آن الآوان لتتنفس هذه الروح المتعبة بعد طول شقاء ..
ولتسكن الشمس خلف خط المغيب..
ولتدوي بصراختها كل ارجاء الكون الفسيح ..
ولتعلن رحيلها عن دنيا الهموم..
وتنجو بنفسها من قبضة الأحزان فتغدوا إلى عالم انتظرته من زمان .!
بعد صراع مع الزمن الذي خاصماها وادار ظهره ..
حتى سقطت عليلة ..
تأن انين الثكلى وتبكي بكاء الفاقدة ..
لا تجد من يمسح دمعتها ويأخذ بيدها ويهدىء من روعتها ..
وعلمت أن الموت راحتها واستسلمت ورفعت الراية البيضاء ..
فلا نفع معها دواء ولا مشرط جراح ..
فهرعت إلى المشفى وخطواتي تسبق دقات قلبي خوفاً على روحي من الفراق ..
وعند دخولها لغرفة الأنعاش..
فقدت الأمل برجوعها ..وتيقنت انها بحالة احتضار ..؟!
شعرت ببرودة أطرافها وتوقف نبضها وانحباس نفسها ودنو أجلها فنطقت الشهادة..
ولتلفظ نفسها الأخير ..
ودعتها وداع لا رجوع بعده وتصعد الروح إلى باريها ..
فيجهش الجسد بالبكاء لأنفصال روحه عن جسده فيشعر بالوحشة والأغتراب ..
ويتمزق ثوب الفرح ..يلبس الليل جلباباً اسود بهيم ويعلن الناعي حالة الوفاة ..
أعلنت الحداد ..وتوشحت السواد .. وقبلت العزاء ..
سأوراي جثمانها بعد تكفينها ..
وأصلي عليها صلاة الأموات وأقمت مراسم العزاء ..
شاركتني احزانها وهمومها في زفافها إلى قبرها وحث التراب على لحدها ...
وزرعت الورد والرياحين وسقيتها بماء العين ودعوت لها بالرحمة والمغفرة ..
اعذريني يا نفس.!!
عصتني يدي أن تكتب حروف رثائك ..
اعلم أنك مللتي معاشرتيِ وسأمتِ حزني و تتمني الموت لمفارقتي والبعد عن عالمي ..
وتخليص نفسك من سموم جسدي المتهالك واطلاق صراحك من سجني الأبدي ..
لو كان الأمر بيدي لأنهيت مآساتي واستراح القلب من أوجاعي ..
فالزمان ليس زماني ولا المكان مكاني ..
ولكن .. أين الهروب من الأقدار .!