إنّهُ سبطُ الهُدى في هل أتى
أيها الدُّنيا خُذيني وارحلي = لَرُبى الأحرارِ في هذا الوجود
علّني أروي حكاياتِ الدِّما = رَوَّتِ الْقلبَ ، ولمْ تنسَ الورود
لمْ تزلْ تجري على هذا الثرى = وكأَنّ الأرضَ في ثوبٍ جديد
وعلى الأرضِ جراحاتُ الأُلى = أخذتْ عهدَ الهُدى ألاَّ تحيد
جعلوا الإيمانَ سوراً للقنا = فابحثوا في الأرضِ : هلْ يفنى الشّهيدْ؟
مِن دماءِ الدين ِ تجري أنهُرا = قانياتٍ لوّنتْ سرَّ الخلود
سُفِكَتْ ، ترفعُ مجداً للعلا = وانقَضَتْ أُطروحةُ الباغي العتيد
ههُنا في كربلا قطبُ السّما = ههُنا ، تسْجدُ آياتُ السّجود
ههُنا تُنشدُ أرواحُ الورى = بتراتيلِ الدُّجى عزْفَ الصُّمود
ههُنا تسمو علاماتُ الإبا = حرّةً يأوي لها الحرُّ السعيد
ههُنا النورُ الذي لا ينجلي = موطنُ الآياتِ والفجرُ الجديد
فمضى يرفعُ في سُوحٍ الوغى = خالداتِ الذّكرِ في هذا الصّعيد
وتحدّى عادياتٍ للردى = بقلوبٍ أوهَنَتْ حتى الحديد
حيّروا الدُّنيا ومَن فوقَ الثرى = حينَ هدّوا دولةَ الطاغي يزيد
أنت ياسبطَ الهُدى وجَّهْتَهُمْ = فإذا الكلُّ نجومٌ لاتبيدْ
وصرَعْتَ الموتَ صبراً كلّما = برزَ الدّهرُ بأسيافِ الحَقود
ورَمَيْتَ الذُّلَّ سهماً قاتلاً = ودَفنْتَ الخوفَ في وسطِ اللُّحود
أنتَ للدُّنيا سراجٌ وهُدى = وإباءٌ وصمودٌ وَمَزيدْ
أنتَ للأجيالِ سرٌّ خالدٌ = يرفُضُ القهرَ وأفكارَ اليهود
ههُنا في كلِّ آنٍ تلتقي = مُهجُ الثُّوارِ مِن أقصى الحدود
ياأبا الأحرارِ ، قدْ عاهدْتَّهُمْ = ما لأفكارِكَ ، يُفنيها العنيد
أيُّها المعصومُ ، يا صوتَ السّما = مِن كتابٍ وحديثٍ وَوَعيد
فكأنّ السّيفَ بالنّحرِ انفنى = وانقضى ماكانَ مِنْ قهرٍ عَديد
رُبَّ محمولٍ على رأسِ القنا = رتَّلَ الكهفَ ، ولا خافَ الجنود
إنّهُ سبطُ الهُدى في هل أتى = ولَهُ الزلفى من الربّ المجيد
علي كريم الربيعي – السبت 2/4/2011 – دبي