بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبا الزهراء محمد وعلى آله الغر الميامين المعصومين وعلى من وآلاهم
وأحبهم إلى يوم الدين وبعد:
عليٌّ (عليه السلام) أفضل من جميع الأنبياء مطلقاً إلا نبينامحمد(صلى الله عليه وآله) وأُكمل ما قلته من قبل:
فأقول: وكأنّ عبد الرزاق، وأحمد، وأبا حاتم الرازي، وغير هؤلاء ليسوا من أهل العلم بالحديث، لكن الظاهر أنّه يقصد من أهل العلم بالحديث نفسه وبعض من في خدمته من أصحابه المختصّين به !!
وممّا يدلّ على تماميّة الاستدلال بهذا الحديث سنداً ودلالة: إذعان كبار علماء الكلام بهذا الاستدلال، لاحظوا المواقف في علم الكلام وشرح المواقف(1) وشرح المقاصد(2) ، فالقاضي الايجي
والشريف الجرجاني والسعد التفتازاني يذكرون هذا الاستدلال، ولا يناقشون لا في السند ولا في الدلالة، وإنّما يجيب التفتازاني بأنّ هذا الحديث وأمثاله مخصّصة بالشيخين، لانّ الشيخين أفضل من عليّ، للادلّة القائمة عندهم على أفضليّة الشيخين، فحينئذ لابدّ من التخصيص، ودائماً التخصيص فرع الحجيّة، لابدّ وأن يكون الحديث صحيحاً سنداً، ولابدّ أن تكون دلالته تامّة، فحينئذ يدّعى أنّ هناك أدلة أيضاً صحيحة قائمة على أفضليّة زيد وعمرو من علي، فتلك الادلّة القائمة على أفضليّة زيد وعمرو تلك الادلّة تكون مخصّصة لهذا الحديث، وترفع اليد عن هذا الحديث بمقدار ما قام الدليل على التخصيص.
لاحظوا عبارة هؤلاء، عندما يذكر صاحب المواقف، وأيضاً شارح المواقف، يذكران أدلّة أفضليّة علي يقول: الثاني عشر قوله (صلى الله عليه وسلم): «من أراد أن ينظر إلى آدم...» إلى آخر الحديث، وجه الاستدلال: قد ساواه النبي بالانبياء المذكورين ـ أي في هذا الحديث ـ وهم أفضل من سائر الصحابة إجماعاً، وإذا كان الانبياء المذكورون في هذا الحديث أفضل من الصحابة، فيكون من ساوى
الانبياء أفضل من الصحابة إجماعاً.
ثم أجابوا لا بالمناقشة في السند ولا في المناقشة في الدلالة، بل بأنّه تشبيه، ولا يدلّ على المساواة، وإلاّ كان علي أفضل من الانبياء المذكورين، لمشاركته ومساواته حينئذ لكلٍّ منهم في فضيلته واختصاصه بفضيلة الاخرين، والاجماع منعقد على أنّ الانبياء أفضل من الاولياء.
هذه عبارة المواقف وشرحها.
وفي شرح المقاصد يذكر التخصيص فيقول: لا خفاء في أنّ من ساوى هؤلاء الانبياء في هذه الكمالات كان أفضل.
ثمّ ناقش في ذلك بقوله: يحتمل تخصيص أبي بكر وعمر منه، عملاً بأدلّة أفضليّتهما.
إذن، لا مناقشة لا في السند ولا في الدلالة، وإنّما المناقشة بأمرين:
الاوّل:
الاجماع القائم على أنّ غير النبي لا يكون أفضل من النبي.
وقد أثبتنا أنْ لا إجماع.
الامر الثاني:
تخصيص هذا الحديث بما دلّ على أفضليّة الشيخين.
ولكن هذا أوّل الكلام.
وتلخّص: إنّ هذا الحديث يدلّ على أفضليّة أمير المؤمنين، والمناقشات، أمّا في سنده فمردودة، إذ رمى ابن تيميّة وابن روزبهان هذا الحديث بالوضع، وقد ظهر أنّه ليس بموضوع، بل إنّه صحيح ومقبول عند الطرفين، وأمّا المناقشة بالدلالة، فهي إمّا عن طريق الاجماع المذكور، وإمّا عن طريق التخصيص، يقول السعد التفتازاني: يحتمل تخصيص هذا الحديث. وقد ذكره على نحو الاحتمال.
وللبحث بقية متبقية نكملها في المشاركة الاخيرة إنَّ شاء الله تعالى
والحمد لله ربِّ العالمين
والسلام عليكم.
منقول بتصرف
____________
(1) شرح المواقف 8 / 369.
(2) شرح المقاصد 5 / 299.
السلام عليكم أخي المحترم الاسدي العراقي
يابن بلادي العزير الذي نفديه بارواحنا أشكركم على مروركم على مشاركتي وأفتخر بذلك منكم لكونكم من اتباع الحق والهدى
واسأل الله تعالى أن يوفقكم لكل خير ويحشركم مع علي وآلِ علي ( عليهم السلام )
وأقول : علي قسيم النار والجنة @@ علي حبه جُنة