|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 50447
|
الإنتساب : May 2010
|
المشاركات : 506
|
بمعدل : 0.10 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
الايام الاخيرة من حياة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم
بتاريخ : 23-09-2010 الساعة : 12:15 AM
الايام الاخيرة من حياة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم
روى الشيخ الصدوق في كتاب الأمالي ، ص 732 : عن ابن عباس ، قال :
لما مرض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعنده أصحابه ، قام إليه عمار بن ياسر ( رضي الله عنه ) ، فقال له : فداك أبي وأمي يا رسول الله ، من يغسلك منا ، إذا كان ذلك منك ؟ قال : ذاك علي بن أبي طالب ، لانه لا يهم بعضو من أعضائي إلا أعانته الملائكة على ذلك .
فقال له : فداك أبي وأمي يا رسول الله ، فمن يصلي عليك منا إذا كان ذلك منك؟ قال : مه رحمك الله .
ثم قال لعلي ( عليه السلام ) : يا بن أبي طالب ، إذا رأيت روحي قد فارقت جسدي فاغسلني وأنق غسلي ، وكفني في طمري هذين ، أو في بياض مصر ، وبرد يمان ، ولا تغال في كفني ، واحملوني حتى تضعوني على شفير قبري ، فأول من يصلي علي الجبار جل جلاله من فوق عرشه ، ثم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في جنود من الملائكة لا يحصي عددهم إلا الله عزوجل ، ثم الحافون بالعرش ، ثم سكان أهل سماء فسماء ، ثم جل أهل بيتي ونسائي الاقربون فالاقربون ، يومئون إيماء ، ويسلمون تسليما ، لا تؤذوني بصوت نادبة ولا رنة (الرنة : الصوت الحزين عند البكاء) .
ثم قال : يا بلال ، هلم علي بالناس ، فاجتمع الناس فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) متعصبا بعمامته ، متوكئا على قوسه حتى صعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : معاشر أصحابي ، أي نبي كنت لكم ! ألم أجاهد بين أظهركم ، ألم تكسر رباعيتي ، ألم يعفر جبيني ، ألم تسل الدماء على حر وجهي ( الحر من الوجه : مابدا من الوجنة ) حتى لثقت ( أي اخضلت ) لحيتي ، ألم أكابد الشدة والجهد مع جهال قومي ، ألم أربط حجر المجاعة على بطني ؟
قالوا : بلى يا رسول الله ، لقد كنت لله صابرا ، وعن منكر بلاء الله ناهيا ، فجزاك الله عنا أفضل الجزاء .
قال : وأنتم فجزاكم الله .
ثم قال : إن ربي عزوجل حكم وأقسم أن لا يجوزه ظلم ظالم ، فناشدتكم بالله أي رجل منكم كانت له قبل محمد مظلمة إلا قام فليقتص منه ، فالقصاص في دار الدنيا أحب إلي من القصاص في دار الآخرة على رؤوس الملائكة والانبياء . فقام إليه رجل من أقصى القوم يقال له سوادة بن قيس ، فقال له : فداك أبي وأمي يا رسول الله ، إنك لما أقبلت من الطائف استقبلتك وأنت على ناقتك العضباء وبيدك القضيب الممشوق ( الممشوق من القضبان : الطويل الدقيق ) ، فرفعت القضيب وأنت تريد الراحلة فأصاب بطني ، فلا أدري عمدا أو خطأ . فقال معاذ الله أن أكون تعمدت . ثم قال : يا بلال ، قم إلى منزل فاطمة فأتني بالقضيب الممشوق .
فخرج بلال وهو ينادي في سكك المدينة : معاشر الناس ، من ذا الذي يعطي القصاص من نفسه قبل يوم القيامة ؟ فهذا محمد ( صلى الله عليه وآله ) يعطي القصاص من نفسه قبل يوم القيامة ! وطرق بلال الباب على فاطمة ( عليها السلام ) وهو يقول : يا فاطمة ، قومي فوالدك يريد القضيب الممشوق .
فأقبلت فاطمة ( عليها السلام ) وهي تقول : يا بلال ، وما يصنع والدي بالقضيب ، وليس هذا يوم القضيب ؟ فقال بلال : يا فاطمة ، أما علمت أن والدك قد صعد المنبر وهو يودع أهل الدين والدنيا ! فصاحت فاطمة ( عليها السلام ) وهي تقول : واغماه لغمك يا أبتاه ، من للفقراء والمساكين وابن السبيل يا حبيب الله وحبيب القلوب ؟ ثم ناولت بلالا القضيب ، فخرج حتى ناوله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أين الشيخ ؟
فقال الشيخ : ها أنا ذا يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ؟
فقال : تعال فاقتص مني حتى ترضى . فقال الشيخ : فاكشف لي عن بطنك يا رسول الله ، فكشف ( صلى الله عليه وآله ) عن بطنه ، فقال الشيخ : بأبي أنت وامي يا رسول الله ، أتأذن لي أن أضع فمي على بطنك ؟ فأذن له ، فقال : أعوذ بموضع القصاص من بطن رسول الله من النار يوم النار .
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا سوادة بن قيس ، أتعفو أم تقتص ؟
فقال : بل أعفو يا رسول الله .
فقال ( صلى الله عليه وآله ) : اللهم اعف عن سوادة بن قيس كما عفا عن نبيك محمد .
ثم قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فدخل بيت ام سلمة وهو يقول : رب سلم أمة محمد من النار ، ويسر عليهم الحساب . فقالت أم سلمة : يا رسول الله ، ما لي أراك مغموما متغير اللون ! فقال : نعيت إلي نفسي هذه الساعة ، فسلام لك مني في الدنيا ،
فلا تسمعين بعد هذا اليوم صوت محمد أبدا .
