|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 50447
|
الإنتساب : May 2010
|
المشاركات : 506
|
بمعدل : 0.10 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ramialsaiad
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 17-10-2010 الساعة : 06:29 PM
في فضائل سيدة النساء فاطمة الزهراء ومعجزاتها ومعجزات أولادها المعصومين عليهم السلام " استعنت بالله وتوكلت على الله "
1 - حدثنا القاضي أبو الفرج، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي الثلج قال: حدثنا عيسى بن مهران، قال: حدثنا منذر السراج، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، قال: حدثنا أسلم بن ميسرة العجلي (2) (عن سعيد) (3) عن أنس بن مالك عن معاذ بن جبل، أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن الله عزوجل خلقني وعليا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام.
قلت: وأين كنتم يارسول الله ؟ قال: قدام العرش، نسبح الله عزوجل ونقدسه ونمجده.
قال: قلت: على أي مثال ؟
1) أضفناها لاستقامة النص.
2) في الاصل: العجلاني، وهو تصحيف.
3) ليس في العلل.
قال: أشباح نور حتى [إذا] (1) أراد الله تعالى أن يخلق صورنا، صيرنا عمود نور.
ثم قذفنا في صلب آدم، ثم أخرجنا إلى أصلاب الاباء وأرحام الامهات لا يصيبنا نجس الشرك ولاسفاح الكفر، يسعد بنا قوم ويشقى بنا آخرون.
فلما صيرنا إلى صلب عبد الملك، أخرج ذلك النور فشقه نصفين، فجعل نصفه في صلب عبد الله ونصفه في صلب أبي طالب.
ثم أخرج النصف الذي لي إلى آمنة، والنصف الاخر إلى فاطمة بنت أسد فأخرجتني آمنة، وأخرجت فاطمة عليا.
ثم أعاد الله عزوجل العمود إلي فخرجت مني فاطمة.
ثم أعاد عزوجل العمود إلى [علي] (2) فخرج الحسن والحسين، فما كان من نور علي صار في الحسن، وما كان من نوري صار في ولدي الحسين، فهو ينتقل في الائمة من ولده إلى يوم القيامة(3).
2 - ومنها: روى منصور بن صدقة، عن سعيد، عن ابن عباس، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: إبنتي فاطمة حوراء آدمية، لم تطمث ولم تحض.
وإنما سميتها (4) فاطمة لان الله عزوجل فطمها [و] (5) محبيها من النار.
وفي رواية اخرى: فطم من أحبها من النار(6).
1) أضفناها ليتم الكلام.
2) في الاصل: إليه، وما أثبتناه أصح.
3) رواه الصدوق في العلل: 208 ح 11، عنه البحار: 15 / 7 ح 7، وج 35 / 34 ح 32، وج 57 / 43 ح 16 وص 175 ح 134 (صدره)، واثبات الهداة: 2 / 450 ح 351 (قطعة). ورواه الطبري في دلائل الامامة: 59، عنه مدينة المعاجز: 203 و 237.
4) في الاصل: سماها. وما أثبتناه هو الاظهر.
5) أضفناها تصحيحا للعبارة.
6) راجع في ذلك البحار: 43 / 10 باب 2.
3 - ومنها: روى جابر بن عبد الله، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: إنما سميت (1) فاطمة الزهراء، لان (2) الله عزوجل خلقها من نور عظمته فلما أشرقت أضاءت السماوات والارض بضوء نورها، وغشت أبصار الملائكة وخرت الملائكة [لله] (3) ساجد بن، وقالوا: إلهنا وسيدنا، ماهذا النور ؟ فأوحى الله إليهم: هذا نور من نوري، أسكنته في سمائي، وخلقته من عظمتي اخرجه من صلب نبي من أنبيائي افضله على جميع الانبياء، واخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمري، ويهدون إلي خلقي وأجعلهم خلفائي (4) في أرضي(5).
4 - ومنها: روى أبو عبد الله أحمد بن أبي البردى العامل، رفعه إلى ابن عباس، قال: جاء رجل من أشراف العرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله.
