|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 67368
|
الإنتساب : Aug 2011
|
المشاركات : 33
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
فاطمة الزهراء الوتر المجروح
بتاريخ : 30-08-2011 الساعة : 12:58 PM
ما انبلج(234) صبح أشدّ كلوحاً من ليل كهذا الصباح الحزين يعصر ضلوع فاطمة الزهراء على حواشي فراش لصيق بالأرض سجّي عليه جسد بلا حراك.. جسد كانت عيناه لبضع ساعات خلت كانهمار النور من الكوى، وكان فمه كانفتاح الكوى على المناور..
وكانت تميد الأرض بفاطمة وهي تداعب يدين مرخيّتين، كأنّهما استسلام الحبّ في غمرته، لا هي ترخيهما من بين كفّيه، ولا هما بين كفّيها تتأوّدان..
وكان فمها يتنقّل بشفتيه لثماً وتقبيلاً على طول هاتين الذراعين المتلاشيتين، كأنّها تنقل إليهما من لواعجها(235) دفء الحياة وحرّة الدم.
وكانت نفسها تفيض شعاعاً وهي تطوف حول الفراش البارد بعينين مغمضتين على لهب المجامر، لا الدمع يطفيه، ولا برودة الموت ترويه.
وكانت مناجاتها تطوف صعداً وهبوطاً من قلبها إلى لسانها ومن جنانها إلى عمق كيانه، كأنّها الوعي المسعور أو الشوق المحرور.
أبتاه! أطعمتني من قلبك وسقيتني من عينك، لهذا أنا اليوم أتضوّر جوعاً إليك، وأتقلّى ظمأً إلى عطفك.
أبتاه! يا أيّها الهابط الجاثم، ما هكذا تجثم الجبال على الشواطئ.
أيّها الصامت الساكن، ما هكذا تسكن الرياح مع السحب..
أبتاه! يا أعطف وأكرم أب، ما هكذا تنقطع الصلات، ولا هكذا تنبتر المكارم.
وما كانت فاطمة لترتوي، لا باللمس ولا بالهمس، فالأب الذي كان يملأ عينيها ضياءً أغمض عينيه على هباء، واليد التي كانت تلفّ خصرها بالحنان يبست على ملامسها الخمالة.
لهفي على فاطمة! لهفي على الرهيف من حسّها!
لهفي على القدّ النحيل يهصره(236) الألم !
لهفي على الصدّيقة التي رافقت أباها كما يرافق الظلّ أغصان الشجر والشذى الناعم النديان غبّ السوسنة !
فليكن لكِ البيت ـ يا فاطمة ـ في البقيع، وليكن لكِ كلّ يوم بأبيك لقاء.
ليس كلّ أب كأبيكِ، ولا كلّ دمعة كدموعك لها من سكبها طهر النزيف.
[230] العِلج : الرجل من كفّار العجم ، ورجل عَلِج : شديد . (صحاح اللغة 1 : 330) .
[231] الهرف : شبه الهذيان من الإعجاب بالشيء . (تهذيب اللغة 6 : 149) .
[232] هذا صدر بيت شهير لأبي تمّام الطائي ، قاله يمدح فيه المعتصم العبّاسي ويذكر حريق عمّورية وفتحها ، وعجزه : في حدّه الحدّ بين الجدّ واللعب . راجع ديوان أبي تمّام 1 : 32 .
[233] الصحيح: أو .
[234] الانبلاج : الإضاءة . (جمهرة اللغة 1 : 269) .
[235] اللعج : حرار الحزن في الفؤاد . (العين للفراهيدي 1 : 231) .
[236] الصهر : الكسر . (لسان العرب 4 : 4135) .
<H2>أُسامة</H2>وأنت ـ أيّها الفتى البطل(237) ـ كانت تشوح بك البطولة إلى اقتناص الأمجاد.
لقد كان حظّك بالقيادة مربوطاً بمصير، والجزيرة ـ يا أُسامة(238) ـ لم يكن حظّها وفيراً في سلوك المصاعد.
يا ابن زيد(239)، يا بن بطل خرّ صريعاً في ساحة النضال، لقد شهدت «مؤتة» بداية الصراع على يدي أبيك(240) في جلوة الحقّ وتكنيس الحرم من أدران(241) الوالغين(242)، خرّ صريعاً وكان شهيد المحاولة.
وأنت يا أُسامة، يا شهادة الحقّ بأنّ البطولة ليست وقفاً على عدد السنين، كان حظّك ـ وأنت ابن العشرين ـ يضعك على الحظّ الذي يمشي عليه الأبطال التاعسون.
لقد مات النبيّ وهو يقلّدك الوسام(243)، فارتبط حظّك البائس بحظّ الجزيرة الذي وقف على المفرق الخَطِر.
ومثلما تنكّبت عن علي أثقال الخلافة، تنكبت عنك ـ يا بن زيد ـ أمجاد القيادة.
<H2>عتب</H2>من كان يحسب أنّ فاطمة المفجوعة بأبيها لا تجد ـ بعد موت النبيّ ـ لفيفاً يتقاسم حزنها ويخفّف لوعتها؟!
عتباً على التاريخ! يتقبّل في فاطمة: كلّ كلمة مجنّحة، كلّ وصف تتشوّق إلى مثله مخامل الورد ومعاطف النرجس، كلّ صفة كأنّها تيمّن الأرض بأنقى الشمائل.. ثمّ يتقبّل جحوداً به، كأنّها الغفلة المنسية أو النواة المرمية!
