[هشام حيدر]

يعلم الجميع ان الغالبية العظمى من الناخبين في العراق لم يقرؤا البرنامج الانتخابي لاية قائمة من القوائم المتنافسة عليه فان هذا البرنامج لايعد معيارا لتقدم هذه القائمة او تلك على غيرها !
عليه فلابد من وجود عوامل اخرى مهمة تؤثر في سير الانتخابات والنتائج المترشحة عنها لاسيما ان كانت غير خاضعة لمقاييس منطقية كما تشير الى ذلك نتائج الانتخابات الاخيرة وفق البحث الذي سبق نشره على الرابط..
http://drhusham.jeeran.com/election.htm
قبل اكثر من عام نشرت مقالا بعنوان (التفصيل الكامل لما قبل مباراة انتخابات مجالس المحافظات التي حكمها طاقم (امناء) المفوضية (المستغلة)) على الرابط
http://www.burathanews.com/news_article_76009.html
خلصنا منه الى ان القائمين على اللعبة قادرون على تشخيص انصار هذا الحزب او ذاك بكل دقة وسهولة من خلال نتائج الانتخابات السابقة وعبر احداثيات البطاقة التموينية حيث يشخص المركز والوكيل فيعلم هؤلاء ان غالبية ناخبي الوكيل س هم من انصار الحزب ص !
وحيث ان المفوضية (المستقلة) تتعاطى قاعدة بيانات وزارة التجارة سيئة الصيت فان بامكان كلا الطرفين اقصاء اية مجموعة من الناخبين من خلال شطب غالبية اسماء ناخبي الوكيل المعني او ادراجها ضمن سجل اخر لايعلمه الناخب او ان يتم تنسيب ناخبي الوكيل المعني على مركز اقتراع بعيد يضمن احجام غالبية الناخبين عن البحث عنه او الذهاب اليه ...... !!
وان ذهبوا......فسيجدون السجل خاليا من معظم الاسماء !!
وارجو ان لايتحدث احد عن تقصير المواطن في تحديث سجل الناخبين لان هذه الحالة تكررت مع كل انتخابات ولانها لاتحدث في الدول الاخرى ولان هذه (الاخطاء) وسقوط الاسماء من السجل لاتحدث عند نهاية كل عام مع استبدال البطاقة التموينية عند الوكيل....هذا من جهة ...من جهة ثانية فان وقائع مسجلة ومثبتة حول اسماء قامت بالتحديث ومع ذلك لم تظهر اسمائها في سجل الناخبين !

نعود فنقول.. نعلم عائدية وزارة التجارة اولا كذلك نعلم عائدية وزارة التربية التي يشرف منتسبوها على الانتخابات حيث اصبحوا كوادر اقتراع وحيث اصبح مدراء المدارس مدراء لمراكز الاقتراع ونعلم خلفية مدراء التربية في المحافظات وكيفية تسمية مدراء المدارس !
وقد تطرقت الى حادثة من هذا القبيل في مقال بعنوان (الضمير المستمر...والضمير المتناوب!!) سابقا وهي تدور حول قصة حقيقية ابطالها مدير مدرسة وواحد من المعلمين الذين علموا ككادر مفوضية يوم الاقتراع !
http://www.burathanews.com/news_article_89585.html
وهنا اشدد على ضرورة مراجعة ماورد على الروابط حيث تجنبت التوسع في التفاصيل اعتمادا على ماتم تناوله في تلك المقالات سابقا!
وكنت كذلك قد اشكلت على قضية الوقت الذي يتطلبه اعلان النتائج وهو مالايحدث في اكثر الدول تخلفا فكيف يحدث في العراق مع (الدعم) الاممي والامريكي والعربي ......والصربي ..؟؟!
مؤخرا وقفت على الغاية من هذا التاخير حيث تبين ان الغرض هو كسب الوقت لغرض اتاحة الفرصة للتلاعب وفقا لما يلي :
قد يتسائل البعض عن طرق التلاعب بالاصوات وعلاقة الوقت بذلك ان كان الامر خاضعا لبرنامج ادخال البيانات لكني اشير الى ان هناك طرقا اخرى للتلاعب اليدوي القانوني بعيدا عن التلاعب البرمجي !
يعلم الجميع او البعض على الاقل ان المفوضية قامت بشطب نتائج بعض المراكز او الصناديق لاسباب مختلفة حيث صرح قاسم العبودي يوم اعلان النتائج ان المفوضية قامت بشطب نتائج محطات وصناديق (مخالفة للضوابط ) اكثر من تلك التي قدمت حولها الشكاوى من قبل الكيانات ونتطرق في ادناه الى بعض تلك الاسباب التي توصلنا اليها ....
1-الغاء نتائج احد المراكز بسبب منع مدير المركز مراقبي الكيانات من الدخول لبعض الوقت !!
وهذه اسهل الطرق واكثرها افتضاحا والحال انه يجب تقديم مدير المركر للقضاء لمحاسبته على فعلته ومعرفة الدافع والمستفيد ولانفهم سبب التغاضي عن تصرفه والاكتفاء بالغاء النتائج !!
2-الغاء نتائج بعض الصناديق لاسباب منها:
ا-نقص في عدد الاقفال!
ب-اختلاف في تسسلسل ارقام تلك الاقفال مع ماهو مثبت !
ج-كسر بعض الاقفال!
د-تعرض بعض الصناديق للكسر او الحاق بعض الاضرار بها!
ولم تنحصر قضية كسر الصناديق على حالتها قبل وصولها المفوضية بل ان الامر تكرر داخل المفوضية وكان التبرير دوما هو (احتمال سوء النقل من قبل العمال)...!!