فقال له: يارسول الله، بأي شئ فضلتم علينا وأنت ونحن من ماء واحد.
فقال: يا أخا العرب، إن الماء لما أحب الله جل ذكره عند خلقنا، تكلم بكلمة صار نورا، وتكلم باخرى صار (6) روحا، فخلقني وخلق عليا وخلق فاطمة وخلق الحسن وخلق الحسين.
فخلق من نوري العرش، وأنا أجل من العرش.
وخلق من نور علي السماوات فعلي أجل من السماوات.
1) في الاصل: سماها، والاظهر هو ما أثبتناه.
2) في الاصل: ان، تصحيف، وما أثبتناه هو الاظهر.
3) أضفناها ليستقيم السياق.
4) في الاصل: خلفا، وما أثبتناه هو الانسب.
5) روى مثله الصدوق في العلل: 179 ح 1، وزاد في آخره (بعد انقضاء وحيى).
عنه البحار: 43 / 12 ح 5، والجواهر السنية: 240، وعوالم فاطمة الزهراء عليها السلام: 11 / 31 ح 2.
6) في الاصل: صارت، وما أثبتناه هو الانسب.
وخلق من نور الحسن القمر فالحسن أجل من القمر.
وخلق من نور الحسين الشمس فالحسين خير من الشمس.
ثم إن الله تعالى ابتلى الارض بالظلمات فلم تستطع الملائكة ذلك فشكت إلى الله عزوجل، فقال عز وعلا لجبرئيل عليه السلام: خذ من نور فاطمة وضعه في قنديل وعلقه في قرط العرش.
ففعل جبرئيل عليه السلام ذلك، فأزهرت السماوات السبع والارضين السبع فسبحت الملائكة وقد ست.
فقال الله: وعزتي وجلالي وجودي ومجدي وارتفاعي في أعلا مكاني، لاجعلن ثواب تسبيحكم وتقديمكم لفاطمة وبعلها وبنيها ومحبيها إلى يوم القيامة.
فمن أجل ذلك سميت " الزهراء " عليها السلام(1).
كيف حملت بها خديجة عليهما السلام:
5 - روى عبد العزيز الوراقدي، عن زيد بن أسلم، عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما مات ولدي من خديجة، أوحى الله تعالى إلي أن لاتقربها.
وكنت ولها عاشقا، ولما كان شهر رمضان ليلة أربع وعشرين، ليلة جمعة أتاني جبرئيل ومعه طبق من رطب الجنة، فقال لي: يا محمد ! كل هذا وواقع خديجة الليلة.
ففعلت، فحملت بفاطمة، فما شممت فاطمة إلا وجدت ريح ذلك الرطب منها (2).
وخبر ولادتها ذكرناه في أعلام فاطمة عليها السلام.
1) رواه في ارشاد القلوب: 403 مرفوعا عن سلمان الفارسى (رض) مثله باختلاف يسير وزيادة، عنه البحار: 43 / 17 ح 16، وعوالم الزهراء عليها السلام: 11 / 2 ح 1 وعوالم الامام الحسن عليه السلام: 16 / 10 ح 1.
2) راجع البحار: 43 / 3 باب 1 ولادتها عليها السلام.
ذكر أسمائها عليها السلام:
6 - قال أبو عبد الله عليه السلام (1): لفاطمة عليها السلام تسعة أسماء: فاطمة، والمدونة والمباركة، والطاهرة، والزكية، والمرضية، والمحدثة، والزهراء، والبتول، (2) تزويجها عليها السلام بأمير المؤمنين عليه السلام 7 - روى الشافعي محمد بن إدريس (3) عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال: ورد عبد الرحمان بن عوف، وعثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وآله، فقال له عبد الرحمان بن عوف: [يارسول الله] (4) تزوجني فاطمة ابنتك، وقد بذلت (5) لها من الصداق مائة ناقة سوداء، زرق العيون، محملة كلها قباطي مصر، وعشرة آلاف دينار.
فقال عثمان: بذلت لها ذلك وأنا أقدم من عبد الرحمان إسلاما.