يا أهل الجزيرة، هذه الديمة هي أرخية ذلك السحاب، يا تحرّق الغبار إلى السراب!
<H2>صدمة</H2>كان بالإمكان أن تخفّ لوعة فاطمة على أبيه.. أجل، على أبيها الذي اعتادت كلّ عمرها غرف الحنان من حضنه، ولم يكن وجود علي ليخفّف من تلك اللوعة، مع أنّه أصبح كلّ شيء في دنياه، فهو رفيقها الأنيس الصادق وأبو ريحانتيها النديّتين الصافيتين، ولكنّ الجفاء الذي قابلها به من حلّ في الحكم والإدارة محلّ أبيها هو الذي وسّع على قلبها غمرة الحزن! فالمركز الذي كان يحتلّه النبيّ هو نتاج عقله وخياله، ونحاتة عزمه وجهاده، وحرم تفلّته واندغامه، ومحراب سجوده وقيامه. وما كانت فاطمة في محرابه إلاّ صلاة في ابتهاله، فهي شعاع نفسه وبعض فؤاده.
إنّ الذي حلّ محلّ أبيها في الحكم والتوجيه لم يحلّ محلّ أبيها بالعطف، حلّ بالعنف ولم يحلّ بالتؤدة، حلّ كما أراد هو لا كما أراد أبوه، ذلك كان بحسّ فاطمة كلّ الاغتصاب.
لقد كان أبوها أباً لها قبل أن يكون أباً لأيٍّ سواه، فما بال القوم يغتصبون منها حتّى أباها؟!
وأبوها هو الذي صنع الجزيرة، ولقد أحبّته الحبّ الدافق ; لأنّه بالحصر صنع الجزيرة. فبأيّ عرف جاحد تزحف الجزيرة اليوم لتحطيم حشاشتها وتهشيم ضلوعها؟!
وأبوها هو الذي كان ربّ المنطق والبيان وباعث الحقّ وباعث الإيمان، وهو الذي قاد، وهو الذي وجّه، وهو الذي أخصب، وهو الذي وزّع، فبأيّ بيان تسدّ عليه سبل المنطق؟! وبأيّ حقّ يُحجب من بعده الرأي السديد؟!
ولم يكن النبيّ ليخلف إلاّ كلّه، ليخلف: في ما قال، وفي ما عمل، في ما أخذ، وفي ما بذل، وفي ما وهب، وفي ما أوصى، وفي ما احتسب، وفي كرهه، وفي حبّه، وفي نهيه، وفي رغبه..فأيّ شيء هذه الخلافة منقوصة مبتورة مفتولة مشطورة؟! ما طعم الغيرة عليها وفيها الأثرة؟! ما قيمة الشأن لها ظاهره الصدق وباطنه الحيلة؟! لقد ضاق النّبي(صلى الله عليه وآله) فيها وفيها قَصُر، وهو الطويل النجاد(244) والواسع العباب.. أهي خلافة لنبيّ، أم هي تظهير للون؟ وسع الحرص فيها حتّى ضاق، وضاق العدل فيها حتّى انفرط! وكان الحرص في النبيّ فيضاً وتوزيع، وكان العدل عند النبيّ رحمة وتوسيع.
كلّ هذه الأفكار كانت تدور في رأس فاطمة الحزينة، وقد أُقْحِمت الخلافة على أبي بكر الصدّيق بكلّ ما في الأمر من نقض وصيّة أبيها الموصي. وفدك نحلة أبيها إليها قد قُطِعَتْ عنها كما تُقطع يد السارق!
<H2>بلاغة</H2>أيّ شيء نفر بفاطمة إلى ساحة المسجد؟!
من قال: إنّ البطولات وقف على الرجال؟!
من قال: إنّ النفوس الكبيرة تعيش بغير شموخ؟!
من قال: إنّ الشعور بالحقّ يرضى بالمهانة؟!
كلّ ذلك وجد تطبيقه في الزهراء وهي تمشي متلفّعة(245) بوشاحها الأسود نحو باحة المسجد، بقدّ نحيل جارت عليه مبراة الألم.. أيّ ألم؟! وهل للمفجوع غير التأسّي؟!
ولكنّ فاطمة الزهراء (عليها السلام) ما جاءت تقول للناس: عزّوني، بل جاءت إلى الخليفة لتريه لون الشعاع في الشمس، ولتسمعه نبرة الناي في خفق العواصف..
لقد قالت له المعنى الكثير، ولكنّ البليغ الذي سمعه هو الذي كان مسحوقاً بصمت، والذي جاء ملفوفاً بوشاح. <H5>[237] أبو زيد ـ ويقال غير ذلك في كنيته : أبو محمّد ، أبو حارثة ، أبو يزيد ـ أُسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزّي الكلبي : مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وابن مولاه . حدّث عنه : أبو هريرة ، وابن عبّاس ، وأبو وائل ، وأبو عثمان النهدي ، وعروة بن الزبير ، وأبو سلمى ، وعطاء بن أبي رباح ، وابنا أُسامة نفسه : حسن ، ومحمّد ، وغيرهم . استعمله النبي (صلى الله عليه وآله) ـ وعمره ثماني عشرة سنة ـ على جيش لغزو الشام ، كان فيه كبار الصحابة ، ولقد أغار على أُبنى من ناحية البلقاء بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) ، وقيل : إنّه شهد يوم مؤتة مع والده . وقد سكن المِزّة مدّة ، وهي قرية جنوب غربي دمشق . كان رجلاً شديد السواد خفيف الروح شجاعاً ، ربّاه النبي (صلى الله عليه وآله) وأحبّه كثيراً ، وهو ابن حاضنة النبي (صلى الله عليه وآله) أُمّ أيمن (بركة) ، وسنّه هو سنّ عائشة ، حيث كان ترباً لها . مات بالمدينة ، وقيل : بوادي القرى ، وقيل : بالجرف ، وذلك في آخر أيّام معاوية .
