|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 68264
|
الإنتساب : Sep 2011
|
المشاركات : 6
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
من سيرة الإمام المهدي(عجل الله فرجه الشريف)
بتاريخ : 04-10-2011 الساعة : 11:05 PM
بقلم : الباحث والخطيب الحسيني
الشيخ فاضل البهادلي
بسم الله الرحمن الرحيم
غيب من غيب الله:
في الحديث عن الإمام المهدي(عج) نطل على العقيدة الإسلامية التي ارتكزت على أساس الاعتقاد بالإمام المهدي(عج) الذي حدثنا رسول الله(ص) وأئمة أهل البيت(ع) عنه انه (يخرج ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا)(1) فعند ظهور الإمام سينتشر الإسلام في كل الأرض وفي كل الحياة..
وفي الحديث عن غيبته نريد أن نؤكد مسالة الغيبة الطويلة من ناحية مبدئية .. فالمسالة عندما تثبت عندنا من طريق رسول الله(ص) ومن طريق أوصيائه الذين هم أئمة أهل البيت(ع) فلا بد أن نعتبر إن المسالة تمثل الحقيقة في العقيدة على هذا الأساس، ثم بعد ذلك عندما نجد في المسالة بعض الغيب مما قد لا يدرك الإنسان تفاصيله في مسالة حكمة الله في ذلك فإننا نؤمن به ونحاول أن نلاحق الاحتمالات التي توصلنا إلى النتائج الحاسمة أن أمكننا ذلك.
وعلى هذا فما ثبت صدوره من رسول الله(ص) سواء كان في دائرة الغيب أو كان في دائرة الحضور والحس لا بد أن نؤمن به على انه حقيقة إيمانية لان رسول الله(ص) ينط بلسان الوحي كما في قول الله سبحانه( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)(النجم 3 – 4) فما يبلغه رسول الله(ص) ويثبت عنه بطريقة قطعا لحضور.
الغيب والعقل:
ولد الإمام المهدي(ع) كما يولد كل الناس وغاب بإرادة الله وعلمه واخبرنا رسول الله(ص) والأئمة من بعده بأنه سيظهر ليملا الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا.
وعندما نريد أن نؤكد المسالة الغيبية في العقيدة فان علينا أن نفهم إننا عندما نؤمن بالغيب فان الغيب يرتكز على العقل ويرتكز أيضا على النقل .. ونحن هنا نسال: إننا نؤمن بالجنة والنار ونؤمن بالآخرة من دون أن نشاهد الجنة والنار وواقع الآخرة ونؤمن بالملائكة من غير أن نراهم ونؤمن بكثير من الأمور غير المحسوسة لدينا فكيف آمنا بكل ذلك؟
آمنا بذلك في البداية من خلال إننا بحثنا هل هذا الأمر ممكن أو غير ممكن؟ هل هو مستحيل أو ليس مستحيلاً؟ وتساءلنا أيضا: هل يمكن أن يعيد الله الإنسان بعد أن يصير ترابا، هل يمكن أن يخلقه الله أم هذا مستحيل؟ ويأتي الجواب:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
(1) بحار الأنوار / ج 2 / ص100.
1
الله القادر على الإيجاد قادر على الإعادة (َ وضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ)يس آية 78 – 79).
ويبقى أن نجيب على أن ليس كل ممكن يصير وجوداً فالجنة والنار واليوم الآخر أمور ممكنة لكنها لم توجد فكيف نثبتها؟
نقول: جاءنا الأنبياء(ع) وحكمنا عقلنا في تصديقهم فنحن عندما صدقنا محمداً(ص) فليس من خلال محبتنا له بل صدقناه من خلال الأدلة القاطعة على نبوته أما عن طريق المعجزة التي هي على شكل معجزات الأنبياء السابقين موسى وعيسى وإبراهيم(ع) أو من خلال القران وغيره من المعجزات التي تمثل صدق رسول الله(ص).
انطلاقاً من هذا وبعد أن أثبتنا أن محمداً(ص) هو رسول من الله وانه صادق في ما يخبرنا جاء رسول الله(ص) واخبرنا أن هناك جنة وناراً من خلال كتاب الله واخبرنا أيضا من خلال كتاب الله أن هناك ملائكة وعذاب ونعيماً وما إلى هنالك اخبرنا (ص) أيضا أن هناك مهدياً يخرج آخر الزمان فيملأ الأرض قسطاً وعدلا.
ومن هنا فنحن أمنا بالغيب على أساس أن الإيمان بالغيب ارتكز على الإيمان بالحس من خلال تصديق رسول الله(ص)، ومن خلال الدليل الذي دلنا على انه نبي من عند الله... فإذا ليست مسالة الغيب مسالة معلقة في الهواء أو نؤمن بها افتراضاً بل لا بد أن يرتكز الإيمان بالغيب على حقيقة علمية أو عقلية على الطريق التي بيناها ونحن آمنا بالغيب لأننا آمنا برسول الله(ص) وصدقناه واخبرنا رسول الله(ص) عن ذلك ... ولما كان الأمر ممكناً فقد آمنا به.
معنى الانتظار:
يبقى أن نقول إننا عندما نتذكره (عجل الله فرجه) علينا أن نعرف إن معنى انتظارنا له ليس هو الانتظار السلبي كمن يجلس حائراً قلقاً ينتظر أنساناً يأتي إليه ولكنه الانتظار الايجابي الذي يقول فيه الإنسان لنفسه ويقول فيه المجتمع لأفراده:
إن الإمام(ع) سوف يظهر من اجل أن يعيد الإسلام جديداً ومن اجل أن يعيد الحق قوياً ومن اجل أن ينتشر العدل الشامل في الأرض كلها.
فمع الإمام المنتظر(عجل الله فرجه) ونحن ننتظره لا انتظار الغافلين ولا انتظار المرتاحين بل انتظار الرساليين لأنه في معناه في وجداننا الإسلامي رسالة نعيش روحانيتها في الحاضر وننتظر حركتها في المستقبل ونردد على الدوام:
اللهم أرنا الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة، واجعلنا من أتباعه والمستشهدين بين يديه والسائرين في طريقه
3ِ
|
|
|
|
|