فغضب النبي صلى الله عليه وآله من مقالتهما، ثم تناول كفا من الحصى فحصب به عبد الرحمان
1) ورد السند في كتاب المؤلف " دلائل الامامة " هكذا: أخبرني الشريف أبو محمد الحسن ابن أحمد العلوى المحمدى النقيب.
قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن على بن الحسين ابن موسى القمى، قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا على بن الحسين السعد آبادى، عن أحمد بن أبى عبد الله البرقى، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: حدثنى الحسن بن عبد الله، عن يونس بن ظبيان، قال: قال أبو عبد الله (ع).
2) روى الصدوق مثله في أماليه: 474، والعلل: 178 ح 3، والخصال: 414 باسناده عن يونس بن ظبيان.
ورواه الطبري في دلائل الامامة باسناده عن الحسن بن أحمد العلوى، عن الصدوق مثله، وفيها جميعا: " الصديقة " بدل " المدونة " و " الراضية " بدل " البتول ".
3) ورد السند في كتاب المؤلف " دلائل الامامة " هكذا: أخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن أحمد العلوى المحمدى النقيب، قال: حدثنا الاصم بعسقلان، قال: حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا محمد بن ادريس الشافعي....
4) أثبتناها لضرورتها.
5) في الاعلى: وتبذل أنت لها، وما أثبتناه هو من بقية المصادر ولابد منه.
وقال له: إنك تهول علي بمالك ؟ ! قال: فتحول الحصى درا، فقومت درة من تلك الدرر فإذا هي تفي بكل ما يملكه عبد الرحمان.
وهبط جبرئيل في تلك الساعة فقال: يا أحمد ! إن الله تعالى يقرئك السلام، ويقول: قم إلى علي بن أبي طالب فانما مثله مثل الكعبة يحج إليها، ولا تحج إلى أحد.
إن الله أمرني أن آمر رضوان خازن الجنة أن يزين الاربع جنان، وآمر شجرة طوبى وسدرة المنتهى [أن تحملا الحلي والحلل، وآمر الحور العين أن يتزين وأن يقفن تحت شجرة طوبى وسدرة المنتهى] (1) وآمر ملكا من الملائكة يقال له: " راحيل " وليس في الملائكة أفصح منه لسانا، ولا أعذب منطقا، ولا أحسن وجها، أن يحضر إلى ساق العرش، فلما حضرت الملائكة والملك أجمعون، أمرني أن أنصب منبرا من نور، وأمر راحيل أن يرقى ذلك، فخطب خطبة بليغة من خطب النكاح، وزوج عليا من فاطمة عليهما السلام بخمس الدنيا لها ولولدها إلى يوم القيامة، وكنت أنا وميكائيل شاهدين، وكان وليها الله تعالى ذكره.
وأمر شجرة طوبى وسدرة المنتهى أن ينثرا ما فيهما من الحلي والحلل والطيب وأمر الحور أن يلقطن ذلك، وأن يفتخرن به إلى يوم القيامة.
وقد أمرك الله تعالى أن تزوجه بفاطمة عليها السلام في الارض، وأن تقول لعثمان: أما سمعت في القرآن: (بسم الله الرحمن الرحيم * مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) ؟ ! (2) وأما سمعت في كتابي: (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا) (3) ؟ !
1) أضفناها من المصادر لاهميتها في السياق.
2) الرحمن: 19 و 20.
3) الفرقان: 54.
فلما سمع النبي صلى الله عليه وآله كلام جبرئيل عليه السلام وجه خلف عمار بن ياسر وسلمان والعباس، فأحضرهم، ثم قال لعلي عليه السلام: إن الله تعالى قد أمرني أن ازوجك.
فقال: يارسول الله، إني لاأملك إلا سيفي وفرسي ودرعي.
فقال له النبي صلى الله عليه وآله إذهب فبع الدرع.
فخرج علي عليه السلام فنادى على درعه فجاءت بأربعمائة درهم أو دينار (1) فاشتراه دحية الكلبي.