(الطبقات الكبرى لابن سعد 4 : 61 ـ 72 ، التاريخ الكبير 2 : 20 ، المعارف : 144 و145 و164 و166 ، الجرح والتعديل 2 : 283 ، معرفة الصحابة 1 : 218 ـ 220 ، رجال الطوسي : 21 و57 ، الاستيعاب 1: 170 ـ 171 ، سير أعلام النبلاء 2 : 496 ـ 507 ، العبر 1 : 59 ، الإصابة 1 : 29 ، تهذيب التهذيب 1 : 182 ـ 183 ، منتهى المقال 2 : 5 ـ 8 ، تهذيب تاريخ مدينة دمشق 2 : 394 ـ 402 ) .
[238] أُسامة هو : ابن زيد بن حارثة ، وزيد هذا هو الذي تبنّاه النبي ، ثمّ سلّمه قيادة جيش لغزوة «مؤتة»، ]والقادة [ثلاثة : هو ، وجعفر بن أبي طالب ، وعبدالله بن رواحة ، ولكنّه فشل في ذلك الحين وقُتل ، وقُتل رفيقاه في القيادة أيضاً . ثمّ تولّى القيادة ـ فيما بعد ـ خالد بن الوليد ، فغزا مؤتة وافتتح الشام . وأُسامة سلّم قيادة جيش كان من ضمنه : أبو بكر الصدّيق ، وعمر بن الخطّاب ، وعبد الرحمان بن عوف ، وأبو عبيدة بن الجرّاح ، وسعد بن أبي وقّاص ، وغيرهم . وأُمر للتوجّه إلى البلقاء لمحاربة أهل «أبنى» الذين قتلوا زيد بن حارثة في محاولته غزو الشام . ولقد تململ شيوخ الصحابة ، وطعنوا بإسناد القيادة إلى فتىّ يافع! ولقد قال في ذلك النبي : «إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل ، وأيم الله إنّه كان لخليقاً بالإمارة ، وإنّ ابنه لخليق للإمارة» . ولكنّ جيش أُسامة لم ينطلق ، لقد أخّره مرض النبيّ . إنّ الصحابيّين الذين كانوا فيه عرقلوا هذا الزحف بانتظار ما سيحدث للنبي ، وأغلب الظّن أنّهم كانوا يتوقّعون موته . (من المؤلّف) .
أقول : قوله: «لغزوة مؤتة» . . مؤتة : قرية من قرى البَلقاء في حدود الشام ، وقيل : مؤتة من مشارف الشام، وبها كانت تطبع السيوف، وإليها تنسب المشرفية من السيوف . (معجم البلدان 5 : 220 ).
قوله : «جعفر بن أبي طالب» .
أقول: هو أبوعبدالله ذو الجناحين جعفر بن أبي طالب بن عبدالمطّلب بن هاشم الهاشمي القرشي : سيّد شهيد وعلم للمجاهدين . أُمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم ، وكان أسنّ من عليّ (عليه السلام) بعشر سنين . أسلم مبكراً ، وهاجر إلى الحبشة مع زوجته أسماء بنت عُميس ، فولدت له هناك عبدالله وعوناً ومحمّداً ، ثمّ هاجر إلى المدينة ، فوافى المسلمين وهم على خيبر إثر أخذها، فقال الرسول (صلى الله عليه وآله) : «ما أدري بأيّهما أنا أفرح: بقدوم جعفر، أم بفتح خبير» ، فقبّل ما بين عينيه، وضمّه واعتنقه . روى شيئاً يسيراً ، وروى عنه : ابنه عبدالله ، وابن مسعود ، وعمرو بن العاص ، وأُمّ سلمة . أمّره رسول الله (صلى الله عليه وآله)على جيش لغزو مؤتة بناحية الكَرَك ، فاستشهد سنة 8 هـ ، فحزن الرسول (صلى الله عليه وآله)لوفاته ورثاه . يقال: عاش بضعاً وثلاثين سنة .
(التاريخ الكبير 2 : 185 ، حلية الأولياء 1 : 114 ـ 118 ، الاستيعاب 1 : 312 ـ 314 ، تهذيب الأسماء واللغات 1 : 148 ـ 149 ، سير أعلام النبلاء 1 : 206 ـ 217 ، العبر 1 : 9 ، مجمع الزوائد 9 : 271 ـ 273 ، نقد الرجال 1 : 337 ، شذرات الذهب 1 : 12 و 48 ، منتهى المقال 2 : 229 ـ 230 ).
قوله: «عبدالله بن رواحة».