3-وجود حالات الشطب او التغيير في الارقام الموجودة على بعض الاستمارات النهائية لبعض المراكز او المحطات الانتخابية بما يؤدي الى الغاء تلك الاستمارات وعدم اعتماد نتائجها.. وعلى طريقة (وشهد شاهد من اهلها)..نستشهد بما يقوله المقدم على قناة (افاق)!!
http://www.youtube.com/watch?v=cdwee0GJMdU
وهاهو ينقل كيف تمت سرقة الائتلاف مثلا...انتبه للدقيقة 2.40 كذلك الدقيقة 3.10

والحقيقة ان كل هذا مثار استغراب وموضع تساؤل مشروع...لماذا تمرر هذه (الاخطاء)دون ان يتم فتح تحقيق موسع حولها ومحاسبة المقصرين اولا!
وثانيا تفرز وتشخص المراكز والمحطات والصناديق والاستمارات الملغاة ليعلم الجميع عائدية تلك الاصوات والجهة المتضررة الاكبر من هذه ..(الاخطاء)!
ورغم كل ماورد اعلاه قد يشكل البعض ويعترض على طروحاتي وينسبها (لكثرة مشاهدتي للافلام البوليسية) او بسبب ترسخ (نظرية المؤامرة في عقول شعوب العالم الثالث المتخلفة)...!
اقول...ماشي !
وتجاوزا على كل الحقائق والاستفسارات المشروعة اعلاه فليجبني احدكم ....(كيف علم المشهداني بعدد مقاعد الائتلاف قبل الانتخابات)..؟؟
http://www.youtube.com/watch?v=V9lBMUFVpw4
هاهو يعترف بحقائق خطيرة حول الانتخابات السابقة والاخيرة !!

اعتقد ان الصورة باتت واضحة الان فلنتطرق اذن لقضية الوقت والتلاعب بالصناديق والاصوات !
يعلم الجميع انه لو حصل كيان معين على 40الف صوت وكان القاسم الانتخابي هو 40100صوت فان هذا الكيان لن يحصل على مقعد في تلك المحافظة !
عليه فان هذا الكيان لو حصل على 40200 صوت فانه سيحصل على مقعد واحد ولكن مع الغاء نتيجة محطة واحدة حصل منها على 180 صوت مثلا فانه سيخسر كل الاصوات الاخرى المتبقية وهذا يعني خسارة مقعد !!
السفارة الامريكية والتي تسمى بالسفارة ظلما لانها اكبر (سفارة)في العالم يفوق عدد منتسبيها عدد مواطني دولة مثل الفاتيكان مثلا ..لم تنشأ بهذا الحجم لاجل استمتاع كادرها بليل بغداد قطعا ولكنهم بلاشك يعملون كخلية نحل لادارة اكبر ملف يؤرق الساسة الاميركان!
وان اهم مفصل في هذا الملف هو المفصل الانتخابي الذي يغني عن الانقلابات والمؤامرات الكبرى !
يجلس هؤلاء لمراقبة النتائج القادمة من المحافظات حيث تدرس كلا على حدة وحسب الرغبة الامريكية تصعد حظوظ هذا الطرف او ذاك والعكس صحيح !
ثم يصار الى حساب النتائج النهائية فيجدون انه يتطلب ان يرفع هذا الطرف بواقع كذا مقعد وان ينقص من طرف اخر كذا مقعد وهذا يتطلب شطب كذا عدد من اصوات هذا الكيان وتحتسب معها العتبة الانتخابية .....وهكذا!!