فلما أخذ علي عليه السلام [الثمن] (2) وسلم دحية الدرع عطف دحية إلى علي، فقال: أسألك يا أبا الحسن أن تقبل هذه الدرع هدية ولا تخالفني في ذلك.
فحمل الدرع والدراهم وجاء بهما إلى النبي صلى الله عليه وآله ونحن جلوس بين يديه.
فقال: يارسول الله، إني بعت الدرع بأربعمائة درهم أو دينار وقد اشتراه دحية الكلبي وقد سألني (3) أن أقبل الدرع هدية، فأي شئ تأمر، أقبلها أم لا ؟.
فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: ليس هو دحية، ولكنه جبرئيل، وإن الدراهم من عند الله تعالى، لتكون شرفا وفخرا لابنتي فاطمة، وزوجه النبي صلى الله عليه وآله بها.
ودخل بعد ثلاث.
قال: وخرج علينا علي عليه السلام ونحن في المسجد إذ هبط الامين جبرئيل عليه السلام وقد هبط بأترجة من الجنة، فقال له: يارسول الله، إن الله يأمرك بدفع هذه الاترجة إلى علي بن أبي طالب، فدفعها النبي صلى الله عليه واله إلى علي عليه السلام.
فلما حصلت في كفه انقسمت في كفه قسمين: على قسم منها مكتوب: لاإله إلا الله، محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين، وعلى القسم الاخر مكتوب: هدية من الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب، (4)
1) الترديد من الراوى.
وفى بعض المصادر: (و).
(2) أضفناها اتماما للعبارة.
3) في الاصل: وقد أقسم على، وما أثبتناه أظهر لموافقته سؤال الكلبى.
4) ورواه في دلائل الامامة: 12 باسناده عن أنس بن مالك (مثله). أخرجه في مدينة المعاجز: 144 عن صاحب كتاب مسند فاطمة عليها السلام باسناده عنه.
خبر الخطبة 8 - روى (1) محمد بن زكريا الغلابي، عن شعيب بن واقد عن الليث، عن جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر عن جده عليهم السلام، عن جابر.
قال: لما أراد [رسول] الله أن يزوج فاطمة عليا عليهما السلام، قال له: أخرج يا أبا الحسن إلى المسجد فاني خارج في أثرك، ومزوجك بحضرة الناس وذاكر (2) من فضلك ما تقر به عينك.
قال [علي عليه السلام] (3): خرجت من عند رسول الله صلى الله عليه وآله فرحا مسرورا.
فقال أبو بكر وعمر: ما وراءك يا أبا الحسن ؟ فقلت: يزوجني رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام وأخبرني أن الله قد زوجنيها، وهذا رسول الله صلى الله عليه وآله خارج في أثري ليذكر [ذلك] (4) بحضرة الناس.
ففرحا ودخلا معي المسجد.
قال علي عليه السلام: فو الله ما توسطناه (5) حتى لحق بنا رسول الله صلى الله عليه وآله، وإن وجهه ليتهلل فرحا وسرورا.
فقال صلى الله عليه وآله: أين بلال ؟ فأجاب: لبيك وسعديك يارسول الله.
ثم قال: أين المقداد ؟ فقال: لبيك يارسول الله.
فقال: أين سلمان ؟ فأجاب: لبيك يارسول الله.
فقال: أين أبو ذر ؟ فقال: لبيك يارسول الله فلما مثلوا بين يديه قال: انطلقوا بأجمعكم فقوموا في جنبات المدينة، واجمعوا
1) في سند دلائل الامامة: حدثنى أبو الحسن محمد بن هارون بن موسى التلعكبرى، قال حدثنى أبى، قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن أبى العرب الضبى، قال: حدثنا محمد بن زكريا بن دينار الغلابى....
2) في الاصل: أذكر، وما أثبتناه هو الانسب.
3) أضفناها لضرورتها.
4) أضفناها لضرورتها.
5) أي المسجد.
المهاجرين والانصار والمسلمين.