أقول : هو أبو عمرو، أو أبو محمّد، أو أبو رواحة، عبدالله بن رَوَاحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن ثعلبة الخزرجي الأنصاري : صحابي شهير، وأمير شهيد ، وشاعر مجيد . روى عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وعن بلال . وروى عنه : أنس بن مالك ، والنعمان بن بشير . وأرسل عنه : قيس بن أبي حازم ، وأبو سلمة بن عبدالرحمن ، وعطاء بن يسار ، وعِكرمة ، وغيرهم . شهد بدراً والعقبة ، وليس له عقب ، وهو خال النعمان بن بشير ، وكان من كُتّاب الأنصار . استخلفه النبيّ (صلى الله عليه وآله) على المدينة في غزوة بدر الموعد ، وبعثه في سرية إلى أُسير بن رِزام اليهودي بخيبر ، فقتله . وقيل : إنّ ابن رواحة وأبا الدرداء أَخوان لأُمّ . كان من الشعراء المجيدين وشاعراً للرسول (صلى الله عليه وآله) مع حسّان بن ثابت وكعب بن مالك . استشهد سنة 8 ه في غزوة مؤتة .
(الجرح والتعديل 5 : 50 ، حلية الأولياء 1: 118 ـ 121 ، صفوة الصفوة 1 : 481 ـ 485 ، أُسد الغابة 3 : 156 ـ 159 ، سير أعلام النبلاء 1 : 230 ـ 240 ، الإصابة 4 : 66 ـ 67 ، تهذيب التهذيب 5 : 186 ـ 187 ، خزانة الأدب 2 : 267 ، تهذيب تاريخ مدينة دمشق 7 : 390 ـ 397 ، معجم الشعراء للجبوري 3 : 249 ).
قوله : «خالد بن الوليد» .
أقول : تقدّمت ترجمته سابقاً ، فراجع .
قوله : «وافتتح الشام » .
أقول: لاحظ: مرآة الجنان 1 : 17 ، شذرات الذهب 1 : 12 .
قوله : «عبدالرحمن بن عوف» .
أقول : هو أبو محمّد عبدالرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث الزُهري القرشي : من مشاهير الصحابة . كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو ، وقيل: عبد الكعبة ، فسمّاه النبي (صلى الله عليه وآله)عبدالرحمن ، أُمّه الشِفّاء بنت عوف بن عبد الزهري ، وقيل : صفيّة بنت عبد مناف بن زهرة بن كلاب . كان أبيض أعين طويل النابين الأعليين ضخم الكتفين أعسر أعرج . روى عن النبي (صلى الله عليه وآله) ، وروى عنه : بنوه : إبراهيم، وحميد ، ومصعب ، وعمرو ، وكذلك أبو سلمة ، ومالك بن أوس ، وجُبير بن مُطعم ، وجابر بن عبدالله ، والمِسوَر بن مخرمة ، وطائفة سواهم . كان أحد الستّة أهل الشورى ، وكان أيضاً مجدوداً في التجارة على ما قيل ، خلّف ألف بعير ، وثلاثة آلاف شاة ، ومائة فرس . توفي سنة 32 هـ ، عن خمس وسبعين سنة ، ودفن في البقيع .
(طبقات خليفة: 45 ، المعارف : 235 ـ 240 ، مشاهير علماء الأمصار : 8 ، حلية الأولياء 1 : 98 ـ 100 ، الاستيعاب 2 : 386 ـ 390 ، البدء والتاريخ 5 : 86 ـ 87 ، تهذيب الأسماء واللغات 1 : 300 ـ 302 ، دول الإسلام 1 : 26 ، سير أعلام النبلاء 1 : 68 ـ 92 ، مرآة الجنان 1 : 73 ، شذرات الذهب 1 : 38 ) .
قوله : «أبو عبيدة بن الجرّاح ».
أقول: هو أبو عبيدة عامر بن عبدالله بن الجرّاح بن هلال بن أُهيْب بن ضبّة الفِهري القرشي المكّي : أحد الصحابة المعروفين . روى أحاديث معدودة ، وحدّث عنه : العِرباض بن سارية ، وأبو أُمامة الباهلي ، وسَمُرة بن جُندب ، وعبدالرحمن بن غَنم ، وآخرون . كان رجلاً نحيفاً معروق الوجه خفيف اللحية طُوالاً أحنى أثرم . اشترك في بعض الغزوات ، وولاّه أبو بكر بيت المال ، ثمّ وجّهه أميراً إلى الشام سنة 13 هـ ، وفيها استخلف عمر ، فعزل خالد بن الوليد ، وولّى أبا عبيدة . توفّي سنة 18 ه بطاعون عَمَواس الشام ، وله ثمان وخمسون سنة ، ودفن بالقرب من بيسان .
(التاريخ الكبير 6 : 444 ـ 445 ، الجرح والتعديل 6 : 325 ، البدء والتاريخ 5: 87 ، صفوة الصفوة 1 : 365 ـ 369 ، أُسد الغابة 5 : 249 ، تهذيب الكمال 14 : 52 ـ 57 و34 : 54 ، سير أعلام النبلاء 1 : 5 ـ 23 ، العبر 1 : 15 و21 ـ 22و 24 ، العقد الثمين 4 : 307 و 6 : 301 ).
قوله : «سعد بن أبي وقّاص ».