وان كان (الروج) لصالح المالكي كانت حميدة الحسيني نجم الشاشة وان كانت العملية علاوية تحول المايك الى اخينا سعد الرواي وهكذا!
ولايفوتني هنا ان انوه الى ماوصلني من بعض الطرق التي تمكن البعض من خلالها من ادخال عدد كبير من الاصوات بطرق غير قانونية داخل المركز الانتخابي تلخصت بالاتي :
1-الاعتماد على قادة الوحدات العسكرية واستخدام تاثيرهم على منتسبي وحداتهم وتهديداتهم لاسيما اذا علمنا عائدية معظم الامرين والقادة في الجيش والشرطة مع خوف هؤلاء المنتسبين لان كل صندوق يمكن ان يشخص السرية التي صوتت بالتحديد وبالتالي امكان معاقبتها او مكافئتها باجازة في اقل التقديرات وهي اكبر امنية للجندي !

2-ادخال اعداد كبيرة من المصوتين الى المستشفيات قبل يوم التصويت الخاص وخروجهم بعد ذلك حيث يقومون بالتصويت داخل المستشفى ثم التصويت في يوم الانتخابات الطبيعي !
3- في يوم الانتخابات يقوم بدور البطولة الموظف المشرف على سجل الناخبين داخل المحطة الانتخابية !
يدخل الناخب الى هذا الموظف فيطلب الاخير هوية الاول ويبحث عن اسمه في السجل ثم يطلب منه ان يوقع امام اسمه وبعدها يذهب الناخب لاستلام ورقة الاقتراع...هذا هو السياق!
مايحدث هو ان هذا الموظف قد اتفق مع عدد معين لاوجود لاسمائهم في سجل الناخبين ولايعلم احد بذلك طبعا لانه هو المسؤول عن السجل فيعرضون وثائقهم امامه بشكل طبيعي ويبدو وكان اسمائهم موجودة ثم يختار احد الاسماء التي لم تنتخب فيطلب من الناخب (المزور) ان يوقع امامه !
ويتركز وقت العملية عند العصر وقبيل وقت اغلاق المركز الانتخابي لتضائل امكانية حضور الناخب الاصلي وفي حالة حضوره يتعامل مع الامر وكان احدهم وقع امام اسمه خطأ بفارق اسم قبله او بعده وهكذا!
علما ان الحبر البنفجسي ان تم غسله بالكلور (القاصر) فانه يزول تماما مهما تكررت العملية !
عليه فان الموظف المشرف على سجل الناخبين يقوم بواحد من اخطر الادوار على الاطلاق !!

كما لايفوتني ان اسخر من قضية المراقبين الدوليين والصحافة التي تتواجد في اوقات واماكن محددة تجري العملية خلالها وفق ادق السياقات وتطبق كافة التعليمات فيصرح هذا المراقب ان العملية مستوفية لكافة المعايير الدولية ويسجل هذا في سجل الزوار ويكتب تقريرا بذلك وخير رد على ذلك ماحدث في مركز الكاظمي في الناصرية وهو المركز الذي خصص لمراقبة المراقبين الدوليين وحضور الصحافة في انتخابات مجالس المحافظات لكنه كان اكثر المراكز التي تعرضت لطعون وشكاوى ادت لاحقا الى الغاء نتائجه رغم اشادة كل.....المراقبين ورجال الاعلام!

اخيرا اعتقد اني قد قمت بنقل خبرات وفنون (بعض الاحزاب) في ادارة الانتخابات لذا اظن ان على الجهات المستفيدة لاحقا ان تحدد (عمولتي) سلفا !!
فهذه خلاصة جهود مضنية بذلتها انا وبذلوها هم من قبلي ........!!
تضحكون ؟ اضحكوا !
فان شر البلية مايضحك!

هشام حيدر
الناصرية