فقالت أم سلمة : واحزناه حزنا لا تدركه الندامة عليك يا محمداه .
ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) : ادعي لي حبيبة قلبي ، وقرة عيني فاطمة تجئ .
فجاءت فاطمة ( عليها السلام ) وهي تقول : نفسي لنفسك الفداء ، ووجهي لوجهك الوقاء يا أبتاه ، ألا تكلمني كلمة ؟ فإني أنظر إليك وأراك مفارق الدنيا ، وأرى عساكر الموت تغشاك شديدا .
فقال لها : يا بنية ، إني مفارقك ، فسلام عليك مني .
قالت : يا أبتاه ، فأين الملتقى يوم القيامة ؟
قال : عند الحساب .
قالت : فإن لم ألقك عند الحساب ؟
قال : عند الشفاعة لامتي .
قالت : فإن لم ألقك عند الشفاعة لامتك ؟
قال : عند الصراط ، جبرئيل عن يميني ، وميكائيل عن يساري ، والملائكة من خلفي وقدامي ينادون : رب سلم أمة محمد من النار ، ويسر عليهم الحساب .
فقالت فاطمة ( عليها السلام ) : فأين والدتي خديجة ؟
قال : في قصر له أربعة أبواب إلى الجنة .
ثم أغمي على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فدخل بلال وهو يقول : الصلاة رحمك الله ، فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وصلى بالناس ، وخفف الصلاة .
ثم قال : ادعوا لي علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد ، فجاءا فوضع ( صلى الله عليه وآله ) يده على عاتق علي ( عليه السلام ) ، والاخرى على اسامة ، ثم قال : انطلقا بي إلى فاطمة . فجاءا به حتى وضع رأسه في حجرها ، فإذا الحسن والحسين ( عليهما السلام ) يبكيان ويصطرخان وهما يقولان : أنفسنا لنفسك الفداء ، ووجوهنا لوجهك الوقاء .
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من هذان يا علي ؟
قال : هذان ابناك الحسن والحسين . فعانقهما وقبلهما ، وكان الحسن ( عليه السلام ) أشد بكاء ، فقال له : كف يا حسن ، فقد شققت على رسول الله .
فنزل ملك الموت ( عليه السلام ) ، فقال : السلام عليك يا رسول الله .
قال : وعليك السلام ، يا ملك الموت ، لي إليك حاجة .
قال : وما حاجتك يا نبي الله ؟
قال : حاجتي أن لا تقبض روحي حتى يجيئني جبرئيل ( عليه السلام ) فيسلم علي واسلم عليه ، فخرج ملك الموت وهو يقول : يا محمداه ، فاستقبله جبرئيل في الهواء ، فقال : يا ملك الموت ، قبضت روح محمد ؟
قال : لا يا جبرئيل ، سألني أن لا أقبضه حتى يلقاك فتسلم عليه ويسلم عليك .
فقال جبرئيل : يا ملك الموت ، أما ترى أبواب السماء مفتحة لروح محمد ، أما ترى الحور العين قد تزين لروح محمد ؟
ثم نزل جبرئيل ( عليه السلام ) فقال : السلام عليك يا أبا القاسم .
فقال : وعليك السلام يا جبرئيل ، ادن مني حبيبي جبرئيل ، فدنا منه ، فنزل ملك الموت فقال له جبرئيل : يا ملك الموت ، احفظ وصية الله في روح محمد ، وكان جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره وملك الموت آخذ بروحه ( صلى الله عليه وآله ) ، فلما كشف الثوب عن وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نظر إلى جبرئيل ( عليه السلام ) ، فقال له : عند الشدائد تخذلني !
فقال : يا محمد ، إنك ميت وإنهم ميتون ، كل نفس ذائقة الموت .
فروي عن ابن عباس أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في ذلك المرض كان يقول : ادعوا لي حبيبي ، فجعل يدعى له رجل بعد رجل فيعرض عنه ، فقيل لفاطمة ( عليها السلام ) : امضي إلى علي ، فما نرى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يريد غير علي ( عليه السلام ) ، فبعثت فاطمة إلى علي ( عليه السلام ) فلما دخل فتح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عينيه وتهلل وجهه ، ثم قال : إلي يا علي ، إلي يا علي ، فما زال ( صلى الله عليه وآله ) يدنيه حتى أخذه بيده ، وأجلسه عند رأسه ، ثم أغمي عليه ، فجاء الحسن والحسين ( عليهما السلام ) يصيحان ويبكيان حتى وقعا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأراد علي ( عليه السلام ) أن ينحيهما عنه ، فأفاق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثم قال : يا علي ، دعني اشمهما ويشماني ، وأتزود منهما ويتزودان مني ، أما إنهما سيظلمان بعدي ويقتلان ظلما ، فلعنة الله على من يظلمهما ، يقول ذلك ثلاثا . ثم مد يده إلى علي ( عليه السلام ) فجذبه إليه حتى أدخله تحت ثوبه الذي كان عليه ، ووضع فاه على فيه ، وجعل يناجيه مناجاة طويلة حتى خرجت روحه الطيبة ( صلى الله عليه وآله ) ، فانسل علي ( عليه السلام ) من تحت ثيابه ، وقال : أعظم الله أجوركم في نبيكم ، فقد قبضه الله إليه .
فارتفعت الاصوات بالضجة والبكاء ، فقيل لامير المؤمنين ( عليه السلام ) : ما الذي ناجاك به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حين أدخلك تحت ثيابه ؟
فقال : علمني ألف باب ، يفتح لي كل باب ألف باب .
|
التعديل الأخير تم بواسطة Dr.Zahra ; 23-09-2010 الساعة 01:17 AM.
سبب آخر: ترتيب الموضوع وحذف رابط
|
|
|
|
|