أقول : هو أبو إسحاق سعد بن أبي وقّاص مالك بن أهيب بن عبدمناف الزُهري القرشي : من مشاهير الصحابة . أسلم قديماً ، وشهد بدراً والحديبية وغيرهما ، وهو أحد الستّة الذين جعل عمر فيهم الشورى . روى عن النبي (صلى الله عليه وآله) ، وعن خولة بنت حكيم . وروى عنه : ابن عبّاس ، وعائشة ، وابن عمر ، وجابر بن سمرة ، والسائب بن يزى ، وقيس بن عبادة ، وغيرهم . يقال : إنّه هو الذي كوّف الكوفة ، وتولّى قتال فارس ، وكان أميراً على الكوفة لعمر ، ثمّ عزله ، ثمّ أعاده ، ثمّ عزله . كان رجلاً قصيراً دحداحاً غليظاً ذا هامة شثن الأصابع . مات في قصره بالعقيق على عشرة أميال من المدينة وله من العمر نيّف وسبعون سنة ، وحُمل إلى المدينة على أعناق الرجال ، ودفن بالبقيع ، وصلّى عليه مروان بن الحكم . واختلف في تاريخ وفاته اختلافاً كثيراً ، فيما بين سنة 51 ه وسنة 58 هـ .
(الطبقات الكبرى لابن سعد 3 : 137 ـ 149 ، المعارف : 241 ـ 244 ، حلية الأولياء 1 : 92 ـ 95 ، الاستيعاب 2 : 171 ـ 174 ، تاريخ بغداد 1 : 144 ـ 146 ، دول الإسلام 1 : 40 ، العبر 1 : 60 ـ 61 ، تهذيب التهذيب 3 : 419 ـ 420 ، شذرات الذهب 1 : 61 ).
قوله : «أُبنى ».
أقول : هو موضع بالشام من جهة البلقاء . وقيل: هي قرية بمؤتة . (معجم البلدان 1 : 79 ).
قوله : «ولقد قال البني (صلى الله عليه وآله) : . . . » .
أقول : راجع : الطبقات الكبرى لابن سعد 2 : 190 و4: 67 ـ 68 ، مسند ابن الجعد : 424 ، المسند لأبي يعلى 9 : 390 ، الكامل في التاريخ 2 : 215 ، السيرة النبويّة لابن سيّد الناس 2 : 352 و430 ، كنز العمّال 10 : 573 ، بحار الأنوار 21 : 410 و30 : 429 ، أعيان الشيعة 1 : 292 .
[239] أبو أُسامة زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبدالعزّى بن يزيد الكلبي : سيّد الموالي وأسبقهم إلى الإسلام، وحِبّ رسول الله (صلى الله عليه وآله). أُمّه سعدى بنت ثعلبة بن عبد عامر الطائي . كان رجلاً قصيراً شديد الأدمة أفطس أصغر من النبي (صلى الله عليه وآله) بعشر سنين على ما قيل . شهد بدراً والمشاهد ، وأمّره الرسول (صلى الله عليه وآله)على بعض سراياه ، وزوجه من مولاته أُمّ أيمن (بركة) ، فولدت له أُسامة ، وبه كان يكنّى . روى عن النبيّ (صلى الله عليه وآله)، وروى عنه : ابنه أُسامة ، والبراء بن عازب وعبدالله بن عبّاس. آخى الرسول (صلى الله عليه وآله) بينه وبين حمزة بن عبدالمطلّب. استشهد سنة 8 ه بمؤتة من أرض الشام ، وكان أحد أُمراء تلك الغزوة بالإضافة إلى جعفر بن أبي طالب وعبدالله بن رواحة .
(تاريخ خليفة : 40 ـ 41 ، الجرح والتعديل 3 : 559، معجم الصحابة لابن قانع 5 : 1703 ـ 1710 ، الثقات لابن حبّان 3 : 134 ـ 135 ، الاستيعاب 2 : 114 ـ 118 ، أُسد الغابة 2 : 244 ـ 227 ، تهذيب الأسماء واللغات 1 : 202 ـ 203 ، تهذيب الكمال 10 : 35 ـ 40 ، سير أعلام النبلاء 1 : 220 ـ 230 ، العقد الثمين 4 : 138 ـ 146 ).
[240] قد ذكر بعض المحقّقين : أنّ الأمير الأوّل في واقعة مؤتة هو جعفر بن أبي طالب لا زيد بن حارثة ، راجع .
[241] الدَرَن: ما علق باليد أو الثوب من الوسخ. (جمهرة اللغة 2: 640).
[242] الوالغ أو المستولغ : الذي لا يبالي ذمّاً ولا عاراً ، بمنزلة الكلب يلغ في كلّ قذر . (العين للفراهيدي 4 : 450) .
[243] أي : وسام إمارة الجيش . راجع : المنتظم 4 : 16 ـ 17 ، الكامل في التاريخ 2 : 215 ، البداية والنهاية 5 : 222 ، سمط النجوم العوالي 2 : 308 .
[244] طويل النجاد : كناية عن طول القامة ; لأنّ النجاد : حمائل السيف ، فإذا طالت القامة طالت الحمائل بلا شكّ . وهذا من أحسن الكنايات .
لاحظ : النهاية الأثيرية 2 : 712 ، مختصر المعاني : 257 و259 ، مجمع البحرين 3 : 149 .