فانطلقوا لامر رسول الله صلى الله عليه وآله وأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله فجلس على أعلى درجة من منبره، فلما حشد المسجد بأهله قام رسول الله صلى الله عليه وآله فحمد الله وأثنى عليه، وقال: " الحمد الله الذي رفع السماء فبناها، وبسط الارض فدحاها، وأثبتها بالجبال فأرساها، فأخرج منها ماءها ومرعاها، الذي يعظم عن صفات الواصفين، ويجلل عن تحبير لغاب الناطقين، وجعل الجنة ثواب المتقين، والنار عقاب الظالمين وجعلني نقمة للكافرين، ورأفة ورحمة على المؤمنين.
عباد الله، إنكم في دار أمل، حياة فيها (1) وأجل، وصحة وعلل، دار زوال وتقلب أحوال، جعلت سببا للارتحال، فرحم الله امرءا قصر من أمله، وجد في عمله، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، وقدم ليوم فاقته ليوم يحشر فيه الاموات وتخشع له الاصوات، وتنكر الاولاد والامهات (وترى الناس سكارى وماهم بسكارى) (2) يوم (يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين) (3) يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا) (4) (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) (5) يوم تبطل فيه الانساب وتقطع الاسباب، ويشتد فيه على المجرمين الحساب ويدفعون إلى العذاب (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)(5).
يا أيها الناس إنما الانبياء حجج الله عزوجل في أرضه، والناطقون بكتابه القائلون بوحيه، العالمون بعلمه، وإن الله أمرني أن ازوج كريمتي فاطمة بأخي
1) في الاصل غير واضحة، فاحتملنا ما أثبتناه، وهو الاظهر.
2) اقتباس من سورة الحج: 2.
3) اقتباس من سورة النور: 25.
4) اقتباس من سورة آل عمران: 30.
5) اقتباس من سورة الزلزلة: 7 و 8 6) اقتباس من سورة آل عمران: 185.
وابن عمي، وأولى الناس بي علي بن أبي طالب، وإن الله قد زوجه في السماء بشهادة الملائكة، وأمرني أن أزوجه [في الارض] (1) وأشهدكم على ذلك ".
ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال: قم يا علي فاخطب لنفسك.
قال: يارسول الله ! أخطب وأنت حاضر ؟ قال: اخطب بها لدي (2) أمرني جبرئيل أن آمرك أن تخطب لنفسك، ولولا أن الخطيب في الجنان داود لكنت أنت يا علي.
ثم قال النبي صلى الله عليه وآله: يا أيها الناس اسمعوا قول نبيكم: " إن الله عزوجل بعث أربعة آلاف نبي و [لكل نبي] (3) وصي، فأنا خير الانبياء، ووصيي خير الاوصياء "، ثم أمسك رسول الله صلى الله عليه واله وابتدأ علي عليه السلام، فقال: " الحمد لله الذي ألهم بفواتح علمه الناطقين، وأنار بثواقب عظمته [قلوب] (4) المتقين، وأوضح بدلائل أحكامه طرق السالكين (5) وأبهج بابن عمي المصطفى العالمين، وعلت دعوته دواعي الملحدين، واستظهرت كلمته على بواطل المبطلين وجعله خاتم النبيين، وسيد المرسلين، فبلغ رسالة ربه، وصدع بأمره، وبلغ عن الله آياته.
والحمد لله الذي خلق العباد بقدرته، وأعزهم بدينه، وأكرمهم بنبيه، وأشهد أن لاإله إلا الله شهادة تبلغه وترضيه، وصلى الله عليه محمد صلاة تزكيه وتحظيه.
و [بعد: فان] (6) النكاح مما أمر الله به وأذن فيه.
مجلسنا هذا مما قضاه الله تعالى ورضيه، وهذا محمد بن عبد الله [رسول الله] (7) قد زوجني ابنته فاطمة على
1) أضفناها للزومها.
2) كذا في الاصل، وفى بعض المصادر " فهكذا ".
3) أضفناها لاستقامة العبارة.
4) أضفناها اتماما للمعنى.
5) في الاصل: الفاضلين، وما أثبتناه هو الانسب.
