|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 65883
|
الإنتساب : May 2011
|
المشاركات : 1,191
|
بمعدل : 0.24 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
(( الإسلامُ في سداد النظرية وحَتميَّة التطبيق ))
بتاريخ : 18-03-2012 الساعة : 08:11 AM
(( الإسلامُ في سداد النظرية وحَتميَّة التطبيق )) ===================================
:الإمام المهدي: عليه السلام : إنموذجاً معصوما::
======================================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
لقد تميَّزَ الدين الإسلامي بالقدرة على إحداث التحولات والتغيرات الطوعية قيَميّاً وعَقديا وفكريا وسلوكيا في واقع الناس ومناهجهم
منذ الصدر الأول للإسلام وإلى يومنا هذا
وسيبقى قادرا على التغيير مادام هو من الله تعالى :
((إنّ الدين عند الله الإسلام)) آل عمران:19.
وقوله تعالى:
((ومن يبتغِ غير الإسلام دينا فلن يُقبَل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)) آل عمران:85.
وهاتان الآيتان الشريفتان تُقرران حقيقة أنّ الدين المقبول عند الله هو الإسلام
وطلب غيره هو طلبٌ للخسارة في الدنيا والآخرة
وقطعا إذا كان الدين عند الله الإسلام فيكون هو الأقدر في صناعة التغيير الأفضل لمستقبل البشرية على يد الإمام المهدي:ع:
فهاتان الصفتان أعلاه:
(أي صفة بقاء الدين الأسلامي وصفة قدرته على معاصرة الحياة ومستجداتها )
تمنحان الإنسان المؤمن زخما كبيرا من الإيمان والقناعة الذهنية والعملية بقبول فكرة المهدوية كخلاصة أخيرة تُعبّر عن مشروع وسبيل الله تعالى في أرضه .
فبقاء الخطاب الإسلامي:: (القرآن الكريم وسنة المعصومين:ع
وأدوات هذا الخطاب هو مؤشّر حقيقي على إستمرار الدين الإسلامي على مدى الزمان ولكل إنسان
إلى يوم يظهر الإمام المهدي :ع: ويؤسس لدولة الله في أرضه دولة العدل الألهي الإطلاقي في عموم أرجاء الأرض مشارقها ومغاربها
فالله تعالى تعهد ذاتيا وقطعيا بتحقيق عدله الشامل في أرضه في نهاية المطاف على يد الإمام المهدي :ع:
فيقول تعالى
(( إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون)) الحجر:9 .
والذكر هو كتاب الله العزيز (القرآن الكريم ) والمشتمل على العقيدة الحقة والشريعة السمحة للبشرية عامة
فحفظ الله تعالى لذكره (القرآن الكريم )(عقيدة وشريعة ومنهاجا)
يتم عبر المعصوم :ع: وأخرمعصوم هو الإمام المهدي :ع: الحافظ للذكر وبإذن الله تعالى
فلذا وصفت الروايات الصحيحة المعصومين:ع:
بما فيهم النبي الخاتم محمد:ص: والإمام الخاتم المهدي:ع:
بأنَّهم (مُستحفِظاً بعد مُستَحفِظ)
كما ورد ذلك في دعاء الندبة الصحيح المتن والسند.
وكلٌّ شَرعتَ له شريعة ، ونَهجتَ له منهاجا ، وتخيرتَ له أوصياء ، مُستحفِظاً بعد مُستَحفِظ ، من مدة إلى مدة ، إقامةً لدينك ، وحجةً على عبادك ،
ولئلا يزول الحق عن مقره ، ويغلب الباطل على أهله ، ولا يقول أحدٌ لولا أرسلتَ إلينا رسولا منذرا ، وأقمت لنا علما هاديا .
إقبال الأعمال: السيد ابن طاووس:ج1:ص505.
ومن هنا نحن إذا أردنا تعزيز الإيمان بفكرة المهدوية كسبيل نهائي لله تعالى في أرضه يطلبه تعالى لنا ولصلاحنا ومصلحتنا وسيتحقق ذلك قطعا
علينا أن نؤمن ونُذعن عمليا لهذه الحقيقة ونتحرك بإتجاة صيرورتها واقعا ملموسا متوائم مع مقتضيات الفطرة الإنسانية السليمة والتي تطلب العدل وتطبيقه فطريا وترفض الظلم والفساد .
وأيضا حتى نستوعب الإطروحة المهدوية الحقة علينا أن نقرأها قراءة موضوعية طبيعية إنطلاقا من واقعنا المُعاش ومن المشتركات البشرية العامة .
لأنّ كل أطياف البشر اليوم يؤمنون بالتحول القادم في نمطية الحياة ومنهاجها من الدولة والمجتمع والفكر وكل شيء .
وما هذه التحولات السريعة والمفاجئة التي تحدث في هذه الحياة إلاّ دليل على إمكانية تقبل الناس للتغيير المقبول والعادل للجميع.
ونحن نعتقد أنّ الأصلاح العالمي الذي سيمارسه الإمام المهدي :ع: في دولته العادلة والقادمة إن شاء الله تعالى يتطلب مقدمات وأدوات تُسهم في عملية تسريع إنجاز المهمة الربانية الموكلة إليه :ع:.
ونحن يقيناً جزءٌ مهم في عملية التغيير القادم الذي يتطلب منا تحركا بإتجاه الرشد الفكري والمعرفي والسلوكي والإجتماعي وحتى السياسي التدبيري
وهذه المتطلبات حقيقةً هي روح عبادية الإنتظار للإمام المهدي:ع:
كوظيفة بالحد الأدنى والممكن مطلوبةً منّا وردتْ كسِنّة عَقدَّيةٍ عن رسول الله محمد :ص:
حيث قال:ص:
((أفضل أعمال أمتي إنتظار الفرج))
:الإمامة والتبصرة:ابن بابويه القمي:ص21.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
|
|
|
|
|