[245] التلفيع : التغطية . (صحاح اللغة 3 : 1279) .
<H2>دمعة</H2>لا علي ولا فاطمة كانا مقتنعين بنجاحهما باسترجاع فدك، ولم يكن تصرّف فاطمة بالإقدام والمطالبة ـ أكان ذلك في باحة المسجد على ملأ من المسلمين أم كان في مراجعات أُخرى في بيت الخليفة أم في بيوت الأنصار أم في أيّة من المناسبات العارضة ـ عن اقتناع بأنّ حقوقها بالإرث ستعود إليه.
ولم يكن ذلك أيضاً دليلاً على تفتيش البيت عن مورد يؤمّن له الثروة والترفيه، فالبيت هذا ألف القناعة في العيش..
إنّ جهاز فاطمة لم تكن قيمته أكثر من قيمة درع، ولم يكن زواج فاطمة بعلي إلاّ ليكون في معناه ومجتناه متانة درع.
لقد قنعت ابنة الرسول في يوم عرسها بثوبين من الصوف بقطيفة وخمار، فقنعت بفراش من خيش(246) محشو بليف، وقنعت بقدر واحد وجرّة خضراء، ورحى لجرش حبّات الشعير تديرها بكفّها الهزيلة، ولم تطمع بأكثر من قعب(247) للّبن، وشنّ(248) للماء، وقطعة حصير(249)..
هذه هي الدرع درع علي التي حملهاعلي إلى السوق بنفسه وباعها بأربعة مائة درهم; ليصرفها جهازاً لعروسه(250).
«هذه هي حقيقة البيت الذي يطالب بفدك، يطالب به، لا ليزيد لنفسه ثروة، بل ليزيد من متانة الإسلام، ليزيد من أعمال البرّ وتفريق الحسنات على كلّ هؤلاء الذين يعيشون في الجزيرة على مجاعات، وأشدّها مجاعة الفكر ومجاعة الروح».
لذلك هبّت فاطمة تطالب بالإرث، لا لتحصل على الإرث، بل لترهف حسّاً جماعيّاً ليزال يهجع في الذلّ ويرضى بالاستكانة، لتظهر للحاكم أنّه لن يتمكّن من القيادة وفي عينيه دكنة من ظلم ومشحّة من اغتصاب، لتظهر له أنّ فدكاً وكلّ شبيه بفدك شوكة في عين الخلافة وكلّ خلافة إلى أن تنزع.
إنّ ألم فاطمة لم يكن مصدره موت أبيها أكثر ممّا كان مصدره أنّ رسالة أبيها ما إن عاشت حتّى دخلت في حشرجة!
لم تكن فاطمة تحبّ في أبيها زنده المفتول وصدره البضّ(251)، لقد كان حبّها له في صفوة العقل وانبعاث الروح، لقد أحبّته في أُفق.. ولمّا مات كانت تدرك أنّ لكلّ إنسان نهاية، وأنّ في رسالة أبيها تكون البداية.
وها هي الرسالة أخذوها للاستعمال ولم يأخذوها للاكتمال، أخذوها أداة ولم يأخذوها صفوة أناة!
إنّ الذين يغتصبون خلافة ليس كثيراً عليهم أن يختلسوا قطعة أرض! وإنّ الذين يعيشون في رهافة الحسّ كفاطمة وعلي ليس كثيراً عليهم أن يضنيهم التبرّم والألم وهم يشاهدون بأعينهم مشاهد المأساة.
ولقد برزت فاطمة إلى الساحة تمثّل دورها الناعم، فكانت كشعاع الشمس دافئ ولكنّه حارق، وكانت كحدّ السيف رهيف ولكنّه قاطع.
ولقد أدرك أبو بكر الصدّيق عمق القضيّة فبكى، ولم يكن بكاؤه عاطفة هيّجتها فيه فاطمة بثكلها أو يتمه، أو أثّرت عليها أُنوثة فيها مكسرة الهدب أو ذابلة الوجنتين، لقد بكى من هزّة في نفسه، ومن شعور في ضمنه إزاء وجفة من ضمير، وومضة من وجدان.
لقد كان يعرف أنّ الخلافة ما وصلت إليه مفتوحة على كفّ من السماح، فلقد كان ينقصها كثير من الصراحة مع كثير من انبساط الخواطر، لقد كان ينقصها الإجماع.. لقد نقصها الحسّ الصادق، والشعور البريء، والعين الرضية..
وليس قليلاً هذا الّذي نقصها! فالحاكم هو الصدر مشتبكة كلّ ضلوعه. إنّ ضلعاً منه مبسوراً(252) يشغل القلب ويضني التنفّس، والحاكم هو للكلّ قبل أن يكون لنفسه، وهو عقل وقلب وقلب وعقل، وهو كلّ النظافة.. إنّ النظافة يجب أن تكون كلّ إطاره. لهذا يجمل بالحاكم الأوّل أن يستقطب إليه الحسّ الجماعي، حتّى يأتي دوره في الحكم تلبيةً لاحترام كامل يضمن له صدق العمل وصحّة المسير.
ومركز أبي بكر الصدّيق في الخلافة كان في هذا الانتخاب محصوراً في سقيفة، وكان الأولى به أن يكون في الساحة التي ليس فوقها لا جذوع ولا سقوف.