6) أضفناها من بقية المصادر.
7) أضفناها للزومها.
صداق أربعمائة درهم - أو دينار (1) - وقد رضيت بذلك، فاسألوه واشهدوا.
فقال المسلمون: زوجته يارسول الله ؟ قال نعم.
قال المسلمون: بارك الله لهما وعليهما وجمع شملهما(2) حديث المهر وكم قدره.
9 - روى المنهال (3) عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ضجت الملائكة إلى الله فقالوا: إلهنا وسيدنا، أعلمنا: مامهر [فاطمة] (4) لنعلم ونتبين أنها أكرم الخلق عليك ؟ فأوحى الله إليهم: ملائكتي وسكان سماواتي، أشهدكم أن مهر فاطمة بنت محمد نصف الدنيا(5).
10 - منها أن جابر الجعفي (6) قال: قال سيدي الباقر محمد بن علي عليهما السلام في قوله تعالى: (وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة
1) الترديد من الراوى.
2) رواه ابن جرير الطبري في دلائل الامامة: 16 عن جابر (مثله).
3) ذكر السند في دلائل الامامة هكذا: حدثنى أبو الحسن محمد بن هارون بن موسى بن أحمد بن ابراهيم بن سعد التلعكبرى، قال: أخبرني أبى، قال: حدثنا أبو على أحمد بن محمد بن جعفر الصولى.
قال: حدثنا محمد بن زكريا بن دينار الغلابى قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة، قال: حدثنا الحسن بن عمارة عن المنهال...
4) في الاصل: مامهرها، وما أثبتناه توضيحا للعبارة.
5) رواه في دلائل الامامة: 18، وفى مدينة المعاجز: 146 عن أبى ذر (ره) عن رسول الله صلى الله عليه وآله (مثله).
6) السند في دلائل الامامة هكذا: حدثنى أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثنا أبو العباس غياث الديلمى، عن الحسن بن محمد بن يحيى الفارسى، عن زيد الهروي عن الحسن بن مسكان، عن نجبة، عن جابر الجعفي.....
عينا قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الارض مفسدين) (1) فقال عليه السلام: إن قوم موسى شكوا إلى ربهم الحر والعطش، فاستسقى موسى الماء.
وشكا إلى ربه مثل ذلك، وقد شكا المؤمنون إلى جدي رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: يارسول الله، تعرفنا من الائمة بعدك ؟ فما مضى من نبي [إلا] (2) وله وصي وأئمة بعده، وقد علمنا أن عليا وصيك، فمن الائمة من بعده ؟ فأوحى الله إليه: إني قد زوجت [عليا] (3) بفاطمة في سمائي تحت ظل عرشي وجعلت جبرئيل خطيبها، وميكائيل، وليها، وإسرافيل القابل عن علي، وأمرت شجرة طوبى فنثرت عليهم اللؤلؤ الرطب والدر والياقوت والزبرجد الاحمر والاخضر والاصفر ومناشير مخطوطة كالنور، فيها أمان لملائكتي ويدخرونها (4) إلى يوم القيامة.
وجعلت نحلتها من علي خمس الدنيا وثلثي الجنة، وجعلت نحلتها في الارض أربعة أنها: الفرات والنيل ومهران (5) ونهر بلخ.
فزوجها أنت يا محمد بخمسمائة درهم تكون سنة لامتك، فانك إذا زوجت عليا من فاطمة جرى منهما أحد عشر إماما من صلب علي، سيد كل أمة إمامهم في زمانه، ويعلمون كما علم قوم موسى مشربهم.
وكان [بين] (6) تزويج أمير المؤمنين بفاطمة عليهما السلام في السماء إلى تزويجها في
1) البقرة: 60.
2) أضفناها لضرورتها.
3) أضفناها لاتمام العبارة.
4) في الاصل: ويدخروا وما أثبتناه هو الاظهر.
5) في بقية المصادر " دجلة ".
6) أضفناها ليستقيم الكلام.
الارض أربعين يوما(1).
|
|
|
|
|