه عهدا لولايتنا .. وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه
يا أحمد .. هذا أمر من الله ، وسر من سر الله ، وغيب من غيب الله .. فخذ ما آتيتك واكتمه وكن من الشاكرين تكن معنا في عليين
استشهاد الإمام العسكري عليه السلام ..
استشهد الإمام العسكري (عليه السلام ) سنة 260 من الهجرة بعد أربع سنوات مرّت من خلافة أحمد بن جعفر المتوكل المعروف .. بالمعتمد العباسي ( لعنه الله ) .. بعد مرض رافقه ثمانية أيام نتيجة عمل عدواني قام به المعتمد العباسي فدسَّ إليه من وضع السمّْ في طعامه.
وجاء في رواية الصدوق في الإكمال بسنده إلى أبي الأديان أنه قال : كنت أخدم الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السلام ) .. وأحمل كتبه إلى الأمصار فدخلت إليه في علّته التي توفى فيها فكتب كتباً وقال: تمضي بها إلى المدائن ، فخرجت بالكتب وأخذت جواباتها ورجعت إلى - سُرَّ من رأى - يوم الخامس عشر فإذا أنا بالداعية في داره ، وجعفر بن علي بباب الدار والشيعة حوله يعزونه ويهنئونه. فقلت في نفسي: إن يكن هذا الإمام فقد حالت الإمامة. ثم خرج عقيد الخادم فقال : يا سيدي قد كفن أخوك فقم للصلاة عليه فدخل جعفر والحاضرون فتقدم جعفر بن علي ( وهو أخ الإمام العسكري ) ليصلي عليه فلما همَّ بالتكبير.. خرج صبي بوجهه سُمرة وبأسنانه تفليح فجذب رداء جعفر بن علي وقال : ( تأخر يا عم أنا أحق منك بالصلاة على أبي ، فتأخر جعفر وتقدم الصبي فصلى عليه .. ودُفِنَ الإمام العسكري عليه السلام .. إلى جانب قبر أبيه الإمام الهادي عليه السلام في سامراء .. حيث مشهدهما كعبة للوافدين وملاذاً لمحبي أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.. يتبركون به ويتوسلون إلى الله سيحانه بحرمة من دفن في ثراه أن يدخلهم في رحمته ويجعلهم على الحق والهدى .