إنّ الخلافة بمعناها الصادق لا تتمكّن من التلقّط بكلّ أزمّتها(253)، إلاّ في الساحة المكشوفة.. هنالك يتمكّن الجميع من تسريح النظر، فمثلما هو للكلّ عليه أن يعرض نفسه أمام الكلّ.. إنّ حكمة الحاكمين لا تتجلّى في المخابي، وما ينشأ في المخابي تمتهنه المكاشف!
لقد كانت الوصيّة بالخلافة لعلي، لقد جاهر علي بذلك، ولقد كان الأولى أن يُعرض عليّ على الساحة لتقول الساحة كلمة الفصل; إذ عليها هي أن تحقّق في صدق الوصيّة للعمل بها أو لنقضه، ولم يكن ذلك مطلقاً من اختصاص السقيفة.
طلب العبّاس(254) وأبو سفيان(255) إلى علي أن يبايعاه ـ وهو مازال إلى جوار جثمان النبيّ فأجاب: «إنّي لأكره أن أُبايع من وراء رتاج(256)»(257).
في هذا الاتّجاه المنقوض شقّت خلافة أبي بكر الصدّيق دربه، تاركةً وراءها اتّجاهاً آخر يشقّ عليه الانقسام درباً مؤدّياً إلى جبهة خصام.
إنّ احتجاج فاطمة عن سلبها الإرث كان بالفعل تنبيهاً لإصلاح زلل، حرّك دمعة في عين الصدّيق، ليتها لم تنشف!
<H2>ثلاث نساء</H2>يتناول الحديث ثلاث نساء كان لهنّ على الإسلام شأن بالغ، ولقد أثبت الإسلام فيهنّ فضله في انتشال المرأة من مركز المهانة إلى مركز الإجلال والاحترام.
ولقد برهنت كلّ واحدة منهنّ عن أنّ المرأة تستجيب للجوّ الذي تنشأ فيه، وتنعكس فيه التربية التي تتربّى عليه، وتتمكّن من أن تسمو مع السمو..
كلّ ذلك بنسبة تتجانس مع قواها التي محضتها بها الطبيعة كامرأة لها كيان خاصّ به، ومواهب ذاتيّة منبثقة من تركيبها الخاصّ.
<H2>خديجة</H2>أُولاهنّ خديجة أُمّ المؤمنين الأُولى.. تلك التي كانت لها قافلة سئمت حدوه، فأذابتها في قافلة أُخرى لفّ صوت حاديها جنبات الكون.
والتاريخ يعلم أنّ خديجة لم يكن لها شأن كبير قبل أن تجد على طريقها الأمين محمّد، ولقد ورد في سياق هذا الكتاب كيف أنّ خديجة تخطّت التقاليد وأقدمت على تزويج نفسها ممّن أحبّت.
غير أنّ المقصود في هذا البحث هو إظهار الناحية التي تخصّص بالمرأة في إتاحة الفرص لتربيتها وتنشئتها التنشئة الصحيحة، ثمّ تركها تختار من نفسها تخطيط مصيره، فهي إذ تشعر بمركزها المحترم وبإرادتها المعتبرة تضع نفسها في الخطّ البنّاء لمشاركة الرجل في الأعمال، ولتحمّل المسؤولية التي تلقيها عليها طبيعة وجوده.
ولقد وضعت خديجة نفسها على مثل هذا الخطّ، ولم يكن الفضل في ذلك المألوف التربية في محيطه، ولكنّ الظروف أتاحت لها ما حقّق شخصيتها وأبرز مواهبه.
أحبّت ـ وهي في سنّ الأربعين ـ حبّاً أوحاه العقل، فهو حبّ معبّر عن حقيقته. والأمين محمّد ـ فضلاً عن كونه نسيج وحده(258) ـ هو أيضاً في سنّ الرشد والاختمار، قدّر قيمة هذا الحبّ، فلم يتأخّر عن الاستجابة له.
زواج قوبل من الطرفين بذات الشعور، بذات التقدير، بذات الاحترام.. وجعل من الاثنين لحمة متفاهمة متكاملة متلاحمة متفاعلة، لم ينغّصها يوماً أيّ خلاف.
ولقد خدم هذا الرباط حتّى مدّ القدر يده، فاختطف السيّدة الكبيرة إلى العالم الأوسع.
إنّ خمساً وعشرين سنة كانت مليئة بالحبّ والتفاني، ولقد ذابت خديجة في حبّه، وأخذت من زوجها كلّ ما أعطاه، وأعطته كلّ ما أخذ منه، لقد كان الأخذ والعطاء بنسبة واحدة بدون أيّ شعور من الطرفين بأنّ الأخذ هو غير العطاء، أو أنّ العطاء هو غير الأخذ.
أعطت خديجة زوجها حبّاً وهي لا تشعر بأنّها تعطي، بل تأخذ منه حبّاً فيه كلّ السعادة، وأعطته ثروة وهي لا تشعر بأنّها تعطي، بل تأخذ منه هداية تفوق كنوز الأرض.. وهو بدوره أعطاها حبّاً وتقديراً رفعاها إلى أعلى مرتبة وهو لا يشعر بأنّه أعطاه، بل يقول: «ما قام الإسلام إلاّ بسيف علي وبثروة خديجة»(259). وأعطاها عمره وزهرة شبابه، ولم يبدّل عليها امرأة حتّى غابت عن الوجود وهو لا يشعر بأنّه أعطاه، وهو يقول: «لا والله، ما أبدلني الله خيراً منه، آمنت بي إذ كذّبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس»(260). <H5>[246] الخَيش : ثياب من الكتّان في نسجها رقّة ، تتّخذ من أصلب العصب . (العين للفراهيدي 4 : 284) .
