آتٍ على صهوة الأيّام"
أوقفْ جراحَك وامسحْ عبرةَ القلمِ....
واغمدْ ضبا وجعٍ يهتزُّ فيه دمي
وانثرْ على غيمةٍ ما شئتَ من فرحٍ....
وارسمْ على قبلةِ الأقمار بوحَ فمي
وامطرْ سواحلَ حزنِ الأرضِ أرغفةً....
واغسلْ وجوهَ مساكينٍ من البرمِ
صلِّ على حجبٍ, من خلفها حجبٌ....
وقفْ على نجمةِ الإشراق في الظلمِ
واقسمْ بها ليلةً أضحتْ معلقةً....
بين السموات إذ تثريك بالقسم
ذي ليلةٌ ريحُها هبّتْ على عدنٍ....
فكان منها الذي نرويه في الحلم
مولودُها غرّةٌ بيضاءُ طاهرةٌ....
له مآلُ الدُنا مسطورُ في القدم
فانسلْ بروحك في ضوءٍ به كَمُلتْ....
كلُّ الدياناتِ للإنسان والأمم
ضوءُ النبوّةِ والإيمانِ من أزلٍ....
ضوءُ الولايةِ, لا يُبقي ضماً بضمي
*****
ماذا عسى وجعي، أنّى يكلّمُه؟!!....
وكلّ روحي ونبضي صار من كلُمي
وكلّ صوتي إذا ما صحْتُ ينظرُه...
آتٍ إلينا، إلى الإسلام بالنعم
آتٍ على صهوةِ الأيام, في دمه....
نذرُ الوجودِ لكي يحيه من عدم
آتٍ إلى دمعةِ الأيتامِ يمسحها....
أباً لكلِّ غريبٍ عانى في اليتُم
آتٍ وكلّ دروبِ الأرضِ تعرفه....
خطاه منثورة في الريحِ والأَدَم
آتٍ ومن غفَلَتْ عيناه طلعته....
من قبلُ قلبٌ له قبلَ العيونِ عمي
يأتي وكلّ دموعِ الحزنِ يحصدُها....
لا جرحَ يَبقى ولا نزفٌ من الألم
احمد آل مسيلم