أيها الإمام الحسن المجتبى
ضاء أسمك يا الحسن
والأسم لك
جادت به عليك عين المصطفى
وقلب له كريم النفح والشفة وللسان
وعقل له بعيد الغوص والمدى والمجال
وخيال مدغوم الأسراء بالمعراج
تقودني الآن إلى عتبة لك خطوات تهدج الريح بها ، في حنين ، كأنه شفع من وتر دون أن يتعثر بها نجم خفقت به الليالي الأفكة فقطعت عنه موصول الشعاع .
أنها خطواتي الصغيرة الصغيرة ،
تنقلت بي إلى العتبات الكبيرة الكبيرة ،
هي ذاتها هذه الخطوات ، أتراني أدرك ، وأنا أهمزها الآن إليك ـ كم أنت السيد الكريم، وكم أنت الوارث العظيم ، وكم هي الأجيال لا تزال حتى الآن بحاجة إليك ، ترتق لها المفاصل ، وتفك عن أوراكها عقد المعاضل ، بنهج كأنه ممزوج من بلاغة أبيك في الإدارك ، وعجينة أمك في تحمل القذى ، ومرامي جدك إلى عجن الإنسان وخلقه من جديد في عملية التسليم والتوحيد .
أتراني أصيب إذ أشبهك بنهر الكوثر ؟ أم أنك لا تزال ترفل في ظلال هي منه أسخى وأوفر؟
ولكن الذين كانوا مدعوين إلى تناول المنهل ، بدلاً من أن يتذوقوه ، هدروه فيا لظى الحلق إليك ، أيها الكوثر المهدور .
إنني مدعو للدخول إليك أيها السيد الكريم ، وها أني أهفو إلى قلمي حتى يطيب فيقرع الباب عليك ، عفو المسافات يا سيدي فإنها لا تزال هي التي تهفو إليك هفو الريح في الفضاء ، وبابك لم يقفل حتى يقرع ، فهو هو ذاته في صدارة المحراب ، لأنك أنت المسافة التي ليست لأن يقطع إليها ، بل لأن توصل بها المسافات .
هكذا أنوصلت بك المواعيد ، وأنتقلت عهداً في وصلة الصباح بالصباح ، ودمج الضياء بالضياء ، فبدوت كأنك الوصال المبني لأستلام الساحات دون أن توهي ـ هي ـ بفك الإرتباط .
أتكون أنت منتدباً ؟ أم أنك أنبثاق من مهجة الرسالة التي هي زرع الحق في الإنسان ، ورفعة إلى مدار الكون ، والسير به إلى سناء يجعله إنساناً سويا ...
هكذا نطق سليمان كتّاني المسيحي .. حشره الله مع من احبّ ..
أبو مرتضى عليّ