[247] القَعب : إناء ضخم . (المصباح المنير : 510) .
[248] الشنّ : سِقاء يبرّد فيه الماء . (تهذيب اللغة 11 : 191) .
[249] قارن : مسند أحمد 1 : 84 و108 ، خصائص النسائي : 78 ، الأمالي للطوسي 1 : 39 ـ 40 ، تاريخ مدينة دمشق 13 : 226 ، كفاية الطالب : 302 ـ 303 ، كشف الغمّة 1 : 369 ، ذخائر العقبى : 27 و34 ـ 35 و105 ، الرياض النضرة 3 : 126 ـ 127 ، نظم درر السمطين : 242 و245 ، جامع المسانيد والسنن 20 : 151 ـ 152 ، مجمع الزوائد 9 : 205 و206 ، إحقاق الحقّ 10 : 369 ـ 381 و19 : 144 ـ 146 ، إتحاف السائل : 37 ـ 40 و44 و45 و46 و53 ، بحار الأنوار 43 : 94 ، ينابيع المودّة 1 : 172 ـ 173 ، أعيان الشيعة 1 : 379 ، ملحقات الإحقاق 25 : 443 ـ 448 و33 : 344 ـ 346 .
[250] راجع المصادر المتقدّمة في الهامش السابق .
[251] البضّ : الرقيق الجلد الممتلئ . (القاموس المحيط 2 : 336) .
[252] بَسَر القرحة : نكأها قبل النضج . (لسان العرب 1 : 290) .
[253] الزمام : المقود . (المصباح المنير : 256) .
[254] أبو الفضل العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم الهاشمي القرشي : عمّ الرسول (صلى الله عليه وآله) وأحد المشاهير ، أُمّه نُتيلة بنت جَناب بن كليب . ولد قبل عام الفيل بثلاث سنين ، وكان رجلاً شريفاً مهيباً عاقلاً جميلاً جهوري الصوت . أسلم قبل الهجرة ، وكتم إسلامه ، وخرج مع قومه إلى بدر ، فأُسر يومئذ وأُطلق سراحه . روى عن النبي (صلى الله عليه وآله) ، وروى عنه : أبناؤه : عبد الله ، وعبيدالله ، وكثير ، والأحنف بن قيس ، وعبد الله بن الحارث بن نوفل ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ، وآخرون . وقد ثبت أنّ العبّاس كان يوم حنين وقت الهزيمة آخذاً بلجام بغلة النبي (صلى الله عليه وآله) وثبت معه حتّى نزل النصر . توفّى بالمدينة المنوّرة سنة 32 ه عن عمر ناهز الستّ والثمانين سنة ، ودفن بالبقيع ، وقيل : توفّي سنة 33 هـ ، وقيل : بل سنة 34 هـ .
(التاريخ الكبير 7 : 2 ، أُسد الغابة 3 : 109 ـ 112 ، تهذيب الكمال 14 : 225 ـ 230 ، سير أعلام النبلاء 2 : 78 ـ 103 ، مرآة الجنان 1 : 73 ، تقريب التهذيب 1 : 473 ، تهذيب التهذيب 5 : 107 ـ 108 ، شذرات الذهب 1 : 38) .
[255] تقدّمت ترجمته سابقاً ، فراجع .
[256] الرِتاج : الباب . (جمهرة اللغة 1 : 385) .
[257] لاحظ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 9 : 196 و11 : 9 .
والمعروف أنّ أبا سفيان دخل على علي والعبّاس ـ وهما يجهّزان الرسول (صلى الله عليه وآله) ـ فطلب من علي (عليه السلام)طلبه ، فأجابه بقوله : «ارجع يا أبا سفيان ، فو الله ما تريد الله بما تقول ، وما زلت تكيد الإسلام وأهله ، ونحن مشاغيل برسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وعلى كلّ امرئ ما اكتسب ، وهو ولي ما احتقب» .
راجع : الأغاني 6 : 334 ، الإرشاد 1 : 190 ، إعلام الورى 1 : 271 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي حديد 3 : 20 ، النزاع والتخاصم : 55 .
[258] هذا مثل ، يقال : فلان نسيج وحده ، أي : لا نظير له . وأصله الثوب النفيس لا ينسج على منواله غيره معه ، بل ينسج وحده . (جمهرة الأمثال 2 : 303) .
[259] الظاهر أنّ هذا النصّ من المأثورات . لاحظ : نور الأفهام 1 : 497 ، من هنّ زوجات الرسول المصطفى (صلى الله عليه وآله) : 57 .
[260] قارن : مسند أحمد 6 : 117 ـ 118 ، صحيح مسلم 4 : 1889 ، الذرّية الطاهرة : 51 ، المنتظم 3 : 18 ، أُسد الغابة 5 : 438 ـ 439 ، تذكرة الخواصّ : 303 ، مجمع الزوائد 9 : 224 ،الفصول المهمّة لابن الصبّاغ : 150 ،ينابيع المودّة 1 : 168 .
</H5>
</H5>
|
|
|
|
|