اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق الامام الكاظم
[ مشاهدة المشاركة ]
|
اللهم صلي على محمد وال محمد
جزيل الشكر لكم اختي وفقكم الله تعالى
حقيقتا انا مرة اعترضت على هذه الامر
وما اعرف السبب لان اعتقد ان الله رحيم كريم
او لاني سمعت محاضرة تقول بضعف الحديث
ارجو منكم البحث اكثر لكي اصحح خطائي
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله خالق الخلق جاعل الملائكة رسلا أولي بئس شديد
أكرمنا بحب أهل بيت النبوة وجعلنا لهم برحمته لنا من التابعين
سلامٌ من الله عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أخی
الحج يحمل في طيّاته الخير الكثير للأمة الإسلامية إن فهم المسلمون أهدافه وفوائده , وتبصروا بآدابه وفلسفاته وأسراره.
وفي حالة عدم الإحاطة بكنه أسرار الحج سيكون الحج مجرد عبادة جافة لا يستفيد منها الحاج , وكمثال على ذلك عندما أنزل الله القرآن الكريم هل أنزله من أجل أن يتلوه المسلمون للثواب والتبرك وقراءته على الأموات وطلب الأجر فقط ؟ أم من أجل تطبيق تعاليمه والعمل بما فيه .
الحج كذلك لم يفرضه الله تعالى من أجل الثواب والأجر فقط بل لأجل أن يستفيد منه المسلمون في حياتهم الدنيوية والأخروية , وهكذا باقي السنن والفرائض والتعاليم كلها لأجل التطبيق مقرونا ً بطلب الإثابة منه تعالى .
انظر كيف عبّر مولانا الإمام السجاد علیه السلام في رسالة الحقوق عن الحج : (وحق الحج أن تعلم أنه وفادة إلى ربك , وفرارٌ إليه من ذنوبك, وبه قبول توبتك وقضاء الغرض الذي أوجبه عليك ) .[1]
من هنا كنت أرى أن التركيز على الجانب الفقهي في الحج غيّب الجانب المعنوي الذي لا يقل أهمية ً عن الجانب الفقهي , إذ كلاهما يكمل الآخر , فلكل عبادة باطن وظاهر , فما لم يقف الإنسان على بواطنها فإنه يفقد الفوائد التي أشرنا إليها .
أيضا إن
في كل عمل من أعمال الحج فلسفة هي التي دعت ظاهرا ً هذا الجزء من الحج بكيفية معينة محدودة فما من عمل إلا وله فلسفة, قد تكون ظاهرة وقد لا تكون كذلك , وقد ألف الشيخ الصدوق قدس الله نفسه كتابا ً جمع فيه كل ما وجد من روايات تذكر علة لحكم( أي أمر وجودي أو عدمي ) في الكون .
من هنا نرى أن الوقوف على فلسفة العبادة يعين على الاستفادة منها .
وفي كل عبادة يجب الإتيان بآداب ظاهرية وآداب معنوية في داخل قلب الإنسان , وهذه الآداب توصل العبادة إلى مستوى أرفع من العبادة المجردة , لأن المتأدب يكون مستحضرا ً ربه في كل آناته ولحظاته .فعن أمير المؤمنين (علیه السلام) : ” لا خير في عبادة بلا تفكر ” .والعبادات لا تخلو من الأسرار , وكم غابت عنا كثير من أسرار العبادات فأضعنا بركاتها وعطاءها .
إذن الحج الحقيقي :
هو الذي يكون عن معرفة وإخلاص لله تعالى, بل كل عباده أمرنا الله تعالى أن نأتي بها مقرونة بالإخلاص : (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )[2]
يتوجه كثير من الناس إلى الحج, ولكن ما هو الحج الحقيقي الذي تحدث عنه القرآن الكريم والسنة المطهرة.
وقد ورد عن عبد الرحمن بن كثير قال: " حججت ُ مع أبي عبد الله علیه السلام , فلما صرنا في بعض الطريق , صعد على جبل فأشرف فنظر إلى الناس فقال " ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج" [3]
إن الحج ليس بالذهاب بهذا الجسم, بل المطلوب الروح الطاهرة النقية.
وبنظرة فاحصة نجد أن الرواية تحكي الواقع, فالحج عند بعضهم نزهة وعند البعض الآخر تجارة وعند صنف ثالث مجرد فرض لا يفهم منه سوى أسمه .
[1]- شرح رسالة الحقوق للسيد القبانجي 1/331.
[2]- سورة التوبة : 31 .
[3]- بحار الأنوار 30/18
..
ودمتم محاطين بالألطاف المهدويه..