عمرها في أوائل الثلاثينات، متزوجة من رجل أكبر منها بقليل ، لها أربعة أطفال.
محبة للخير،عطوفة لكل من حولها، رضا الله ثم رضا زوجها هي غايتها و سبيلها في هذه الدنيا.
لم أعرف عنها سوى أنها حسنة الخلق، لطيفة المعشر، محبوبة من الجميع و خاصة زوجها.
ابتلاها الله بالمرض، فما لبث زوجها أن بذل كل ما في وسعه لعلاجها، فتحسنت حالتها
و تراجع المرض و عاد الأمل إليها و إلى أسرتها من جديد.
لم يكن مرضها صعب العلاج ولم تكن حالتها متأخرة أو استفحل في جسدها, عرفت كثيراً من الناس الذين أصيبوا بمرضها و هم في أحسن حال.
و فجأة!
و بدون مقدمات ضاق نفسها و اختنق صوتها و ازرق وجهها، فأسرع بها زوجها إلى الطوارئ و لكن الروح أبت إلا ان تعود إلى بارئها، تاركةً حبيبها زوجها وأطفالها الأربعة.
تأثرت كثيراً لحال أطفالها و أعينهم الحائرة، وحال زوجها الذي يبكي كالطفل قابعاً بجانب جثمانها يحادثها و يقبلها ويسكب عبراته على جسدها الطاهر وكأنه يريد أن يحتفظ بها معه.
سألت نفسي ماذا حصل؟وكيف؟ و لماذا؟
بكيت و بكيت و استيقظت من غفلتي.
إنه الموت يا أحبتي، الذي لا يعرف عمراً ولا شباباً ولا يهمه طفلاً محتاجاً لأم ولا زوجاً محباً لزوجته.
فلماذا ننسى أننا سنموت؟؟؟؟؟؟
لماذا نعيش و كأننا قد بشرنا بالجنة؟
لماذا لا نستعد لللقاء الصعب؟
لماذا جعلنا حياتنا لهثاً وراء شقاء الدنيا؟
لماذا أهملنا أنفسنا التي تحتاج أن تلقى ربها مطمئنة،راضيةً مرضية؟
لماذا؟و لماذا؟و لماذا؟
يقولون ان من نعم المولى ان جعل الأنسان
يلتهي عن التفكير بالموت
اذ انه اذا تحول الى هاجس وكثر التفكير فيه
يقود المرء الى الجنون
مع ذلك يجب علينا أن لا نغفل تماماً عن هذه
النهاية ، فتذكرها حافز للمؤمن
لسعي في زيادة حسناته ومن أمنَّ وتناسى كلياً
فهذا بسبب كثرة الذنوب والمعاصي
التي تجعله يأمنَّ ويطمئن الى الدنيا ومافيها فـ
يغدو غير عبأٍ بالموت
وهنا نذكر الأية الكريمة التي يقول فيها المولى :
" وأملي لهم إن كيدي متين "
وكذلك قوله تعالى :
" فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب
كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم
بغتة "
سيدتي الفاضلة ام هاني شكراً لما قدمته لنا
وتحيه تعبق بالياسمين..