بسم الله الرحمن الرحيم
اللَّـهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وآلِ مُحَمَّد
لمّا أراد عليّ (عليه السلام) أن يسير إلى النهروان استنفر أهل الكوفة وأمرهم أن يعسكروا بالمدائن فتأخّر عنه شبث بن ربعي وعمرو بن حريث والأشعث بن قيس وجرير بن عبد الله البجلي وقالوا: أتأذن لنا أياماً نتخلّف عنك في بعض حوائجنا ونلحق بك؟
فقال لهم: قد فعلتموها؟ سوأة لكم من مشايخ، فوالله ما لكم من حاجة تتخلّفون عليها، وانّي لأعلم ما في قلوبكم وسأبيّن لكم: تريدون أن تثبّطوا عنّي الناس وكأنّي بكم بالخورنق وقد بسطتم سفرتكم للطعام إذ يمرّ بكم ضبّ فتأمرون صبيانكم فيصيدونه فتخلعوني وتبايعونه.
ثم مضى إلى المدائن وخرج القوم إلى الخورنق وهيّئوا طعاماً فبيناهم كذلك على سفرتهم وقد بسطوها إذ مرّ بهم ضبّ فأمروا صبيانهم فأخذوه وأو ثقوه ومسحوا أيديهم على يده كما أخبر عليّ (عليه السلام) وأقبلوا على المدائن.
فقال لهم أمير المؤمنين (عليه السلام): بئس للظالمين بدلاً ليبعثكم الله يوم القيامة مع إمامكم الضب الذي بايعتم، لكأنّي أنظر إليكم يوم القيامة (مع إمامكم) وهو يسوقكم إلى النار.
ثم قال: لئن كان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) منافقون فإنّ معي منافقين، أما والله يا شبث ويابن حريث لتقاتلان ابني الحسين هكذا أخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله).
________________________________________
[3] الخرائج والجرائح 1/225 ـ 226، ح
والله إني لمتحير لهكذا عقول فعلى الرغم من الآيات البينات والمعجزات والتي شوهدت على يد سيدنا ومولانا أمير المؤمنين تجد هؤلاء القوم بهذا العنت وهذا القدر من الطغيان لا ينفكون الغدر بآل البيت عليهم السلام ولكن ينطبق عليهم قول العزيز الجليل بقوله (انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)...
موضوع جميل وقيم ورائع أرجو المزيد من هذا العطاء الرائع...